( 1 ) قالوا له :
ارحل عنا فـ أنتَ جذورك ليست أصيلة
لستَ مِنا و لسنَا مِنك
فأنت تعيش في كوكب آخر
عالم بعيد عن الواقع الذي نعيشه
ما الذي دهاك يا رجل
و جعلك تغضُ الطرف عَما يدور حولكَ
و لا ترى سوى عالمكَ أنتَ ؟
هل تحلم بأن تكون فرداً
من أفراد عائلتنا الكريمة و تنتسب إلينا
بدون أن تكون خادماً مطيعاً لنا ؟
كيف نُعطيك تأشيرة العبور لـ أرضنا النفيسة
و ملفات أوراقك الثبوتية لدينا لا تحتوي على
صورة عارية لفارس الفرسان
و محبرة قذرة
و بقايا من خمرٍ في كأس دسائس !
( 2 ) قال لهم :
و لن تجعلوني على الدوام ذليلاً
كان الله في عونكم يا أبناء الوطن البخيل
مبارك عليكم هذه الأرض المحترقة
فـ أنتم لا تحركون أقلامكم
إلا حين تُلقى النُذور تحت أقدامكم
و يُنثرُ الحبر الأسود فوق قبوركم !
لـ يبقى السؤال يراوح مكانه باحثاً عن اليقين الضائع
في روح سليل العائلات الكريمة ؟
هل ضوء عود ثقاب وحيد مشتعل
في ساحات أوطان مهترئة
كفيل بأن يجعلنا نشاهد الحقيقة ساطعة
جلية لا غبار عليها
و يبدد نور شمسها المضيء ظلام هذا الفكر السائد !
أم أن
وردة الذئاب الندية قلبت الموازين كلية
فـ أصبح لايرى سوى
سَحابة سوداء كثيفة ملبدة بالغيوم
مُحملة بـ بقايا أغبرة جواد بلا فارس ؟

بقايا من خمر في كأس دسائس
محاور تنتظر مداد اقلامكم الناضجة الواعية
نورس النيل
يناير 2019