
كانت الكتابة إليكِ موجعة بقدرٍ لم أعتده ، لذلك لم أعد أبعثُ إليكِ رسائلي ، ولذلك لم أعد أكتب . لم يكن كلُّ هذا مهماً ما
دمتُ أذكر الوجع ، الوجع الذي حال بيني وبينكِ فعدتُ أذكركِ ولا تذكرينني ، الوجع الذي حال بيننا فما عدتِ تقرأينني كما كنتِ
ولا تجدين اسمك بين أسطري وأنا التي لا تكتبُ عن سواكِ .
توقفت عن الكتابة ، توقفت عنها وأنا التي كنتُ أعدها جزءً لا يتجزأ مني كنت أعدها هويتي ، وتخلّيت عني وعن هويتي لأجلكِ
لأجل أن تبقي القلب الذي يحلق بقلبي متى شاء !
كنتِ رفيقة الصباحات التي أسميتها عصفورتي ، عصفورتي التي أراها في كلّ الذين يعبرونني فلا أعود أميز ملامح أحد إلّاكِ ، كنتِ
التي تراكِ في عيني كل عصفور يرفرف بقربي كل صباح ، صوتهُ هو صوتكِ ، عيناه وكل ملامحه لا تشبه إلاكِ ، كنتِ عصفور صبحي
وحكاياتِ مسائي ، لم أكن أكتب شيئاً إلا وقد كان اسمكِ يسبق كل حرف .
وحال قلبكِ بيننا ، قلبكِ الذي ظننتي فهمته لأنه يشبهني وربما أشبهه وربما تمازجنا فما عدتُ أعرفكِ مني .
لم ترحلي ، لكنكِ قررتي أن تبقي بين الرحيل والغياب ، فلا أعود أدري أدمع الرحيل يبكيني أم هو دمع الغائبين .