عندما أشيخ سأفعلُ كما يفعلُ المُسنّ الغريب :
بيدي جريده , و بالأخرى حقيبَةُ نظّارتي الصّغيرة .. سأدلِفُ المقهى و أطلِبُ من النّادلِةِ كالعادَة :
قهوتي سادَه ! , تبتسِمُ للأصنامِ المنحوتَةِ على جبيني , تنحني للعُمرِ الهارِبِ منّي :
و ماذا أيضاً يا سيّدي ! .. لا شيءَ يا قصيدتي المنهوبَهْ ! ..
تروحُ النّادِلَة و لا تجيءُ بالطّلبِ المُحدّد , لا تأتِ موزونَةً البتّهْ , تلكَ النّادِلة تسبَحُ في ذاكِرتي , تعومُ على أصابعي ! ..
يومَ أن كنتُ فتيّاً , كنتُ أغريها بالبنفسَجِ و برائِحة اللّيمونْ و بالعُشبِ الذي على صَدري ! ,
و اليومَ بعدَ أن تاهَت هويّتي في وطني , و سُرِق القمحُ من مخزَني صِرتُ كما هذا المُسنّ الغريبْ :
أدفعُ فاتورَتي و أوقِفُ الشّارعَ ليُقلّني إلى أوّلِ مقبرَهْ .
رُبمـا !