![]() |
ماعاد الحنين يجدي ، ما عاد صوت الحنين يُسمع !
http://www.e7twa.com/vb/uploaded/569_01300203084.jpg كانت الكتابة إليكِ موجعة بقدرٍ لم أعتده ، لذلك لم أعد أبعثُ إليكِ رسائلي ، ولذلك لم أعد أكتب . لم يكن كلُّ هذا مهماً ما دمتُ أذكر الوجع ، الوجع الذي حال بيني وبينكِ فعدتُ أذكركِ ولا تذكرينني ، الوجع الذي حال بيننا فما عدتِ تقرأينني كما كنتِ ولا تجدين اسمك بين أسطري وأنا التي لا تكتبُ عن سواكِ . توقفت عن الكتابة ، توقفت عنها وأنا التي كنتُ أعدها جزءً لا يتجزأ مني كنت أعدها هويتي ، وتخلّيت عني وعن هويتي لأجلكِ لأجل أن تبقي القلب الذي يحلق بقلبي متى شاء ! كنتِ رفيقة الصباحات التي أسميتها عصفورتي ، عصفورتي التي أراها في كلّ الذين يعبرونني فلا أعود أميز ملامح أحد إلّاكِ ، كنتِ التي تراكِ في عيني كل عصفور يرفرف بقربي كل صباح ، صوتهُ هو صوتكِ ، عيناه وكل ملامحه لا تشبه إلاكِ ، كنتِ عصفور صبحي وحكاياتِ مسائي ، لم أكن أكتب شيئاً إلا وقد كان اسمكِ يسبق كل حرف . وحال قلبكِ بيننا ، قلبكِ الذي ظننتي فهمته لأنه يشبهني وربما أشبهه وربما تمازجنا فما عدتُ أعرفكِ مني . لم ترحلي ، لكنكِ قررتي أن تبقي بين الرحيل والغياب ، فلا أعود أدري أدمع الرحيل يبكيني أم هو دمع الغائبين . |
http://www.e7twa.com/vb/uploaded/569_11300203084.jpg لأجلِ ذلك عزمتُ السفر ، عزمت على قطع كل الذي يحول بيننا من مسافات لأعبر الزمن والمكان وكل حائلٍ إليكِ و أخبركِ أنكِ نصفي الآخر أو كما كنتِ تسمينني : مكملتكِ ! الطريقُ إليكِ كان ممتلئاً بنا ، بذكرياتنا معاً ، كتلك الأوراق الصغيرة التي ندسها في كتبنا ، وكل الأشعار التي نحبّها فلا أتذكرها إلا بكِ ، كل الأناشيد وكل التفاصيل الصغيرة التي صنعت حكايتنا معاً منذ بدأنا ، منذُ عرفتُ أنكِ من بين كل العالمين التي تشبهني ، والتي تطابقت راحة يدي مع يدها ! الصوتُ بداخلي كان واضحاً جداً ، كان يخبرني أن عودتي إليكِ هي القرار الصحيح ! |
http://www.e7twa.com/vb/uploaded/569_21300203084.jpg كانَ الوقت في بعدكِ لا يمر ، يخبرونني أنه يمرُ سريعاً ولكنه لم يكن كذلك معي ، ربما لأنكِ انتصفتهِ وربما لأنني ما عدتُ أكترث لأجل أي شيء سوى أن تعبريني مجدداً كما كنتِ تفعلين كل مرة ! كنتِ التي تأتي حين أكون حزينة فتكفكف دمعي دون أن تنبس بكلمة ، نظرةٌ واحدة منكِ تكفي لأجل أن أبتسم للحياة مجدداً . أتذكرُ جيداً المرة التي عدتِ فيها ، تلك المرة التي احترتُ فيها من أين يجدر بنا أن نبدأ ، فأسمعكِ ولا أعود أدري أين اختفى صوتي وجلّ الحكايات ، وكأنها فلتت من بين يدي حينَ عدتِ ! وعدتِ للغياب ، وماعادَ صوتِي بعدها ! لم تعد المسافة بيننا أفقية تستطيل كلمّا سكنّا مدناً غير التي مُلئت أيامنا بتفاصيلها فهانحن اليوم نقطن ذات المدينة و على ذات الطريق ولكن المسافة بيننا اليوم تتعامد بطول السماء ، تتخللها قضبان صمتٍ لا يفلت منها أي حديث سوى بعضٍ من التحايا و يجثو على مقدمتها خريف عمرٍ كامل كنّا سنقضيه معاً ولكن كلانا اتخذت طريقاً مختلفاً حين اخترتِ ألا تتذكريني وأخترت ألا أنساكِ ! |
