وكيف اكتشفت موهبة الكتابة لديها ، ومن صاحب اليد الفضلى فيما وصلت اليه ؟
دَائمْاً اقُول يَاصَدْيقي
أنا لَستُ كَاتِبة , أنا فَقط اٌقلّمُ رُؤوس اصَابْعِي بِتحابيرٍ مُقَطعَّة وَامدد صَدر الْوَرق وَاشَخِبطُ عَليه مَاتَيسر مِنْ حَمْاقَاتِي
مِنذُ صِغري وَانا أرتب الْدُمى فَوق سريري وَاُخَبىء تَحت ثِيابها قُصاصات صَغيرة الْهُو بـِ قلم الْرصاص عليها قْليلاً وَأدشِنُ بِها نظرة مَا اسْتَوقفت طْفولَتي
وَلم تَستوقِف بَهْجتي بِتفاصِيل كُل الْأشيْاء الْمُهمشة الْتِي يُضعها الْآخرون عَلى الْرف وَاهْبُّها نَفْسِي هَديَّة ,
[ أبْي ] أديبٌ شَاسِع لَايَتْنفس الا انْفاس الْورق وَخير أنيسٌ لَه الْكِتَاب وَلا شَيء سِواهـ
وقدَّ وشَيت علىَّ فِي فضفضة حيثُّ قُلت :
وِشَايَة :
مسَاء امْس , جاء اليَّ ,
خَبىء وَجهه [الجنَّة ] بَين يَديه بِسِكُونٍ وَ قَالْ :
[ فَتَحتُ ابْعاد , عطرٌ وجنَّة شَعرتُها قريبة مِن نَفْسِي وَشطِر الْماء : مَاء

]
ذَهَب , وَلم اقُل له بأنّها [ ابْنَتُك ]
إذاً ,
دمَاء أبي وَنْكهته تَجْري فِي جَسدْي فَلا عَجب أنّ يَركُض الْحرف في أوردتي وَلا يَتعب
وإن كَان لَا يعلم ابْداً , أنْيَّ اُتْلوه كُل يومٍ عَنْ يمينه وَ عَنْ شِماله
وَأكْتبه وَلايَعْلم أنْني أكْتُب
