روحٌ عَجْفاء بنكهةِ مَوت - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
أتغير من أجل من أحب؟ لا أظن (الكاتـب : د. فريد ابراهيم - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 11 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4692 - )           »          حبيت أقول....... (الكاتـب : سليمان عباس - آخر مشاركة : عمرو بن أحمد - مشاركات : 6121 - )           »          المقال الذي لا يحتمل الردود (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 3 - )           »          معايدة بلاستيكية ! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 5 - )           »          رماد الأجوبة ! (الكاتـب : نورة القحطاني - مشاركات : 0 - )           »          #نهايات_لم_تحن (الكاتـب : أفراح الجامع - مشاركات : 119 - )           »          أرض السافلين (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 2 - )           »          نفاق اجتماعي (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )           »          لا بأس (الكاتـب : مصطفى معروفي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-29-2007, 07:08 PM   #1
علي أبو طالب
( كاتب )

الصورة الرمزية علي أبو طالب

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

علي أبو طالب غير متواجد حاليا

افتراضي روحٌ عَجْفاء بنكهةِ مَوت





روحٌ عَجْفاء بنكهةِ مَوت


كَالأعْينِ حِيْنَما تَجِفُّ,من قَسْوَةِ القُلُوبِ,تُجْدِبُ السمَّاءُ,ترْتَكِبُ الْكِبْرِياَءَ,تَأْبَى الْبُكَاءَ .
ها نَحْنُ الآنَ فِي فَصْلِ الأسابيعِ العجاف,نُصْلُ التَّصَحُّرْ مُتَمنْطِقٌ في أعْنَاقِنَا,و نتُوقُ للارْتِوَاءِ,نَتَشوَّقُ للمَاءِ,أن يَنْسَابَ في أروقةِ قُلُوبِنَا,أن يَعْبُرَ إلى أعْمَاقِنَا,ليُبَلَّلَ الْمَلَلَ الَّذِيْ اسْتَوْطَنَنَا و صَلَّبَ الْطِينَ.


* * *



في غَبَشِ الضُّحَى, خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي أرْتَعِشُ, كُنْتُ أمْشِيْ بِخُطَىً لاهِثَة, مُتَّجِهَاً صَوبَ البئرِ المُجَاوِرةِ لمزرعةٍ نُزِعتْ عَنْهَا مَعالمُ النعِيْم, لعلي أعلُّ مِنْهَا حتَّى أرتوي, فَقدْ أوْشَكَ الْصَّدَأُ أنْ يَلْتَهِمَ عِظَامِيْ الْهَشَّةَ ظَمَأً,وَ أُحْمَلُ عَلَى نَعْشْ.



* * *


وَصَلْتُ إلى تلك البئْرِ بَعدَ شَقِّ الشَّهِيْقِ, فوجَدْتُ الْمُجدِبينَ, مُلتَّفينَ حَول خَصْرِها يصرخُون:
أخرجوه..أخرجوه...قدْ يَشْرَبُ الْمَاءَ حتَّى يَلْتَاعُ وجهُ الْقَاعِ.

تَساءلتُ في دَهْشَةٍ عَطشى عَنْ مَاهِيَّةِ انْدِلَاعُ ذلك الْصُرَاخِ الْمُدَوِّيْ الْمُخْتَرِقْ للأسْمَاعِ,فأجابني مُجْدِبٌ مِنْهُمْ:
سَقَطَ أحَدُهُمْ,قَبْلَ قَلِيلٍ,في جَوفِ هَذهِ الْبِئْرِ حينما كانوا يتعاركونَ عليها,كلٌ يريدُ أن يَسْجُرَ قِرْبَتَهُ بسرِّ الحَيَاةْ,ليَستعيدَ لحْنَها قَبْلَ الآخَرِيْنَ بِحُريَّةٍ مَبْحوحةٍ لا يحْتَمِلُها أحدْ


* * *



تَرَكْتُ ذلكَ الْمَكَانْ الْمُكْتَظُ بالكَلِمَاتِ الْمُنْهَكةْ وأنْسِكَابُ النَّظَرَاتْ السَّرابِيَّةْ, و َرُحْتُ ألْعَنُ الظَّامِئينَ جَمِيعَاً,إذْ يَسْتَظِلونَ أسْفَلَ أسْقُفِ الْقَسَّوةِ ,وقُلُوبَهُمْ لَمْ تُشْفَ مِنْ أمْرَاضُ الأرْضِ بَعْدْ,كَيْ يَرضَى عَنَّا العليُّ,الذيْ ِعِْندَهُ عِلمُ ما لا نَعْلمْ,و أسْرَارُ الْطُقُوسِ,و يُمِيْطَ اْلِلثَامَ عَنِ السَّماءِ الْمُرَوَّضَةِ عَلَى تأطيرِ الْمَطَر.


* * *

تَوقَّفَتْ بيْ قَدَمَايَ المُقْفِرَتَانِ, عِنْدَ نَخلةٍ عَرْجَاءَ جائعةٍ و خَاوِيَةٍ, تَمَدَّدْتُ بِجِوَارِ جِذْعِهَا الأعوجْ, وَ َكَأنّي أحَدُ جُذُورِهَا الْمُتَخَشِّبةِ فِيْ جَوْفِ الْجَفَافِ, شَعَرْتُ بِشِبْهِ تََشَظٍّ يَنْهَشُنِي بِبُطءٍ شَرِسْ,و َكُلَّمَا غَرَسَ أنيَابهُ فِيْ شرايينيْ شَمَمْتُ رائِحَةَ تلاشٍ شَدِيدة الخشونة تَفِرُّ مِنْ جَسَديْ, و فِي لَحْظَةٍ مَحْضَة,حَدَثَ أنّ حَيْزَبُوناً مُتَحَلزناً ظَهْرُهَا,مَنْحُوتَةٌ قَامَتُها على سَطْحِ حِمَارِها, تُحَاوِلُ اجْتيَازِي,مُتَّجِهَةً نَحْوَ اللا أدْرِيْ,لّوَّحْتُ إليّها بيَدَي الْمُتَحَشْرجَةِ,فَتَنبَّهتْ لَوَشْوَشَاتِ حَرَكَتِهِمَا, واقْتَرَبَتْ مِنْي,تَوَقَّفَت بِقُرْبِيْ,أخْبَرتْها هيَئْتِيْ المُترهَّلة,وَ اللإشْتِعَالُ الْمَهُول فِي أعْشَابَ رَأْسِيَ الْمأهولِ بالْعَطَشِ,ونُواح مَلامِحِي المُحترقة,بأنني شارفتُ على أن أكون ,كائناً كان,فأدْخَلَتْ يَدَها فِي باطنِ قِطْعَةُ العِهْنُ الْمُحَاكةِ يَدَويَّاً بحركةٍ مُضطربةٍ , كضحكةٍ صَفَعَها صَمْتُ ريحٍ صَلْفَةٍ,عَنْ سَبْقِ حنقٍ و َتلصُّصْ ,فارتَدَت مُرتَطِمَةً بِحنْجُرَةِ صاحِبِهَا بغاية الْغَصّةْ,أخْرَجَتْ مِنْ دَاخِلِ أحَدِ الْجُيُوبِ الْقُطْنيةِ قِنينة قاربتْ على تقيؤ مائها,هَمَدَتْ القِنْيِنَةُ بَيْنَ يديَّ,ففَتحْتُ كَهْفيْ لأنْهَلَ مِنْها,إلاَّ أنَّ روحيْ اَنْهَمرتْ أرضاً,تَشرَّبَتْها التُرْبَةُ بيبابٍ وارْتِيَابْ,فتفَجََّرَ جَوفُ الْجَفافِ مُبْتَهِجاً,مُخْرِجاًَ مِنْ ثَغْْرهِ الْمُبَعْثَر مَهْرَجَانَ مَاءٍ جُنُونيّاً أغرَقَ جُثّتي المُجْتَثّة من رُوحها,المُتَوغِّلة في غَيَاهِبِ الغَيْب.

 

التوقيع

حتى الأبواب العملاقة مفاتيحها صغيرة.
"ديكنز"

علي أبو طالب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-29-2007, 08:03 PM   #2
قايـد الحربي

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

الصورة الرمزية قايـد الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 45694

قايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


علي أبو طالب
ـــــــــــــ
* * *

" الروح العجفاء بنكهة الموت " أدتْ إلى : حياة
هكذا هيَ القدرة ، تجعل في أبسطِ الأشياء [ أعظم الأشياء ]
يأتي ذلك كعِبْرةٍ بعد عَبْرة .

رائعٌ شاسع .

 

قايـد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-09-2007, 06:44 AM   #3
علي أبو طالب
( كاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي مشاهدة المشاركة
علي أبو طالب
ـــــــــــــ
* * *

" الروح العجفاء بنكهة الموت " أدتْ إلى : حياة
هكذا هيَ القدرة ، تجعل في أبسطِ الأشياء [ أعظم الأشياء ]
يأتي ذلك كعِبْرةٍ بعد عَبْرة .

رائعٌ شاسع .
تُرَى أَكَانَتْ، مُتَوَاضِعَتِيْ هَذِهْ،رَائِعَةً مَا لَمْ تَعْبُرَ بِهَا أَيُّهَا اَلْقَائِدْ؟!
قَطْعَاً مَا كَانَتْ كَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُضْفِيْ إِلَيْهَا بَعْضَاً مِنْ عِطْرِ اَلْعُبُوْرْ.

شُكْرَاً بِحَجْمِ الإِعْجَابِ اَلشَّاهِق
تَقْدِيْرِيْ وَاحْتِرَامِيْ.

 

التوقيع

حتى الأبواب العملاقة مفاتيحها صغيرة.
"ديكنز"


التعديل الأخير تم بواسطة علي أبو طالب ; 04-09-2007 الساعة 06:47 AM.

علي أبو طالب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2007, 12:57 PM   #4
د.فيصل عمران
( كاتب )

افتراضي


عودة الى الدفء
هكذا نص .. يستحق التثبيت أمام القلوب العطشى للجمال




كعادة حرفك ... رائع

 

د.فيصل عمران غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-11-2007, 03:37 AM   #5
علي أبو طالب
( كاتب )

الصورة الرمزية علي أبو طالب

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

علي أبو طالب غير متواجد حاليا

افتراضي َ


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.فيصل عمران مشاهدة المشاركة
عودة الى الدفء
هكذا نص .. يستحق التثبيت أمام القلوب العطشى للجمال




كعادة حرفك ... رائع

شَرَفٌ وَتَرَفٌ كَثِيْرٌ وَكَبِيْرٌ عَلَيَّ وَعَلَى نَصِّيْ اَلْمُتَوَاضِعْ جِدَّاً
أَنْ حَظِيَ بِكَلِمَاتٍ مِنْكَ هِيَ رَائِعَةٌ وَمُحَفِّزَةٌ لِيْ
أَنْ أَتَقَدَّمَ إِلَى اَلأَمَامِ حَتَّى أُقَدِّمَ مَا يَلِيْقُ بِكُمْ-بِإِذْنِ اللَّهْ.

د.فيصل عمران
سُعِدْتُ بِكَ مَلِيَّاً
وَأَلْفُ شُكْرٍ وَتَقْدِيْرٍ وَاحْتِرَامٍ
مِنِّيْ إِلَى قَلْبَك.

 

التوقيع

حتى الأبواب العملاقة مفاتيحها صغيرة.
"ديكنز"

علي أبو طالب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2007, 08:48 PM   #6
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز رشيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2213

عبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


أخي
علي ابو طالب
اعترف لك
بانني علّقت بالي هنا وبأنني سأرتكب القدوم هنا مرارا وتكرارا
كلّ الشكر لك

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-11-2007, 03:41 AM   #7
علي أبو طالب
( كاتب )

الصورة الرمزية علي أبو طالب

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

علي أبو طالب غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز رشيد مشاهدة المشاركة
أخي
علي ابو طالب
اعترف لك
بانني علّقت بالي هنا وبأنني سأرتكب القدوم هنا مرارا وتكرارا
كلّ الشكر لك
أَهْلاً وَعِطْرَاً..
وَمُرَحَّبٌ بِمَقْدُمِكَ اَلْكَرِيمْ دَوْمَاً.
إِلَيْكَ اَلشُّكْرُ وَتَقْدِيْرٌ وَافِرٌ.

 

التوقيع

حتى الأبواب العملاقة مفاتيحها صغيرة.
"ديكنز"

علي أبو طالب غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-08-2007, 10:52 PM   #8
متغليه
( كاتبة )

افتراضي



لا استطيع وصف مدى الروعة هنا
شيء فاق الخيال
لخيال تسامى بالإبداع

لي عود هنا
فقد هطل الجمال
وسأرتوي منه
حتى
الثماله


دمت بود
اختك
متغليه

 

متغليه غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:50 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.