منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ماعاد الحنين يجدي ، ما عاد صوت الحنين يُسمع ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=26849)

رحاب سليمان 03-16-2011 06:41 AM

ماعاد الحنين يجدي ، ما عاد صوت الحنين يُسمع !
 




http://www.e7twa.com/vb/uploaded/569_01300203084.jpg

كانت الكتابة إليكِ موجعة بقدرٍ لم أعتده ، لذلك لم أعد أبعثُ إليكِ رسائلي ، ولذلك لم أعد أكتب . لم يكن كلُّ هذا مهماً ما
دمتُ أذكر الوجع ، الوجع الذي حال بيني وبينكِ فعدتُ أذكركِ ولا تذكرينني ، الوجع الذي حال بيننا فما عدتِ تقرأينني كما كنتِ
ولا تجدين اسمك بين أسطري وأنا التي لا تكتبُ عن سواكِ .
توقفت عن الكتابة ، توقفت عنها وأنا التي كنتُ أعدها جزءً لا يتجزأ مني كنت أعدها هويتي ، وتخلّيت عني وعن هويتي لأجلكِ
لأجل أن تبقي القلب الذي يحلق بقلبي متى شاء !
كنتِ رفيقة الصباحات التي أسميتها عصفورتي ، عصفورتي التي أراها في كلّ الذين يعبرونني فلا أعود أميز ملامح أحد إلّاكِ ، كنتِ
التي تراكِ في عيني كل عصفور يرفرف بقربي كل صباح ، صوتهُ هو صوتكِ ، عيناه وكل ملامحه لا تشبه إلاكِ ، كنتِ عصفور صبحي
وحكاياتِ مسائي ، لم أكن أكتب شيئاً إلا وقد كان اسمكِ يسبق كل حرف .
وحال قلبكِ بيننا ، قلبكِ الذي ظننتي فهمته لأنه يشبهني وربما أشبهه وربما تمازجنا فما عدتُ أعرفكِ مني .
لم ترحلي ، لكنكِ قررتي أن تبقي بين الرحيل والغياب ، فلا أعود أدري أدمع الرحيل يبكيني أم هو دمع الغائبين .

رحاب سليمان 03-16-2011 06:42 AM


http://www.e7twa.com/vb/uploaded/569_11300203084.jpg

لأجلِ ذلك عزمتُ السفر ، عزمت على قطع كل الذي يحول بيننا من مسافات لأعبر الزمن والمكان وكل حائلٍ إليكِ
و أخبركِ أنكِ نصفي الآخر أو كما كنتِ تسمينني : مكملتكِ !
الطريقُ إليكِ كان ممتلئاً بنا ، بذكرياتنا معاً ، كتلك الأوراق الصغيرة التي ندسها في كتبنا ، وكل الأشعار التي نحبّها
فلا أتذكرها إلا بكِ ، كل الأناشيد وكل التفاصيل الصغيرة التي صنعت حكايتنا معاً منذ بدأنا ، منذُ عرفتُ أنكِ من بين
كل العالمين التي تشبهني ، والتي تطابقت راحة يدي مع يدها !
الصوتُ بداخلي كان واضحاً جداً ، كان يخبرني أن عودتي إليكِ هي القرار الصحيح !

رحاب سليمان 03-16-2011 06:43 AM



http://www.e7twa.com/vb/uploaded/569_21300203084.jpg

كانَ الوقت في بعدكِ لا يمر ، يخبرونني أنه يمرُ سريعاً ولكنه لم يكن كذلك معي ، ربما لأنكِ انتصفتهِ وربما لأنني
ما عدتُ أكترث لأجل أي شيء سوى أن تعبريني مجدداً كما كنتِ تفعلين كل مرة !
كنتِ التي تأتي حين أكون حزينة فتكفكف دمعي دون أن تنبس بكلمة ، نظرةٌ واحدة منكِ تكفي لأجل أن أبتسم للحياة مجدداً .
أتذكرُ جيداً المرة التي عدتِ فيها ، تلك المرة التي احترتُ فيها من أين يجدر بنا أن نبدأ ، فأسمعكِ ولا أعود أدري
أين اختفى صوتي وجلّ الحكايات ، وكأنها فلتت من بين يدي حينَ عدتِ !
وعدتِ للغياب ، وماعادَ صوتِي بعدها !
لم تعد المسافة بيننا أفقية تستطيل كلمّا سكنّا مدناً غير التي مُلئت أيامنا بتفاصيلها فهانحن اليوم نقطن ذات المدينة
و على ذات الطريق ولكن المسافة بيننا اليوم تتعامد بطول السماء ، تتخللها قضبان صمتٍ لا يفلت منها أي حديث سوى
بعضٍ من التحايا و يجثو على مقدمتها خريف عمرٍ كامل كنّا سنقضيه معاً
ولكن كلانا اتخذت طريقاً مختلفاً حين اخترتِ ألا تتذكريني وأخترت ألا أنساكِ !

