(...أحلام بلا أقدام ,,,, ) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
سطرٌ (تحتَ) المِجهر .. (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 241 - )           »          رماد الأجوبة ! (الكاتـب : نورة القحطاني - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 1 - )           »          قل كلمة من أجل غزّة !! (الكاتـب : سالم حيد الجبري - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 30 - )           »          دعوة للحياة !! (الكاتـب : سالم حيد الجبري - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 2 - )           »          رحلة يقظة (الكاتـب : ساره عبدالمنعم - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 5 - )           »          طفلي المحبوب . (الكاتـب : فاطمه حسين - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 9 - )           »          شهيه مفتوحه (الكاتـب : أريام إبراهيم - آخر مشاركة : ساره عبدالمنعم - مشاركات : 1 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 99 - )           »          إهداء لـ"غيث" حسام المجلاد (الكاتـب : حسام المجلاد - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 5 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 579 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-28-2009, 11:32 PM   #1
نهله محمد
( كاتبة )

افتراضي (...أحلام بلا أقدام ,,,, )


( أحلام بلا أقدام )









كتاب..
ذاكرة...
وأوجاع إضافية...
ضفيرة ( ثلاثية الخِصل ) مبللةٌ بقهوة " تركية " مُرة كافية جداً لدعوة صوتك هذا الصباح على مائدتي المتوحدة ، وأنت تقول:
"أحلامنا الصغيرة ذاتها أحزاننا الكبيرة يا نهى , نتشبث بها تشبُّث الأطفال حديثي المشي بالجدران , ونلحق بها لحاق ظامئ لقطرة مطر طائشة , نحن فئة ليس لها حق الحياة في عين أخرى تملك أطرافاً يانعةً قد أصرت على تنصيب نفسها علينا حاكماً همجياً يبتر أمنياتنا العادية بغرور غير عادي .
ببساطة , نحن ) هامشٌ بشريٌ ) , نعيش بفائض أحلامهم ونموت وقد أصبحنا مشروعاً فائضاً عن حاجة العالم كما بدأ !
أنْصَتّ ُ لك ودمعة ما تحاول أن تلثم أجفاني , وتتوارى حتى لا يجرحك عُريّ وجهها , تأملتُ ملامحك الشاردة وأنت تنزع كل كلمة كمن ينزع لاصقاً عن جرحٍ التأم عليه , ثم أفضيتَ إلي الصمت وتركتني أفتعل الشرود وسيلةً لتحاشي النظر إلي عينيك ووجهك المحذوف من مفكرة السعادة .
مرعب أن يشعر الآدمي منّا أنه ( هامش براح ) لـ ( شخبطات ) من لا ضمائر لهم , وأنه يعيش على فائض أحلام غيره وفائض شفقتهم .
عجزت حينها عن كلمة تقال وأنا أعلم كالعادة أن بحثك عن عمل غير مجدٍ, ما دام كرسيك يقف كـ ( سور الصين ) العظيم يحول دونه حيلولةً يستحيل تجاوزها دون سقطات يأس مدوية.
لم تذق عيناي ليلتها كأس النوم , ساهرة أبحث لك عن منفذ وتلك الكلمات تنفذ من أذن وتعود للأخرى , خالقةً في مجال دورتها عواصفَ من التفكير لا تهدأ ,أنا العالقة معك بقلبي منذ لقائنا الأول في ميدان لطلب توظيف , حدث يومها أن اكتشفت مصادفة بأن في ظلك الجالس على كرسي متحرك قبائل شهامة تحمل كرامة تعجز عن حملها ساقان, بعد أن رفضك المدير مُشيراً لإعاقتك بشكل مهين, فاجأتني بردة فعلك وقتما ضربتَ بيدك مكتبه و قلتَ بصوت جهوري موجهاً إصبعك لوجهه:
" هنا..كل ما يحق لك رفضي , ولا يحق لك حشو الرفض بشيءٍ آخر " !
لم تكن الوظيفة سوى مدرس ابتدائي ، رُفضْتَ فيها بحجة أنك كرسيٌ إضافي يزاحم غرفة الصف المكدسة بالكراسي الثابتة , و قوبلتُ بالترحيب الحار ؛ لأني " فاتنة " ولا أحتاج كرسياً يحجب مفاتني.
اليوم , وأنا أقرأ رواية " أحلام مقعدة " طالعني وجهك بعد أن شق جيب سطرٍ يقول :
( بعض الأحلام كراسٍ كهربائية تغرينا بالموت فقط ) !
وكدتَ تتخير لك مقعداً منها , بعدَ يقينك بأن كل الطرق للتواصل مع عالم يشكك في قدرتك بات أمراً مستحيلاً , وأن كل نظرة تسدد نحو رجليك تصوب على أقدام أحلامك وابلاً من الموت .
كِدْتَ تفعلها , لولا أن خلقتَ بإيمانك أيديَ كثيرةً تصر على رسم خطاك في وجه كل ذاكرة تمر بحدودك , في كل ثورة مرادفة , في كف كل حلم مرت بك رياحه منذ تحايل " شلل الأطفال " على إقعادك في محطة براءتك الثالثة , بانتظار جيب منفوخ يدفع لك قيمة خطوة مترنحة.
لا أخفيك أني تمنيت تقبيل اليد اليتيمة لبطل الرواية التي تركها له ولاؤه للوطن تذكاراً مؤلماً يشبه ولاءً تركه لك بفقر وقدرةٍ مقعدةٍ , والفارق تذكاران مقابل واحد .
تلك القبلة التي تمنيت ما كانت لشيء , سوى لعبقريته في رسم وجهك بتفاصيل عنيدة على أرصفة مدينته العاقة ببرٍ شفيف ممزوجاً بلون حرمان يشبه حرماني منك.
ليتني أُُوصلُ تلك الأرصفة ببعضها , وأمدّها حتى باب مرسمك الذي تعملقتَ فيه يوما تلو آخر كما كنتَ تتعملق في نظري حين آتيك ظهيرةً " بوجبة صغيرة " تسد جوعك ,وأنت منشغل عنها وعني بتوجيه كم الألم الهائل بفرشاة زهيدة الثمن ,تلون الشوارع حولك لمرور موكب وجع ملكي خرج من قصور صمتك ليحط على عرش البياض في لوحةٍ هي كل قصورك الأخرى.
تُرى ، كم من الساعات قضينا ..؟!
ومن الأحلام استهلكنا ؟
كم دهشةً تركتها على وجهي ,وأنا أتأملك بإتقان ترسم للبياض شفاهاً تقول ما لم نقله معاً...؟
كم من الجنون عبث بنا هناك ، ونوبات الحب والانهيارات ..؟
كم ثورة غضب شنجت مزاجك الغريب , ودفعتك لتمزيق بعض اللوح و طردي , لأعود لك اليوم التالي طفلةً تحمل في شق قلبها الأيمن أمّاً تعوضك حنان أمٍّ فقدتها منذ زمن بعيد , وفي الأيسر عاشقة لا تتوب عن عشقها الأول ..؟
وصلتُ لقناعة مؤخراً ,أن بعض الكتب مثلما تلقن أفهامنا كماً من الدراية لا يُستهان بها, تستطيع بذات القدرة تلقين قلوبنا أوجاعاً تنتهي عند آخر حرف يمكن أن يكتبه كاتب على وجه الأرض .
وكذا كانت" أحلام مقعدة " وجعاً إضافياً لجروحي , خزيناً إضافيا لذاكرتي, وأرصفة ذهنية متحركة تسحبكَ من الماضي إلي الحاضر دون الحاجة لكراسٍ متحركة. ها أنت ذا اليوم تستفيق من جديد مع كل حرف أقرؤه , بعد كل التراكمات الزمنية لتتحرش بدهشتي وتثير غريزة التذكر حتى في أوهن حالاتها , أنا التي أدخل غرفتي في نيتي إحضار شيء ما لأتوقف وسطها فجأةً وفي رأسي نسيان كبير وذاكرة قاحلة وسؤال بيد وجهي " لماذا دخلتُ الغرفة " ..؟!
معك فقط يمكن للذاكرة أن تستفيق على غير عادتها , أنت من روضها ؛ لتكون يقظةً في غيابك كما في حضورك , صمتك الغريب , نظراتك الرّمحية ,وهيبتك الغامضة شيء لم يمر علي قطً , ككبريائك المختلف , والذي لا يقبل يداً تُمد له بأي حال .
لازلتُ أذكر حماقتي يومَ ارتضنا معاً بحديقة مجاورة , اعتدنا زيارتها كلما شعرنا بحاجة لتصفح المزيد من الوجوه غير ملل ويأس ووجه إحباط أسود , عندما صادفتْ عجلات كرسيك في طريق العودة مطباً ( إسفلتيا ) أصررتَ على تجاوزه بعناد الأطفال , آنذاك مددت يدي محاولة دفعك من دائرة الإحراج قبل أن تنتبه لأحداق كانت تنز شفقةً من حولك , لكنكَ نهرتني وقلت بصوتٍ حاد وأنت تدير بيديك دولابي الكرسي:
" دعيني , لن أترك عقبة كهذه تعجزني عن تجاوزها".
فوجئت بادئ الأمر بردة فعلك ولغتك الجافة ,عرفتُ أن المسألة ليست مجرد هيكل رجولي معطوب, إنما رجل حقيقي مضافٌ لكبرياءٍ خام لا يقبل التكرير على أي وجه كان.
وتجاوزتها ذلك اليوم, كما تجاوزت محلقاً ( مطبات الزمن ) الهوائية فيما بعد , حتى كدتُ أشك أنك تجاوزتني أيضاً لولا ستُ لوحات كانت نصيب أعياد ميلادي بعد انفصالنا حتى " إبريل " الماضي ,تأتيني بلا موعد بلا توقيع , مشردة بلا هوية تماماً كقلبينا.
لطالما أحببتَ أن تكون هداياك رسائل مميزة عن رسائل العشاق المعتادة , مراعياً بذلك كرهي للاعتيادية , ورغم تكرار الهدية ذاتها كل عام لم أر فيها شيئاً اعتيادياً البتة.
كل مرةٍ أتسلمها من ساعي البريد" العم محمود " - الذي اعتادها – أصيح بذات الانفعال , أرفع حاجبي بدهشة, وأضمها بالشوق الكبير ذاته , حتى قال لي ذات عيد متهكماً من فرحتي المكررة:
- " هو إشي جديد ست نهى " ؟!
أعذره , فهو لا يدرك بأنك في كل مرة تفجر فيها شيئاً من جنوني يجعلني أتعلق بها وأنتظر أختها العام المقبل متسائلةً : على أي الجنون ستكون شاكلتها ؟!
وحدك من يعرف كيف ( يفلسف ) الاعتيادية لأمر غير اعتيادي , وحدك من يعيد صياغة الأشياء من حولي بلعبة التناقض التي تجعل بها لأشيائي معنىً لم تكنه لولاك.
أخيراً أستطيع التلذذ هذا النهار بطعم الفخر مدركةًً أنك قد رسمت هزائم الدنيا في لوحةٍ أهديتها للألم على إصبع من أصابع رجليك الضامرة , وأنك التحدي العنيد الذي فتت غرور العجز ليتواضع ويجلس في" باليتة " التلوين جنباً إلى جنب مع الألوان الخجولة رهن جنونك , بل وأجبرته في معرضك الأخير " وجه البتراء " أن يتحول بالنسبة لك صفعةَ انتصارٍ جديدةً على خد هزائمك المكتنزة , وحزمة ألوانٍ خرافية - بالنسبة للعامة - تحدثتْ عنها الصحف والأخبار المحليّة بشكل غير مسبوق منذ عشرين عاماً مضت كما قال النقاد , وكان - بالنسبة لي - بوابةً دخلت منها لغيبوبة سعادة لا أعرف متى سأفيق منها , ولو أن حزني لا زال يصبغ ذات الجرح بالسواد , مذ قرر القدر اختيارنا لنصبح وجهي لوحةٍ لا يلتقيان , وحرمنا أن نمتزج كلونين في ساحات مجتمع لا يقبل بالحب لوناً أساسياً منه تتفرق الألوان , كما لا يعترف بإطار استهلكه الزمن للوحةٍ بكر يكاد حسنها ينطق كمالاً ..!
أذكرك بعد قرار أبي برفضك لي زوجاً وأنت تقول مواسياً والعبرة تعصر بقوتها حبالك الصوتية :
" الحب يا حبيبة لص يسرق من الأحياء أعمارهم خلسة , ويسجل أسماءهم في شهادات الوفاة ليعيش أبداً , حبي لكِ خلق خالداً بالفطرة , فاحسبي منذ الأزل كم من الأعمار سُرقت ؛ لتستريحي "!
صمتَّ لحظة لتردف : " أحبكِ وإن لم يبارك القدر قراننا الروحي ".
على أي صدرٍ أبكيك يا " رضا " وكل الصدور ساخطة...؟!
أيُّ صدر أجد فيه متسعاً لسجدة حزن ومآذن غيابكَ نادت بضياعي..؟!
فلا أم تركت لي بالاً قبل أن تشد رحلها لزوج " انكليزي " يحرضها بالمسافات على نسياني , ولا أخ يتفقدني برسالة بريدية تمتص وحدتي , ولا قريب أعرفه يظهر فجأة يقاسمني قوت وجعي , ولا حتى جارة تدق الباب خطأً تسأل عني في حي أهم ما فيه التنافس الإسمنتي والسيارات الفارهة لا غير.
إذا ً, يحدث للعمر أن يصبح صيغةً رقميةً متفقاً عليها للضياع مثلما أربعينيتي , ويحدث للانتظار أن يتسكع في شوارع الزمن على أمل حظ عابر , كما يحدث للوفاء أن يقف على عكازين كوفائي لأبي , برغم أن غيبوبته توسوس لي بالكثير, إلا أني لازلتُ أحمي ( مرابعه ) حتى آخر رمقٍ من وفاء , علَّ وعسى أن ينتبه حبك " اللص " لعمره , بعدها سأكون لوحتك ، والبقية تأتي....!




*
رواية أحلام مقعدة ,ليست إلا محض خيال ..

 

التوقيع




لم يكتب فيّ أحدٌ قصيدة واحدة ..
ولا ربع كلمة !
كنت دوماً خلف كواليسهم أرقبهم يُقرون
بأن الضوء يتسرب من يدي ..
بأن واحة اعتدل حالها عندما كتبت عنها ..
بأن سنجاباً تأقلم مع صحراء عندما غازلته بأُقصودة ..
بأن المسارح غطاها الغناء ونفضت الغبار بالستائر ثم غسلتها بحبري ..
بأن الجحيم سيصبح بارداً أكثر كلما راسلته .. لديهم أمل أن ينطفئ ..

نهله محمد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:50 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.