استَيْقظَ من نَومِهِ فَزِعَاً،
أمسَكَ بجوّالِه؛ ترتَجِفُ أصابِعُهُ
كأصابِعِ مُحْتَضِر..
هاتَفهَا في مُنْتصَفِ العُمْرِ يَلهث:
راوَدَني كابُوسٌ فظِيع،
لقَدْ رأَيتُ ثَلاثَ بقَرَاتٍ سِمان،
يلتهمُهُنّ سبعٌ عِجَاف.
قالت لهُ: أضْغاثُ أحْلامٍ يا عَزِيز..
أخبرْهَا أنّها كانَتْ تُودّعُهُ في الحُلمِ.
"رأَيتُ تذْكرَةَ سفَرِكِ؛
كانَتْ الرّحلَةُ ذهاباً.. بلا إياب!"
ضحِكتْ: الأحلَامُ _عادةً_ تحكِي عكْسَ ما يَحدُثْ.
"باقِيَةٌ معكَ حتّى المَمَاتِ."
" و الآن قُلْ لِي، ماذَا كُنْتُ أرتَدي فِي الحُلم؟"
لقد كانَ فُستاناً ناصِع البياضِ.
بعد سبْعٍ..
لم تكُنْ قد أخلَفتْ وَعْدَ البقاء.. حتّى الممات
فقَدْ عادَ الفستانُ سِيرَتَهُ الأُولى؛
قُماشاً ناصعَ البياضِ؛ كالكفَنِ تمَاماً!