أحيانا يسافر صوتي إلى بلاد قلوب بعيدة ليتنفس لغة التواصل فـ تورق زَهَرات
الأمل, وتَنشَطِر مِن روحي فَراشَات البوح اليتيم , يتَفتق عنها تساؤلات تزاوج
في ثَغرِ العطاء كَلِمَات مِن فِضة تَشرنَقت في بداية العُمر, تستشرف مستقبل
الكلمات في رؤية تضاهي حكمة شيوخ القبيلة , أحيانا أحس أنني مثل "الفارد"
أو النجم الوحيد ..لا يوجد من هو بقربي , فتحاول كلماتي , أن تَصعَدُ سُلما مِن
وَرِد الجُلّنار لتطاول السماء , فتهبني قوة تدفعني لخوض غمار السنين , إلا أن
هذه السنة كانت مختلفة بأيارها وتموزها ...!!
ما بال تَموز مُختلفٌ هذه السَنة ... تركلني الذكريات معه, روح تَموز تتصل
بخيط من وجع ,متكيء على نسيج الفراق,تموز مَا لون الحُزن .. هل هو أصفَر
كوريقات الخَريف ,أم هو بلون الدُخان ؟ كنتَ دائِما رَشِيقا أعانقك كَما أعانق أمي
على أنغام النَهاوند الشَفيفة , كنتُ امشي مُتباهية برقّتي , كزَهرة تَموز زنبق
الماء , وبِكل ما أحمِله من ضَجيج صَامت , فإذا بي أتعثر بأيامك الجارِحَة حد
السكين لتغرسها كَوشم في قلبي ؟ لا شيء أسوأ ..من صمت موجع يحمل عته
الحياة,يغيب الفرح بِسَخاء عن نَاظري ، و مِثلما كان “فيثاغورس" يُنصِت إلىَ
ذَبذبَاتِ الكَون.. ها أنَا أنُصِت لذبذبات كونِ تموز , لتصبح الأيام طويلة جداً
كأرجوحة معلقة بين مجرتين متباعدتين ,وكـ جَاذبية أخرى لم يَكتَشِفها نيوتن
يئست الأيام من عبثية البشر , انتقلت بي من طور الغروب الذي يرتق النور الى
ظلام ليل تعود حمل حقائب الحزن ... ما بال تموز هذه السنة ..؟
تقول زينب : بين أوردة القمر وشرايين النجمة ثمة شيء مختبئ من ضجيج الكون حولهما .