روحٌ عَجْفاء بنكهةِ مَوت - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
كلمة (الكاتـب : عبود القحطاني - مشاركات : 0 - )           »          شبح في الزمان (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          متحف أبعاد الفني (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 304 - )           »          الوعي المفاجئ (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 0 - )           »          "لا تكن خارج اللعبة" (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 3 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2884 - )           »          نصـــ.وصي (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 6 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 232 - )           »          #نهايات_لم_تحن (الكاتـب : أفراح الجامع - مشاركات : 122 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 101 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-29-2007, 07:08 PM   #1
علي أبو طالب
( كاتب )

افتراضي روحٌ عَجْفاء بنكهةِ مَوت





روحٌ عَجْفاء بنكهةِ مَوت


كَالأعْينِ حِيْنَما تَجِفُّ,من قَسْوَةِ القُلُوبِ,تُجْدِبُ السمَّاءُ,ترْتَكِبُ الْكِبْرِياَءَ,تَأْبَى الْبُكَاءَ .
ها نَحْنُ الآنَ فِي فَصْلِ الأسابيعِ العجاف,نُصْلُ التَّصَحُّرْ مُتَمنْطِقٌ في أعْنَاقِنَا,و نتُوقُ للارْتِوَاءِ,نَتَشوَّقُ للمَاءِ,أن يَنْسَابَ في أروقةِ قُلُوبِنَا,أن يَعْبُرَ إلى أعْمَاقِنَا,ليُبَلَّلَ الْمَلَلَ الَّذِيْ اسْتَوْطَنَنَا و صَلَّبَ الْطِينَ.


* * *



في غَبَشِ الضُّحَى, خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي أرْتَعِشُ, كُنْتُ أمْشِيْ بِخُطَىً لاهِثَة, مُتَّجِهَاً صَوبَ البئرِ المُجَاوِرةِ لمزرعةٍ نُزِعتْ عَنْهَا مَعالمُ النعِيْم, لعلي أعلُّ مِنْهَا حتَّى أرتوي, فَقدْ أوْشَكَ الْصَّدَأُ أنْ يَلْتَهِمَ عِظَامِيْ الْهَشَّةَ ظَمَأً,وَ أُحْمَلُ عَلَى نَعْشْ.



* * *


وَصَلْتُ إلى تلك البئْرِ بَعدَ شَقِّ الشَّهِيْقِ, فوجَدْتُ الْمُجدِبينَ, مُلتَّفينَ حَول خَصْرِها يصرخُون:
أخرجوه..أخرجوه...قدْ يَشْرَبُ الْمَاءَ حتَّى يَلْتَاعُ وجهُ الْقَاعِ.

تَساءلتُ في دَهْشَةٍ عَطشى عَنْ مَاهِيَّةِ انْدِلَاعُ ذلك الْصُرَاخِ الْمُدَوِّيْ الْمُخْتَرِقْ للأسْمَاعِ,فأجابني مُجْدِبٌ مِنْهُمْ:
سَقَطَ أحَدُهُمْ,قَبْلَ قَلِيلٍ,في جَوفِ هَذهِ الْبِئْرِ حينما كانوا يتعاركونَ عليها,كلٌ يريدُ أن يَسْجُرَ قِرْبَتَهُ بسرِّ الحَيَاةْ,ليَستعيدَ لحْنَها قَبْلَ الآخَرِيْنَ بِحُريَّةٍ مَبْحوحةٍ لا يحْتَمِلُها أحدْ


* * *



تَرَكْتُ ذلكَ الْمَكَانْ الْمُكْتَظُ بالكَلِمَاتِ الْمُنْهَكةْ وأنْسِكَابُ النَّظَرَاتْ السَّرابِيَّةْ, و َرُحْتُ ألْعَنُ الظَّامِئينَ جَمِيعَاً,إذْ يَسْتَظِلونَ أسْفَلَ أسْقُفِ الْقَسَّوةِ ,وقُلُوبَهُمْ لَمْ تُشْفَ مِنْ أمْرَاضُ الأرْضِ بَعْدْ,كَيْ يَرضَى عَنَّا العليُّ,الذيْ ِعِْندَهُ عِلمُ ما لا نَعْلمْ,و أسْرَارُ الْطُقُوسِ,و يُمِيْطَ اْلِلثَامَ عَنِ السَّماءِ الْمُرَوَّضَةِ عَلَى تأطيرِ الْمَطَر.


* * *

تَوقَّفَتْ بيْ قَدَمَايَ المُقْفِرَتَانِ, عِنْدَ نَخلةٍ عَرْجَاءَ جائعةٍ و خَاوِيَةٍ, تَمَدَّدْتُ بِجِوَارِ جِذْعِهَا الأعوجْ, وَ َكَأنّي أحَدُ جُذُورِهَا الْمُتَخَشِّبةِ فِيْ جَوْفِ الْجَفَافِ, شَعَرْتُ بِشِبْهِ تََشَظٍّ يَنْهَشُنِي بِبُطءٍ شَرِسْ,و َكُلَّمَا غَرَسَ أنيَابهُ فِيْ شرايينيْ شَمَمْتُ رائِحَةَ تلاشٍ شَدِيدة الخشونة تَفِرُّ مِنْ جَسَديْ, و فِي لَحْظَةٍ مَحْضَة,حَدَثَ أنّ حَيْزَبُوناً مُتَحَلزناً ظَهْرُهَا,مَنْحُوتَةٌ قَامَتُها على سَطْحِ حِمَارِها, تُحَاوِلُ اجْتيَازِي,مُتَّجِهَةً نَحْوَ اللا أدْرِيْ,لّوَّحْتُ إليّها بيَدَي الْمُتَحَشْرجَةِ,فَتَنبَّهتْ لَوَشْوَشَاتِ حَرَكَتِهِمَا, واقْتَرَبَتْ مِنْي,تَوَقَّفَت بِقُرْبِيْ,أخْبَرتْها هيَئْتِيْ المُترهَّلة,وَ اللإشْتِعَالُ الْمَهُول فِي أعْشَابَ رَأْسِيَ الْمأهولِ بالْعَطَشِ,ونُواح مَلامِحِي المُحترقة,بأنني شارفتُ على أن أكون ,كائناً كان,فأدْخَلَتْ يَدَها فِي باطنِ قِطْعَةُ العِهْنُ الْمُحَاكةِ يَدَويَّاً بحركةٍ مُضطربةٍ , كضحكةٍ صَفَعَها صَمْتُ ريحٍ صَلْفَةٍ,عَنْ سَبْقِ حنقٍ و َتلصُّصْ ,فارتَدَت مُرتَطِمَةً بِحنْجُرَةِ صاحِبِهَا بغاية الْغَصّةْ,أخْرَجَتْ مِنْ دَاخِلِ أحَدِ الْجُيُوبِ الْقُطْنيةِ قِنينة قاربتْ على تقيؤ مائها,هَمَدَتْ القِنْيِنَةُ بَيْنَ يديَّ,ففَتحْتُ كَهْفيْ لأنْهَلَ مِنْها,إلاَّ أنَّ روحيْ اَنْهَمرتْ أرضاً,تَشرَّبَتْها التُرْبَةُ بيبابٍ وارْتِيَابْ,فتفَجََّرَ جَوفُ الْجَفافِ مُبْتَهِجاً,مُخْرِجاًَ مِنْ ثَغْْرهِ الْمُبَعْثَر مَهْرَجَانَ مَاءٍ جُنُونيّاً أغرَقَ جُثّتي المُجْتَثّة من رُوحها,المُتَوغِّلة في غَيَاهِبِ الغَيْب.

 

التوقيع

حتى الأبواب العملاقة مفاتيحها صغيرة.
"ديكنز"

علي أبو طالب غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:54 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.