![]() |
قصيدَةٌ مُسِنّهْ .
عندما أشيخ سأفعلُ كما يفعلُ المُسنّ الغريب :
بيدي جريده , و بالأخرى حقيبَةُ نظّارتي الصّغيرة .. سأدلِفُ المقهى و أطلِبُ من النّادلِةِ كالعادَة : قهوتي سادَه ! , تبتسِمُ للأصنامِ المنحوتَةِ على جبيني , تنحني للعُمرِ الهارِبِ منّي : و ماذا أيضاً يا سيّدي ! .. لا شيءَ يا قصيدتي المنهوبَهْ ! .. تروحُ النّادِلَة و لا تجيءُ بالطّلبِ المُحدّد , لا تأتِ موزونَةً البتّهْ , تلكَ النّادِلة تسبَحُ في ذاكِرتي , تعومُ على أصابعي ! .. يومَ أن كنتُ فتيّاً , كنتُ أغريها بالبنفسَجِ و برائِحة اللّيمونْ و بالعُشبِ الذي على صَدري ! , و اليومَ بعدَ أن تاهَت هويّتي في وطني , و سُرِق القمحُ من مخزَني صِرتُ كما هذا المُسنّ الغريبْ : أدفعُ فاتورَتي و أوقِفُ الشّارعَ ليُقلّني إلى أوّلِ مقبرَهْ . رُبمـا ! |
مسنٌ يسمعه الله كل مرة، .. إذًا فما جدوى الوقوف على أطلَالِ الغُربة؟! كثيرة هي حروفكَ التي تبرز بين الفينة و الأخرى، تحمل التغريبة و المطر، و تنكأ الحنين و الجرح معًا..! إلَّا أنَّ البلَاغة التي تحيكها أجزم أن وحدكم من يتقن حياكتها.! |
نبيل
قهوة سوداء وجريدة ونادلة لم تأت بالطلب ومسن يحاول أن يرتب التاريخ في قسماته تقبل ودي ووردي |
أستاذي : مساحة من التفاصيل التي لا تقبل تقدير العمر ولكنها الجرح العميق يدميها بشيخوخة مُفاجئة .. فقد شِخت والنادلة في العمر ذاته مذ أن أغريتها بالبنفسج ورائحة الليمون لا يكتب ما قرأت أعلاه ، إلا من قرأ ما خلف الجرح والذاكرة والعمر الهارب في الكتب والتجربة . لك وافر مودتي |
من أجمل ما قرأت في هذا الموقع.
تحياتي |
لو كنّا في مأمنٍ من الغربةِ و التشرّد و الطّرق التي تأكل أرجلنا لما أوجد الله الدّعاء و اللّيل الأبيض .
جميلة ! تخيّلي : أصابعنا دون مسحةِ حُزن ، ملامح المُدن من غير سِحنَة المُشرّدين ، ركضنا إلى الله هربًا من الحزن . عيادتكُم أصابعي يُعيدُ لها الصحّة ، شُكرًا جزيلًا أستاذة . .. ! * |
يبدو لي أن هذا البوح سافر كثيرا ورأى مكنونات لا تُرى بالعين المجردة
ويدرك أين تشرب القهوة وبأي نوع من الفناجين هي ألذ البعض يقول عندما اشيخ سأُبعثر أملاكي وأقطع تعب عمري بين من هم لم يتعبوا به. أما هناااااا فللشيخوخة سبيل له جسد المثقف الذي يهوى الإختلاء بجريدة وفنجان قهوتهُ ويترك بصماته على الطاوله وأثر من الابتسامات على الفنجان بوح من جسد الذاكرة هنا. طاب لي الجلوس مع شيخوختك . |
اقتباس:
وزِدْ على ما عدّدْتَهُ : شُكري و امتناني . .. ! |
الساعة الآن 02:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.