رحاب سليمان 03-16-2011 06:43 AM




http://www.e7twa.com/vb/uploaded/569_01300203121.jpg

لم أكن أعلم حقيقةً ما الذي كنتُ سأقوله لكِ ، لم أكن أدري إن كان العتاب سيجدي ولكنّي عزمتُ أن آتيكِ بيدي مجدداً
و بعهدنا الذي قطعناه يوماً ، أن طريقناً لن يكتمل إلا بنا ، بنا معاً !
كنتُ أحدقُ إلى المسافرين و إلى الحياة من حولي و أرى ماضينا يعود حيّاً ، الذي ظننت أني نسيتهُ وكنت اتسائل أتذكرينه الآن ؟
كان شوقي إليكِ هو الذي يسير بي نحوكِ ، وعدتُ لأستند على مقعدي وأتذكر البداية ، تلك المرة التي سقط فيها مني
رداء جرحي وحزني ، حينَ أدركتْ أنكِ رواء عمري و شعري الذي لم أكتبهُ إلا إليكِ حتى قبل أن أعرفكِ
أنتِ التي انتظرتها ، تلك التي كنتُ سأقاسمها دربي وقلبي ومحبتي ، تلك التي كتبت عنها مرة :

" خذي قلبي
خذي دربي ، وشيئاً من عمري واسقيه من نبضي ، خذي يدي و آتياً تقضينه معي
و بسمة على محياكِ أرسمها كل صبح بيدي
"

رحاب سليمان 03-16-2011 06:44 AM




وجئنا والتقينا ، وما عادُ الآتي سيجمعنا !

اقتربتُ منكِ وهتفت باسمكِ ، لم تلتفتِ إليّ ، ولم أقترب أكثر .
هاتفتكِ وأخبرتكِ عن مجيئي ، لم أسمع الفرح في صوتكِ كان عادياً جداً رغم أن الغياب كان طويلاً هذهِ المرة ، اعتذرتِ
بمشاغل الحياة و أخبرتني أنكِ لن تأتي مالم تصحبكِ صديقتكِ الجديدة كون مكان اللقاء بعيدٌ جداً عنكِ وأنتِ بحاجة لمن
يسليّ وحدة الطريق الطويل ، ذات الطريق الذي كنتِ تقطعينه معي دون أن تتحدثي
وأنا التي ظننتكِ تألفين الصمتْ أكثر ، ظننتني أعرفكِ أكثر من أي أحد !
لكن أدركت حينها أنكِ لن تأتي مجدداً في حياتي كلّها !
كنتُ سأنتظر العمرَ كلّه ، لأجل لحظةٍ تعودين فيها لتضعي راحة يدكِ في يدي لنكمل الطريق الذي بدأ منه عمري
اجتزتُ كل المسافات ، عزمتُ ارتياد جُلَّ المسافات البعيدة بيننا ، لم يكن يهمني طولها المهم أن نجتمع ونعيد الربيع للعمر الآتي .
ولكنني أدركت حينها شيئاً كنت سأكتبه إليكِ كمرةٍ أخيرة ، كمرةٍ أخيرة لا يلتقي فيها قلبانا ولكنني عزفتُ عن ذلك
فالذي كان بيننا أكبر من قصاصة تختصر حكاية ماكان يكفيني عمرٌ كامل لأحكي عن كل الحبّ فيها وكل الفرح !

لم أكتبها لكن صوتي عادَ وقالها :

ماعاد الحنين يجدي ، ما عاد صوت الحنين يُسمع !



رحاب سليمان

ابتسام آل سليمان 03-16-2011 05:17 PM


أي رحاب :
أنت ِ رفيقة الوجع القديم و أنا ...!
مرحبا بك و بهذي الروائع وإن اعتراها حزن الفقد الجليل!

أروى المهنا 03-17-2011 02:41 AM

وأي ذكرى هذه التي باتت صخب للأسئلة كلها
وأي رحيل هذا الذي يقترفونه ..

طاب لي التواجد هنا
رحاب سليمان
لروحك السلام والطمأنينة
كوني بخير

رحاب سليمان 03-17-2011 02:59 PM

أستاذتي الجميلة ابتسام
ها أنا أواسيكِ و أواسي نفسي ، وشكراً لأنكِ أقبلتِ بكل الحبّ يا رفيقة

أروى الطيّبة
وطابت أيامكِ وقلبكِ ، ولروحكِ مني كل احترام و مودة


الساعة الآن 12:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.