http://www.e7twa.com/vb/uploaded/569_01300203121.jpg لم أكن أعلم حقيقةً ما الذي كنتُ سأقوله لكِ ، لم أكن أدري إن كان العتاب سيجدي ولكنّي عزمتُ أن آتيكِ بيدي مجدداً و بعهدنا الذي قطعناه يوماً ، أن طريقناً لن يكتمل إلا بنا ، بنا معاً ! كنتُ أحدقُ إلى المسافرين و إلى الحياة من حولي و أرى ماضينا يعود حيّاً ، الذي ظننت أني نسيتهُ وكنت اتسائل أتذكرينه الآن ؟ كان شوقي إليكِ هو الذي يسير بي نحوكِ ، وعدتُ لأستند على مقعدي وأتذكر البداية ، تلك المرة التي سقط فيها مني رداء جرحي وحزني ، حينَ أدركتْ أنكِ رواء عمري و شعري الذي لم أكتبهُ إلا إليكِ حتى قبل أن أعرفكِ أنتِ التي انتظرتها ، تلك التي كنتُ سأقاسمها دربي وقلبي ومحبتي ، تلك التي كتبت عنها مرة : " خذي قلبي خذي دربي ، وشيئاً من عمري واسقيه من نبضي ، خذي يدي و آتياً تقضينه معي و بسمة على محياكِ أرسمها كل صبح بيدي " |
وجئنا والتقينا ، وما عادُ الآتي سيجمعنا ! اقتربتُ منكِ وهتفت باسمكِ ، لم تلتفتِ إليّ ، ولم أقترب أكثر . هاتفتكِ وأخبرتكِ عن مجيئي ، لم أسمع الفرح في صوتكِ كان عادياً جداً رغم أن الغياب كان طويلاً هذهِ المرة ، اعتذرتِ بمشاغل الحياة و أخبرتني أنكِ لن تأتي مالم تصحبكِ صديقتكِ الجديدة كون مكان اللقاء بعيدٌ جداً عنكِ وأنتِ بحاجة لمن يسليّ وحدة الطريق الطويل ، ذات الطريق الذي كنتِ تقطعينه معي دون أن تتحدثي وأنا التي ظننتكِ تألفين الصمتْ أكثر ، ظننتني أعرفكِ أكثر من أي أحد ! لكن أدركت حينها أنكِ لن تأتي مجدداً في حياتي كلّها ! كنتُ سأنتظر العمرَ كلّه ، لأجل لحظةٍ تعودين فيها لتضعي راحة يدكِ في يدي لنكمل الطريق الذي بدأ منه عمري اجتزتُ كل المسافات ، عزمتُ ارتياد جُلَّ المسافات البعيدة بيننا ، لم يكن يهمني طولها المهم أن نجتمع ونعيد الربيع للعمر الآتي . ولكنني أدركت حينها شيئاً كنت سأكتبه إليكِ كمرةٍ أخيرة ، كمرةٍ أخيرة لا يلتقي فيها قلبانا ولكنني عزفتُ عن ذلك فالذي كان بيننا أكبر من قصاصة تختصر حكاية ماكان يكفيني عمرٌ كامل لأحكي عن كل الحبّ فيها وكل الفرح ! لم أكتبها لكن صوتي عادَ وقالها : ماعاد الحنين يجدي ، ما عاد صوت الحنين يُسمع ! رحاب سليمان |
أي رحاب : أنت ِ رفيقة الوجع القديم و أنا ...! مرحبا بك و بهذي الروائع وإن اعتراها حزن الفقد الجليل! |
وأي ذكرى هذه التي باتت صخب للأسئلة كلها وأي رحيل هذا الذي يقترفونه .. طاب لي التواجد هنا رحاب سليمان لروحك السلام والطمأنينة كوني بخير |
أستاذتي الجميلة ابتسام ها أنا أواسيكِ و أواسي نفسي ، وشكراً لأنكِ أقبلتِ بكل الحبّ يا رفيقة أروى الطيّبة وطابت أيامكِ وقلبكِ ، ولروحكِ مني كل احترام و مودة |
الساعة الآن 12:59 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.