منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مُتَوَضِئٌ شَطْرَ اْلخُلودِ !
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2011, 02:07 PM   #1
مريم السيابية
( كاتبة )

الصورة الرمزية مريم السيابية

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

مريم السيابية غير متواجد حاليا

افتراضي مُتَوَضِئٌ شَطْرَ اْلخُلودِ !




صَبَاحُكَ أيُّهَا اْلجِنرالُ ..


" صَلّو لِروحهِ .. ثَمّة دَمعٌ عَالقٌ فِيّ حَتّى آخرِ رَمقٍ "

:

( إلَى اْلجِنرالِ اْلذي أهْدَاني فَاجعةَ اْلبَرزخِ بإسْم اْلحِدادِ مُوقعةٌ )

(1)
قَدّو اْلقَبر مِن دبرهِ اِنثلتَ بِكلِّ هَيمنتكَ
أيُّها اْلجِنرالُ ..
حَثو عَليْكَ اْلتُرابَ ..
وَمَضو جَاْثمينَ !

(2)
هُنالكَ حَيثُ جَدي اْلخَامِسْ بَعدَ المَائةِ
يَتلو عَليْكَ أسْفارَ بَرزخهِ , يَلوكُ بطوْلاتهِ
وأنْتَ تُفتِشُ عَنْكَ فِيهِ !

(3)
أيُّها اْلجِنرالُ :
اْلريحُ تَزوجتْ اْلحِدادَ , واعْتنقَتْ الأسودَ
ديناً !
فَهلْ مِن صَك غُفرانٍ لَهاْ مِن شَريعةِ
الألوانِ ..؟!

(4)
أخْبرهمْ أنَّ ثَمةَ مَريمةً هَيت لكَ
نَصلَ اْلحَياةَ لِتقترفهَاْ , وَلكِنّكَ
تَضوّرتَ موتاً عَلى مَوتٍ فَإنفنيتَ !!

(5)
رَاودكَ اْلبرزخُ عَن نَفسهِ , فَدلجتَ
بِلا زَادٍ , سِوى وَجهكَ اْلمُضمّخُ بِالتَقوى
وَمِشكاةُ اْلريحِ !

(6)
نَكثَتْ اْلمَدينةُ / نَزوى غَزلَ سَمائِهاْ
وَطَالبتكَ مَنّاً وَسلوى أنْ تَعودَ ..
فَمطرُها اْلغَضُّ وَأدَ حَياْتهَاْ دُونكَ !!

(7)
مُخضّبٌ بِمشيئَتهِ !
يُنَادي وَالورى بُكَاءٌ :
لَمْ تَزل مَريمَتي , ريْحي , وَإيّاي
حَتّى أولدُ كَرّةً
.
.
.
كَرّةْ !

(8)
عَلى شَفا هَسْهسةٍ أتيْتَ
مُمعنٌ فِي اْلندفِ !
تَكرعُ حُلمي / نُعاسي
طَافحٌ فِي تَشفيكَ
وَصحوتي تَرامَتْ كَـ الأجداثِ !!

(9)
مُعتنقٌ ضَوءهُ اْلمأفونَ
وَعينيهِ مَسافَاتٌ لِصراطٍ لَاْ يَنتهي !
وَحدي ..
وَوحدي قَررتُ عُبورهُ دٌونَ بَعثٍ !

(10)
عَلى قَارعةِ بَرزخكَ ..
تَهديكَ اْلشّمسُ نُورهَا
صَبراً / تِلاوةً / غُروباً
وَأنَاْ .... حَياةً !

(11)
سَحّتْ الأرضُ عَنْ اْلعَطَاءِ
وَصوتكَ اْلمنبعثَ مِن تُرابهاْ
أهدتنَاْ بَصيصَ رُؤى لِجِنّةٍ
تَمورُ فِي عَينيكَ !

(12)
أيُّها اْلجِنرالُ ..
سِل اْللهَ أنْ يُكدِّسَ عَلى
قَلبي / صَبراً , وَرغيفَ
ذَاكرةٍ لَاْ تَتلو غَيركَ
كُلّماْ شَحّ مُثولكَ فِي حُلميّ !

(13)
إيّاكَ نَأءَ اْلشَوقُ عَنِ اْلغُروبِ
وَإيّاكَ ...
صُلبتُ فِي نَحرِ اْلمُستغفرينَ !

(14)
سَلامُ اللهِ عَلى ذَاكِرتي اْلمملوءةِ
بِكَ , وَبرزخكَ , وَيومَ تُبعثُ
وَأنتَ جِنرالُ مَريمةٍ وَريحٍ !



,’,’,’



خارجَ النص :
* اْلجنرال : والدي
* الريحُ : أُمي


الفاجعة / (22 / مارس/ 2011م)

 

التوقيع

وَأَنا الآن المْجرّدةُ مِن كَلام الله
المَرْسولَةُ إلَى إنْغلاقِ القُلوبِ التائِهةِ
إنّهُ لَيُقْلقُ "آيات" رُوْحي كُلُّ هَذَا
المُتكسّرُ مِنْ شظاياْ اليَقينِ عَلى
أَكْتافِ المُعْدمين..!

مريم السيابية غير متصل   رد مع اقتباس