منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بعض من عرفت ( الجزء الثانـي )
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2015, 10:54 PM   #13
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 536

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


بعض من عرفت
الجزء الثاني
(14)

لم يغزُ قوما ولم ينهض الى بلدٍتَقَدّمَـــــــــهُ جيْــــشٌ منالــــرّعب
ابوتمـــام
الأستاذ عبدالحميد ( مُعلّم العربي)
وانا في السنه الثانيه الأبتدائيه , في المدرسه العزيزيه , وفي عصر كان يقوم على التعليم فيه معلمون من الشام بمختلف جغرافيتها , اغلبهم من فلسطيني وا الأردن , استقدمتهم بلادي للنهوض بالتعليم , في وقت كنا نعاني نقص المعلمين الوطنيين , وخلافنا السياسي مع مصر حرمنا من تنويع المعلمين الا من الشام برقعتها الوسعه وبلدانهاالمختلفه وكان نصيب الفلسطينيين الأوفر , تعاطفا مع قضية العرب الأولى وتقديرا لظرفهم الأنساني .
فتحنا اعينناعليهم يقودون العلم خاصة الصفوف الأولى الدراسيه.
كنت لاأزال في مرحلة الدراسه المبكره , وبرغم كثرة المدارس التي تقلبت عليها ,الا ان المعلمون لم يتبدلوا , هم نفس الجنسيه , واللهجه , والبياض , والأسلوب احيانا .
من هؤلاء لازلت اذكر الى اليوم عبد الحميد , مدرس ( العربي ) هكذا نسميها ويشمل تدريسه ( القراءه , والخط , والأملاء ) من كتاب ( المطالعه ).

وللأسف ان هذا المعلم يحمل بين جوانحه حقدا وضغينه وكرها لعل مصدره ماوصلت اليه حاله من هجر بلاده وضياع حقوق لايد لنا فيها , وكنا اطفالا لانعي من امر الدنيا شيئا ولايبعد فكرنا عن ماهو حولنا , كان يعامل من يخطيء في القراءة اوالكتابه حتى لو كان ميل بسيط عن السطر , يعامله بطريقة انتقاميه لاتمت للتعليم ولاللخلق الأنساني بأي صِلـه !

وللأسف لم يكن احد من التلاميذ يشكو لأهله غرابة تصرفه , وعلوّ عقابه عن المألوف , كنا في زمن يقدس المعلم ويراه مجتمعنا كمايرى البعض اليوم المشايخ !

وصل الأمر بهذا المعلم ( الذي تتبرأ منه هذهالمهنه العظيمه ) الى انه كان يفتح فم الطالب الكسلان في مادته ويبصق فيه !
كان يأمرالطالب ان يقف ووجهه الى الجدار رافعا يديه واحدى قدميه عن الأرض , والويل له إن انزلها , ويستمر الوقوف طوال الحصه , وإن حصل وتحرك الطالب يمسكه من خلف رقبتهويضرب برأسه زجاج النافذه !
لاأريد الأسترسال اكثر في الوان عقابه وتفننـه في التسليه على تلاميذ ابرياءجاءوا للعلم فوجدوا انفسهم بمعتقل !
احمد الله واشكر فضله اني كنت من الطلاب الجيدين في مادة ( العربي) فلم يطالني من انتقامه مارأيته يحدث مع بعض اقراني .

ويشاء الله بعد سنوات طويله ان اصادف هذا المخلوق الغريب يوما وانا في السوق ابيع الكتب والمجلات , فقد رأيته يقف امام ( مبسطي الصغير ) ويطيل النظر في وجهي , ثم يسألني إن كنت درست يوما في مدرسة( العزيزيه )؟
وبعد صمت قليل تذكرت المدرسه وأجبت بنعم؟
فقام بتعريفي بنفسه وانه كان يدرسني مادةا لعربي .
شريط سريع كفلاش الكاميرا صافح ذاكرتي فتذكرته, وهل مثله يمكن ان انساه , لكن كثرة الأحداث وتقادمها تلتحف احيانا بعض الصور .
قلت له الازلت هنا لم تسافر ؟
قال كمن يستخف بسؤالي : واين اذهب وبلدي محتل؟


وللحقيقه , شعرت بامتعاض حين رأيته , نفس الوجه القاسي الحاقد رغم تكالب السنون وخطوط العمر, تمنيت ان لم اراه , حين تذكرت افعاله بالتلاميذ , فقد كشف غطاء قذر كنت قد واريتهالزمن المنصرم , لكن تأبى الايام الا ان تعيد بَكْراتها صفحات مهترئه لأيام قاسيه.

اهملتهحين جاء احدهم يسألني عن كتاب , كنت ارغب جادا ان يشعر باحتقاري وركلي لــه , ولو بالأهمال .
وقف قليلا يقلّب نواظره اللئيمه بيني وبين الكتب المفروشة فوق الرصيف , ثم جرجر قدميه وغادر , لاحقته عيناي وهو يبتعد متثاقلا بفعل الشيخوخه .
كم فياعمارنا من شخوص نرغب وجودهم معنا دوما , وكم من وجوه نتمنى ان يسترها القبر.




الى اللقاء

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس