منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إصباح آخر
الموضوع: إصباح آخر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2012, 05:35 PM   #1
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 23

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي إصباح آخر


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
:
:
:
:

هل لي في الإصباح أن ابتسم ؟ هل لي أن استنشق العليل المعتل بالإنعاش ؟ هل لي أن ارسم السحاب على هيئة البشر ؟ هل لي أن ابصر الشمس في ذلك الأمد ؟ هل لي شعور ما أهداني إياه نسيم الربيع ؟ وشمّه المنعش الفريد !



أين كنت فيما مضى من أيام ؟ أين الفلك الذي سبح فيه الفكر ؟ أين مكمن الإشباع لجوع الشجن ؟ أين التلمذة على يد الشعر ؟ وذلك الكتاب ؟ والصوت المسموع وما تركه من أثر !!!
تلك العبارات كانت تدور في أفلاك شتى ، فلك في اليمن ، وفلك في الشام ، تتبادل الأدوار بأن تدور دائرة مدارية الحزن ، تجتمع وتتحد ، وتنفكُّ عن بعضها فلا تتفق ، تستسقي المطر ، تطلب الغوث ، لاعتقادها ، بأن أرضي الجدباء تلتصق بها الرمضاء ، تتخللها شقوق الأخاديد الممتدة ، تتسامج حتى تخرج ما في باطنها من حَمَاوَة وأُوَام ، وحينما صعدتُ سماءًا ادركت هذا ، شاهدتها عن بعد كعجوز اكتسحها العمر وعرّاها من الجمال والوسن .
هل لي أن أقول شيئًا قد زج به الفؤاد سجن الألم ...
سأخلي سبيله إذن لكي يتسربل حلّة جديدة ابصرها جيّدًا كالأمل ..
أمل ، أهو اسم يتردد علي كثيرًا ، اقرأهُ ولا أدّكر ، افهمه بلا فهم ، احتضنه جيدًا كي أنسيه ذاك المعتقل ، الذي أضناه وحوّره إلى متمرّد ، يهلك من يبصره أمامي بلا خجل أو تمعن في ضرر ، يتخبط فيه غدًا يجعله ذلك الثمل ، إن النتاج منه أشعرني بالندم ، مجّني كما يمج الماء الآسن ، ويح هذا وويح تلك النفس الضجرة التي تؤمن بالعلّة ، ولا تؤمن بأن العسر قد يمحوه اليسر .
يا صباحي الآخر ، قد زرتني ، فأهديتني الأريج والياسمين ، وأرشدتني أنْ استنشق ذلك كل ساعة وساعة ؛ حتى يحيي أضلع محطمة كالرميم داخل روحي الممزقة بزوابع الوهن .

آل علي

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس