\
/
..:مــــــرآة أولـــــــــى :..
:: الـــــيـــــأس ::
شعور بشع حين يغزو النفس البشريه ... يحطمها ويحولها الى ركام من المشاعر الزائفة الخاطئه ... يجتاحها كجيش تتري جرار ويحولها الى مأساة بغدادية تتريه (وبغدادية اميركية أيضا) تنوء بحمل جراحها دهرا وزمنا ليس بالقليل ...
حين يجتاح اليأس نفس إمرءٍ فإنه يتحول الى فراغ ... أو الى عالة على ذويه والمجتمع بأسره ...
لا يريد البذل ولا يحاول الخلاص ولا يحبذ العمل ... تمر لياليه كأيامه بلا تغير ولا تبدل سوى الى الحضيض ... تجره قدماه الى اسفل درجات الخذلان واقل مراتب الشكر (هذا ان كان يتذكر شيئا عما يسمى بالشكر) ...
تجتاحنا عند المصائب والملمات ... تجد طريقها عندما ترانا قليلي الايمان والثقه بوجود رب لا يضيع عبده ...
:: إنعكاس هذه المرآه ::
هيا لبني جسر الأمل على ركام اليأس ... لنعمل ولنجازف فبالعمل الدؤوب تنال المطالب
وما نيل المطالب بالتمني .. .. .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
..: مــــــرآة ثـــانــــيـــه :..
:: الألـــــــــــــــــم ::
مرآة شفافة صادقه ... تسبغ غور النفس البشريه تصل الى أقصى اعماق الانسان ... تعلمه الصدق والوفاء واحيانا حتى الصبر والامل ... تلغي التنكر وتقرب البعيد وتبعد القريب أحيانا ...
اختبار شاق وصفحة مع كل ما فيها من ألم وتعب وشقاء ... أعتبرها من وجهة نظري الشخصيه صفحة بيضاء نقيه طاهرة جميلة حلوة شفافه يكفيها حلاوةً أن تظهر العدو من الصديق والقريب من البعيد والوفي من الخائن ...
:: إنعكاس هذه المرآه ::
اعلم حفظك الله ان ما من خير يصيبك الا وكان من الله وما من شر يصيبك الا بتقديره عز وجل فلك منه الاجر والثواب ان انت صبرت وضاعف الاجر ان انت شكرت ... ومع كل ما قالناه عن مصداقية الالم فالشكر في حالته أوجب ...
..: مــــــرآة ثـــالــــثـــه :..
:: الخيانه ::
وجه بشع ... وتصرف خارج عن الفطرة البشريه والسلوك الانساني ...
تحسب صاحبه صديقا ... وتحسبه محبا نقيا طاهرا ... وهو ابعد ما يكون عن الصداقه واحقر من أن يكون قريبا من النقاء والطهر ... ملوث الدم والقلب والمشاعر ... لن أطيل التفصيل اذ اني املك كلمة وافية شامله تعبر عنه بكل صدق ودقة وتحديد فهو مجرد حيوان بشري وذئب على هيئة بشر ...
:: إنعكاس هذه المرآة ::
احذر من معسول اللسان وملتوي الأسلوب ... احذر المفرط بالصراحه والمفرط بالغموض فهما ليسا الا وجهان لعملة واحده وعضوان دائما العضوية في نقابة الخونة وجمعية الخائنين ...
..: مــــــرآة رابـــعــــه :..
:: الـــحـــــب ::
لا اعلم لماذا لمع الحب في مخيلتي بعد الخيانه ولماذا تحدثت عنه بعدما كتبت شيئا عن الخيانه ... ربما لأنهما مرتبطان فلولا الحب ما وجدت الخيانه ... ولولا الثقه لما وجد الخائن طريقا الى قلوبنا ...
مرآة الحب تجمع كل المرايا الاخرى تحت جناحها فهي اليأس والأمل والألم وهي أيضا عماد الحياة .. فلولا الحب ما ربت الام إبنها ... ولولا الحب لما رعا الأب أهل بيته ... لولا الحب لما قامت المجتمعات ولما استمرت الحياة ...
عنصر فعال في المجتمع أوكسجين من نوع خاص نستنشقه لا إراديا رضعناه عن طريق الحبل السري قبل أن نوجد وعن طريق الثدي بعد أن وجدنا ... لعبنا معه حين كنا أطفالا ... وارتشفناه مع القهوة حين صرنا كبارا ...
ولكن ...
ومع كل ذلك فهو اوهن من بيت العنكبوت وأقوى من خرسانة حديدة يستند عليها برج المملكه ... يهدم بكل سهوله عندما يكون أرعن ... ويقاوم حتى تسونامي حين يكون عاقلا حكيما واضحا ...
:: إنعكاس هذه المرآة ::
يجب علينا ان نحسن الاختيار حين نحب (مع أني لا أؤمن أن الحب بالاختيار) وأن نتوخى الصدق فيه ونحرص على أن يكون واضحا وفي العلن يتنشق أشعة الشمس ولا يعرف للظلمة طريقا ...
حين يكون الحب قابعا في الظلمة ... فلن يرى النور أبدا ...
::: أخــــيــــراً :::
ليس بالضرورة أن يكون كل ما ذكرته صحيحا ... انما هو تعابير مجنونة عما يجول في خلدي ...
وثرثرة قلم غاضب أراد أن ينفس عما يكبت ...
\\
عمر المسباح