|
معرفات التواصل |
![]() |
|
أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ . |
![]() |
|
أدوات الموضوع
![]() |
انواع عرض الموضوع
![]() |
![]() |
#1 |
|
![]() شيءٌ خفيٌ كَدبيبِ نَملٍ شَغوفٍ ، تسللَ نحو جسدي المُنهك ، عبَر أمام عينيَّ المحملقتين في رسالتك القاتمة ، تلك الورقة أسميتها ( قاتلتي) . ويكأني لا أصدق ما خطته شمالكِ التي دومًا كنتُ أقول حينما أراكِ تكتبين بها : ( الكتابة بالشمال مميزة) ! أليس من المجحف أن تغرزي بتلك الشمال قراركِ الوائد للفرح الذي كانت وشوشاته رفيقتي وأنت معي ! في تلك الليلة العاقر من كل شيء سوى أنها أدخلتني موسوعة جينيس للأرقام القياسية ، محطمًا عناوين الفوز لمن سبقوني من دالقي الدموع ، المطعمة بالخيبات ، وأية خيبات ! أصبح لي منفى ، في هذا العالم ، سكنني اليُتم غصبًا ، معلقًا كمشنقةٍ مرتبكة ، تمارس شقوتها بتأرجحٍ ذات اليمين وذات الشمال . بِتُّ أرتشف الأسى ليل نهار ، أطهو وجعي على نارٍ وقحةٍ تسلقُ آمالي ، مما انتزع من روحي . ذاك المساء المهيب الذي كان يتبخترُ حين سماع صوتكِ ، بات يقضمُ ساعاتي ، وينفثُ عقاربه في عقلي بحمم الفكر ، وأنا لا حول لي ولا قوة . أتسمر وبيدي المحمول متراخيًا ، أصغي إلى مقاطع صوتكِ التي كنت تفاجئينني بها عبر إرسالها لي ، هامسةً مرةً ، وضاحكةً مرةً بعباراتك المحببة لقلبي والغريبة على قاموس اللغة ( لا أحبك يا رجل ، أنا أعشقك عشق (المَجْننة) . أتراها كانت ضحكاتٍ ساخرة أم لَعناتٍ طفت على السطح بعد اكتمال خيوط الاحتراق ، ونتيجتها رماد روح . أكنتُ حقًا أستشرفُ الآتي من العاصفات النحسات من الأيام العجاف! دومًا كنت أتمتم بتلك الهمسات الوجِلة ( الله لا يحرمني منك) وكثيرًا ما كنتِ تغضين الطرف عن لفظ كلمة ( آمين) ! أدمنتك وأدمنت كل شيء متعلق بكِ ، حتى المرآة التي أهديتني إياها يوم عيد ميلادي ، وأصبح تأنقي أمامها هو تأنقٌ لكِ ، كنتُ أراكِ فيها . تسكنني ابتسامةٌ كلما وقفت ماثلاً كأنني في حفل عرض أزياء ، أنتظر دوري للانطلاق . ما أحسب أن هناك رجلاً مثلي في هذا الكون ، يخاطب مرآةً كما كنت أفعل ، أرأيتِ رجلاً يراقص الشوق في مرآة ! (صباح الخير يا سكر ، مساء الورد يا عنبر ، هل اكتمل تجملي ، هل عندك شك . . . ) كثيرةٌ هي العبارات ُ التي كنت أدندنُ بها وأنا أمامك ِ ، أمام المرآة ! أما الآن ، حالُ اكتمال العراء في النفس المتخثرة ، صمتٌ يخدشُ رائحة المكان ، جفاءُ روحٍ حطَّ على صدري ، كصرصرٍ عاتٍ يُذوبُ الشمع ، يكسرُ نبضات القلب الوَلهى ، يتركه لذاك الكامن بين الضلوع ( شبح الغربة) . آخذًا بي لمجاهيل دربٍ يتلبده الغبار ، وتذاكر الرحيل تقود بوصلة الخطيئة . بتُّ أدونُ حِبر الغياب على ورق الخيبة ، مغمسًا بتوقدِ قهرٍ عاث بي خرابا ، وعلقمٍ ما تذوقت مثيله منذ ولادة الحب فيَّ ! أنا الذي أسميتك ( قوس قزح) ، وشمت راحتكِ بشعار التناغم بيننا ، يومها قلتِ لي ، أنا حبيبتك ، أليس كذلك ؟ أجبتك : أنتِ ابنة السماء . ملتهمة فرحي . . . وهبتك مفتاح قلبي وولجتِه فتحول مطواعًا على رحبِ ، وجعلت من أركانه حديقةً تنهلين منها أطايب الثمار ، فغردتِ أيمَّا تغريد : ما أجملني بكَ يا رجل ! لم أعلم أنني منك وبكِ سأشقى وأعرى ، وأطوف الدنيا ارتجافًا من مصير أحمق ، جعلني أصوم عن النساء ، ولسانٍ خشنٍ يتقيأ : لا مساس لا مساس . . . قرارك الآثم كإخوة يوسف ، لا رحمة ولا صون لعهدٍ بيننا ، تركتني قابعًا في جُبِّ الفجيعة ، متناسيةً براءة القلب الذي عطَّر حياتكِ ، وأجرى لكِ أنهار العسل من شفتيَّ . يا امرأة . . . كنتِ وطنًا لي . والآن . . . بكل عنفواني أصرخ هائمًا . . . تبًا لك أيها الوطن . تح يتي القيصــــــــر
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 | ||
|
يالها من غربة وطن موجعة لها من حديث المرآة الصدق
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 | ||
|
. . . نوصفهم بـ " الوطن " متناسين ان الاوطان ايضاً ترحل وتنتهك. اوجعتني يا استاذي . ا ![]()
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | ||
|
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خيبة وملام | نواف العطا | أبعاد النثر الأدبي | 28 | 10-25-2014 12:09 PM |
خيبة أمل | درر الشام | أبعاد النثر الأدبي | 18 | 04-23-2014 10:01 PM |
خيبة ( ق ق ج ) | حسن قرى | أبعاد القصة والرواية | 2 | 07-09-2013 02:43 PM |
وطـــــن...بين كفيــن | نفيسة شادي | أبعاد النثر الأدبي | 16 | 11-08-2012 09:29 PM |
الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة
|