اِنْطِفَاءَ : - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
كَأْس شَّاي ، (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 6 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 621 - )           »          قصّة مثيرة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 0 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 75406 - )           »          صفات العابدين: رحلة إلى عظيم الأجر! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 4492 - )           »          حين تتنفس السماء من صدرك! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 3 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2925 - )           »          غُصْن بُرغَندِيّ _ مُجرّد رَأي (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 28 - )           »          مخطوطة الحلم والنار ... (الكاتـب : بسام الفليّح - مشاركات : 7 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-13-2010, 10:46 PM   #1
أحمد الحربي
( كاتب )

افتراضي اِنْطِفَاءَ :





الشَّمْس الَّتي صَهَرتْ أصَابِعَنَا حَتَّى النُضج تُوْشِكُ أنْ تَنْطَفئ ..
لمْ يَعُدْ مُمْكِنًا لِلْعُشْبِ النَامي فِي صَدْري إلاَّ التَوقّفَ عَنْ التَكَاثر ,
بَعْد أنْ أصبحَ الْحُلمُ وَاسِعًا عَلى كِلينَا وَ الْوَطنُ ضيّقًا عَليه.
مَازلتُ فِي هذَا التَيهِ الَّذي تَعْرفينهُ جَيَّدًا جِدًا , لمْ أفْعَلْ الْكَثير بَعدَكِ ,
فَالسَّراب الَّذي تَجلَّى وَأبْرزَ فِتْنَتَهُ لنَا وَ نَجَحَ فِي إغْوَاءِنَا لِنُخَالِف الْوَصَايَا وَ نَجْنحُ فِي تَعقُّبِهِ يَتَلاشَى ,
مَازالَ يُمْعِنُ فِي التَلاشِي , يَتجهُ إلى أنْ لا يَكون , صَار كَذلِك
عِنْدَمَا قَصُرت الْمَسَافَةُ جِدًا .
الْمَسَافة إيَّاهَا الَّتي عَانَدتْ أقْدَامَنَا وَ أوْجَعَتنَا كَثيرًا , التي أرْعَبَتْنَا مِثلَ حَكَايَا الْجَدات كُلَّمَا فَكَّرَنَا فِي أنْ نَقْطَعَهَا ؛ لِنَصِلَ إلى الْحُلمِ , وَ نَشْرَب ,
وَحَينَ تَجَاوَزنَا مُنْتَصَفَهَا أوْ هَكَذا ظَنننَا , إمْتَدَّت وَ تَضَاعَفتْ بِلاَ تَوَقّف كَ شيطان , لِنَسْقُطَ
عِندَ مُنْعَطفٍ كَالزُجَاجِ حَاد , لِنَخْسرَ الدَهشةَ وَالإيمَانَ معًا .
أمَا كانَ مِنْ الْمُمْكنِ أنْ تُحَاولي و لوْ قَليلاً مواصَلةَ السيرَ مَعي فِي هذَا التَيه ؟
لِيكونَ مُمتعًا بَهيجًا كَاحتِفَالِ أطْفَال , شَهيًا كَقَالِبِ حَلوَى , دونَ أنْ يَفْقِدَ الْحُزْنَ فِي اِسْمِه , وَ لكي لاَ أسقط عِنْدمَا أسْقُط :
مُتَحَسِّرًا عَلى رَغَيْفٍ لمْ نَأكُلْه مَعًا صَبَاحاً , وَ صَبَاحٍ يُوَظِّفُ كُلَّ شَيءٍ فِي كُلِّ شَيء
السَريرَ جِوَارَ الْبَاب , الطَاوِلَة عِندَ النَّافِذَةِ , الْقَلم فَوقَ الْوَرَقَةِ , الْقَهْوة فِي فِنْجَانِهَا , الرَّمْز فِي الْقَصيدة , أُغْنيَاتَ الْحَصادِ فِي الْحقولِ الْبَعَيْدةِ , وَ
جَسدكِ في المنامةِ الحريرية .
كُلّ شَيءٍ فِي مَكَانهِ مِنْ الْمَنْفَى وَالْوَقْتِ .
صَبَاحٌ كَالأنبياءِ فَاتِحًا , يَهبُّ بِشَّعْرِكِ الَّذي يُبْعَثرُني مِثلَ مَا يَفْعلُ هَواءٌ خَفَيْف , وَيَبْتَكِرُ لنَا رَائِحَةَ النَعْنَاع , وَطَقْطَقْةَ الْخَشَب , وَ تَلعثُم الدَّمِ فِي قَلْبَيْنَا ,
النَدَى عَلَى أزْهَارِكِ وَ الأَسْطُحِ الْمَصْقولَةِ وَكَأسَيْنَا .
عِنْدمَا أَسْقُط ..
عِنْدَمَا أسْقطُ وَحَيْدًا فِي هَذَا الْلَيْلِ بِلاَ قَمَر .



 

التوقيع





..., يَاربَّ فَاطِمَة.


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد الحربي ; 09-13-2010 الساعة 11:06 PM.

أحمد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:48 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.