طاعنٌ في الحزن وجدي ،
و الموتُ شارع لا يُفضي إلى مكان !
بل أنه يطول على نحو سرمدي ، و الشياطين به تتشكّل كشاخصاتٍ مُزركشة بالجماجم و الأكفان ، و الساكنات مِنْ المفجعاتِ تستوطن هناك بين الأضرحة ، بعد أن نسجتها أصابع الساحرات بحرفية و إتقان ..
كل هذا لتدفن العدالة كل دنس لأولئك الفاريّن من محكمة الحكايات ..
في ذلك الشارع الطويل ، ثمة محتال يصطاد الوجوهُ البائسة ، و يتهكّم على الهاملين أمثالي ، أولئك الذي لم يتعلموا كيف أن يزرعوا بألسنتهم شتلات صبر ، علّها تثمر إذا ماجاء موسم القطاف !
يقول : هيت لك هدنة و صلح مع هاديس بملائكته و شياطينه ، ميثولوجيته و واقعيته ..
صددتُ عَنْ خطاباتِ المحتال رغم أنه فرضها بماهيّة عقيدة و شريعة ، فإذا بيّ
أبصرهم و يبصرونني ، أحبائي الأموات ، نعلم خيباتنا المتبادلة، و يلجمنا الوجع حد النزف ،
لا نعي شيئًا إلا بعد أن نقع في فخ المصيدة و الذئب مجدًدا ، و كأن تولستوي يعاتب بحذر :
لا يليق بمؤمن أن ينخدع بالموت مرتين ...
لا يُجيد الموتى الكذب ، أوليس ذلك !؟
لم يكذبوا ، خطأهم الغير مسؤول فقط أنهم لا يعلمون متى سيرحلون ،
لدرجة أنهم يمنحوننا آمال لحياة عريضة طويلة ، و بعد أنْ نتقاسم الأدوار معًا ، يرحلون بخفية ،بعد أن يهدهدون أحلامنا و ينسجونها لنا بشغف عجوز تُجيد فن الحياكة ..
يخاتلهم الموت إذا ما وجدهم يتأنقون لتنفيذ أدوراهم المنوطة لتحقيق حلم ، رسالة ، صُلح ، وصية
نسيت يا صديقة أن الموتى لا يموتون إلا مرّة واحدة ، و لا يليق بهم الكذب ، لأن ثمة حفنة من غياب تلجم أفواههم ، أو ربما لأنهم قد تمكنوا من رؤية المشهد الأخير من مسرحية الموت
قديّستي /
كنتُ في قفارٍ بائدة ، حتى جاء غيثّك ليُحيي الأراض الهامدة ،
دون استسقاء و دون صلوات ، بل أنني كنت ملحدة بكل غيمة ،
فالغيوم منافقة ، تتراءى فوق سمائي منذ بدء الخليقة ، و لا تُمطر إلا إذا التزمت المحراب
و لأنني لست براهبة ،
فلا يليق بي هذا الشغف
فبعد اليوم ، لا راهب و لا محراب ،
اليوم ،
رفعت رأسي إلى السماء لأجدد علاقتي منها إليها
فإذا بكِ تحيلين اليباب فراديس ، و تمحين صورة إليوت ، بصورة أُخرى تفوق حدائق شاميرام المعلقّة ببابل
ايا رسيس السهد /
منكِ إليكِ يتشكل الإيمان ، و تتسع مساحات الجنّة
كنت كنور سال من ثغر ملائكة الرحمة ، و بعد أن أشرقتِ عمدتني عصافير السكينة لأعتقد بالباقي من الخير
غيمةٌ
إثر أخرى
و سأتيك على فرسٍ من فضّة أتبع درب تبانة المتشابهات : )
تُشبهين تفاحّة مقدّسة لا تنتمي لأي خطيئة سقطت من يد الله و تلقفتها لتمحو عني جوع الإنتظار و عطش الأمل
بتُ مكتملة الآن
استويت و نضجت تفاحاتي الملونّة
يتبع