[ رُؤىً .. بِأَطْــيَــافِ اللَّــيـْــلِ .. تَــهــِــــيمُ ]

[خالد العبدالله]

وَتَنْسَكِبُ الرُّؤَى ..
وَتَتَحَقَّقُ الأَحْلامُ ..

(1)

بَيْنَ أَطْيَافِ الليْلِ ..
وَبَيْنَ أَعْيُنٍ أَرَّقَهَا السُّهدُ ..

تَرَكْتُ قَلْبِي وَحِيدًا ..
يُنَاظِرُ النَّجْمَ ..
فَيَبْكِي ..
يُطَالِعُ البَدْرَ ..
فَيَحْزَنُ ..
يُحَاكِي اللَّيْلَ ..
فَيُحِسُّ بِاليَأْسِ ..
فَكَيْفَ بَعْدَ هَذَا
أَنَْتَشِلُهُ مِنْ الظُّلُمَاتِ ؟؟
ظُلُمَاتٌ كُتِبَتْ عَلى قَلْبِي
فَحُزْنٌ في الْقَلبِ ..
وَيَأْسٌ بِلا أَمَلٍ ..
وَبُكَاءٌ بِالعُيُونِ ..

(2)

يَا أَطْيَافَ اللَّيْلِ ..
الَّتِي تَتَوَارَى هُنَاكـَ ..
هُنَاكـَ..
بَعِيدًا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ ..
هُنَاكـَ ..
حَيْثُ .. َلا تُوجَدُ مُسَمَّيَاتُ
النِِّهَايَةِ المَحْدُودَةِ ..
هُنَاكـَ ..
حَيْثُ .. َلا تُوجَدُ الآمَالُ
المَعْدُودَةَ ..
َيا أَيُّهَا اللَّيْلُ
المُخْتَبِئُ وَرَاءَ سِتَارِي ..
يَا أَيُّهَا الأُفُقُ الغَائِرُ بَيْنَ آهَاتِي وَأَنَّاتِي ..
أَيُّهَا اللَّيْلُ ..
هَلْ لِي بِمَا يَجُودُ بِهِ فَضَاؤُكـَ لَحْظَةً فَقَطْ ..؟؟
أَمْ أَنَّنِي َلا أَسْتَحِقُّ ذَلِكـَ الشَّرَفَ ؟؟
أَتُغْدِقُ عَلَيَّ بِنِعْمَةِ الوَصْلِ بِأَطْيَافِكـَ ؟؟
أَيُّهَا اللَّيْلُ ....
أَخْبِرْنِي !!
أَيْْنَ لَحَظَاتُ التَّأَمُّلِ بِخَيَالاتِي لأَطْيَافِكـَ ؟؟
هَلْ سَأَجِدُهَا هُنَاكـَ ؟؟
أَمْ أَجِدُكـَ أَنْتَ هُنَاكـَ؟؟
أَمْ أَنَّكُمَا غَيْرُ مَوْجُودَينِ
لا هُنََا .... وَلا هُنَاكـَ ...؟؟
\
/
\

(3)

أَيُّهَا اللَّيْلُ البَهِيمُ ..
وَبِأَجْوَائِهِ أَنَا أَهِيمُ ..
وَظُلُمَاتُهُ حَوْلِي سَدِيمُ ..

\
/
يَا لَطُولِ اللَّيَالِي !!
فَلَيْتَهَا إِذْ أَتَتْ ..
كَفْكَفْتْ عَنِّي سَيْلَ دَمْعَاتِي !!
لَيْتَ الرَّجَاءُ يُفِيدُ
لَدَيْهَا فِي بَعْضِ حَالاتِي !!
لَيْتَ التَّمَنِّيَ بِمُتَنَاوَلِي
لَصَافَحْتُ هُنَاكَ ..
كُلَّ أُمْنِيَاتِي !!
وَلأَغْدَقْتُ عَلَيْهَا ..
كَثِيرَ سُوَيْعَاتِي !!

(4)

سَأَمْتَطِي صَهْوَةَ اللَّيْلِ ..
عَسَى أَنْ أُزِيحَ بَعْضَ
أَذَىً هُنَاكَ لَقِيتُهُ !!

أَيُّهَا اللَّيْلُ رِفْقًا بِي ..
فَمَا عَادَ بِي أَمَلٌ لأَحْيَاكَ مِنْ جَدِيدٍ ..
فَاَقْصِرِي اللَّوْمَ أَيَّتُهَا الرُّؤَى ..
وَلَوْ كَانَ مِنْ بَعِيدٍ ..!!..

(5)

وَلا زَال ..
عَرْضُ الرُّؤَى مَُسْتَمِرًّا..!!

وَبَيْنَ جَوَانِحِ الأَمَلِ
إِرْهَاصَاتُ ألَــَمِ ..
يَزْدَادُ بَيْنَ جَوَانِحِي ..
لِيَكُونَ لَهُ هُنَاكـَ مَقَرًّا ..
أَمَا سَئِمْتَ أَيُّهَا اللَّيْلُ تَرَقُّبًا؟
أَمَا مَللْتَ هُنَاكـَ وَحْدَكـَ انْتِظَارًا؟
وَبَيْنَ يَدَيْكـَ قَلْبٌ أَزْهَقْتَهُ مِرَارًا ؟؟
فَعَسَى ..
أَنَّ أَطْيَافَ اللَّيْلِ .. تَأْخُذُكـَ ..
لِتَكُونَ أَنَتَ المَزَارَا !!
وَأَكُوُنُ النَّاجِيَ الأَوْحَدَ مِنْهَا ..
وَأَقُول ( قَدْ كَانَتْ لَكَ .. هُنَاكَ .. أَقْدَارًا..)

(6)

وَهَا هُوَ اللَّيْلُ
يَصُْحُو فِي عَيْنَيَّ ..
وَيَسْهَرُ الأَلَمُ
يُشَاطِرُنِي الهَمَّ ..
مُثْقَلاً .. جَرِيحًا .. هَالِكًا ..
وَيَبْدأ عُنْفُوَانُ اللَيْلِ ..
ثَمِلاً ..
وَيَنْتَهِي فَرَحِيَ ..
بِنُقْطَةِ انْتِهَاءٍ ..
نُقْطَةٌ .. لَيْسَ لَهَا أَبَدًا
أَيُّ ابْتِدَاءٌ ..
وَكَيْفَ يَكُونُ؟
وَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ ؟؟
وَقَدْ أَضَعْتُ النُّقْطَةَ..
هُنَاكَ..؟؟
رُؤَىً ..
أَطْيَافٌ ..
أَحْلامُ خَيَالٍ ..
وَلََيْلٌُ طَوِيلٌ ..
وَبَيْنِي وَبَيْنَهَا ..
قَدْْ أَضَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ !!

\
/
\

(7)

\
/
\

وَأَعُودُ ...
لِنُقْطَةِ البَدْءِ [ هُنَاكـَ ] ...
إِلَيْكـَ أَيُّهَا اللَّيْلُ المُؤَرِّقُ ...
إِلَيْكـِ أَيَّتُهَا الرُّؤَى ...
إِلَيْكـَ أَيُّهَا النَّزْفُ ..
[ هُنَاكـَ ] ..


لأَنْتَهِيَ هُنَاكـَ ..
حَيْثُ بَدَأْتُ [ هُنَاكـَ ] ...