منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بعض من عرفت ( الجزء الثانـي )
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2013, 12:00 AM   #12
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 536

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



كُـلّ من عرفت
الجزء الثاني
(9)

والــــدي :

حين ابصرت النور كان عمر والدي خمس وخمسون عاما , لم تكن والدتي هي الأولى فقد سبق له زيجات رزق منها بولد هو الأكبر بيننا غير الشقيق خلاف من ماتوا صغارا , كان ميلاد ابي عام 1900/1318هـ
ابي من الرعيل الأول الذين لم تتح لهم ظروف المعيشه الصعبه وبؤس الحال من الأنخراط في العلم الا ماتيسر كي يستطيع قراءة القرآن , الدين عنده في المقام الأول وماعداه من امور الدنيا هو امر مساعد للعيش بكرامه .
عانى كثيرا رحمه الله في الكد من اجل توفير لقمة العيش لأسرته , وكان آخرها وظيفة متواضعه في مسجد الرياض الكبير , موقوفة على الأهتمام ببعض الأعمال البسيطه في المسجد لعل المرهق فيها امران , الأمر الأول انه يجب ان يتواجد مرتين في اليوم رغم بُعد السكن كي يفتح او يغلق ابواب وانوار معينه , والثاني ان يقوم بفرش السجاد في الصفين الأولين ويطويها كل يوم جمعه بمساعدة بعض رفاقه بالمسجد .
كان هذا الأمر شاقا عليه مرهقا ولم يكن بيده الممانعه , ومع ذلك كان مايتقاضاه لقاء عمله لايكاد يفي بمتطلبات الأسره , لكنه كان راضيا محتسبا معتبرا ان خدمة بيوت الله فيها من الأجر مالايعادله أي مردود دنيوي , الا انه بعد سنوات طويله من هذه الخدمه , بدأ تأثير ذلك عليه , فأصابه ماأصابه من علل جسمانيه ليموت في النهاية في غرفة العمليات في منتصف عام 1980/1400هـ .


لاأذكر عن والدي الا كل خير , كان رجلا بسيطا قانعا لايهمه من امر اسرته سوى القرب من الله في القول والفعل , يمضي نهاره في قراءة القرآن والتسبيح وليله في الصلاة والدعاء , عشنا جميعا في كنفه مرتضين بما قسمه الله لنا على يديه , وحين تقدم به العمر كنت انوب عنه في عمله البسيط شهور الأجازة الصيفيه .
تعلمت منه الكثير من الصفات الجميله , الأحساس بمسؤلية الأسره وعدم تأجيل ماتستطيع فعله اليوم , الرضا بواقع الحال وعدم النظر لما في ايدي الناس , حسن الظن بالناس , وان رزق الله آت وان طال امده وان المرء من غير دين وقرب من الله هو مضيعة للعمر .
رحمه الله كان بسيطا في كل امره , افتقدته وانا في منتصف العشرين من عمري , واحسست ان فراقه ترك فراغا اسريا ومكان في النفس لايعوضه مال الدنيا , وجود الوالدين في حياة المرء ليست للصرف او التوجيه او التأنيب او خلافه من العلاقات الأنسانية فقط , وجودهما له مذاق خاص يصل الى درجة الحياة نفسها , وفقدهما هو انكسار للأبناء مهما كبروا او تعلموا او تزوجوا او استقلوا , جميعنا نبقى في وجود ابوينا اطفالا مهما كبرنا نشعر بهم السند والحظن ورائحة المسك ونغمات الكلام , انكسر ظهري بفقدي والدي , وما كدت ابدأ في رصف مكعبات قلبي الباكي حتى عاود ظهري انكساره وبشده بعد ان فقدت ست الحبايب , غاب عني بفقدهما ذاك الدعاء الذي اعتبرته زادي وفنار طريقي في لجج الحياة القاسيه , كانا لي مكابح عن الخطأ وكنت احسب لغضبهما الف حساب رغم قدرتي على الأستقلال الا اني كنت استمتع برضاهما كلما وجدت انهما ابعداني في كل مره عن الزلل بكل انواعه .
رحمهما الله ورزقني توبـة ورضا اختم بهما حياتي بعدهما

القادم ( شريكي في حب الموسيقار )

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس