مازلت أذكر سؤالها وترقبّها
سألتني
- ما أمنيتك ؟
أرادت أن تعرف عن حال أمنياتي
وهل لها بين ثناياها موقع
- أتمنى أن تكفّ الأرض عن الدورانْ ،
و يكتمل القمر ، و يطول الليل ، و تتوقف كل الأزمانْ ،
أتمنى أن أجد بواقي الألوانْ ، أن أرسمك على كل الجدرانْ ،
أتمنى أن أحيطك من كل الجهاتْ ،
أن أصبح أرضك و سمائك ،
أكسجينك و مائكْ ، نجومك ، وغيومك ،
جبالك الراسية ، أنهارك و بحارك ،
أتمنى أن أختزلك في عالمٍ يبدأ مني و ينتهي إليّ ،
أن أقوقعك في قلبي الصغير ،
و أقيم حولك ألاف الحصونْ ،
أتمنى أن تقف العقارب على لحظةٍ أحتضنك فيها بعنف ،
أن تقف عندما أغرق في تلك العيونْ ، ولا أعومْ ،
أن نتوه في ذلك الحب و نسقط في هاويته ، ولا نقومْ ،
أن نجد سبلا للنجاةِ ، ولا نرومْ ،
أن نقطع آلاف العهود ، ولا نخونْ.
مهلا ! تذكرت ، لا شيء سيكونْ ،
و إن كان ؟ لا شيء سيدومْ.
فتحت عيني لأجدك مازلت تنتظر الجوابْ ، إلى أين المفر ؟ منك الهروب و إليك المآبْ ،
- ما أمنيتك ؟
- لا شيء ، خالٍ أنا من الأمنيات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