الظِلال الـ [1]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي
:
- المسطرة : [ لا يمكنها الإنحناء ] ــــ ، لكنّ : [ خطوطها تتقاطع ] -
تماماً كلما كنت : [ أنت ] لا غيرك ، لن - و لا - يمكنك الانحناء ..
بل الممكن لك و الكامن فيك [ التغيير ] ،
و حتى في التغيير ستبقى شاهقاً / باسقا ..
لأنّ : خطوطك لم تنحنِ رغم تعارضها .
- - -
|
قايد ..
حينما يعرف الإنسان نفسَه، و يُدرك حقيقتها الجوهرية، و ميزتها السرية، سيُدرك حتما أنه على سَننٍ كمشطٍ، متساوٍ في كلِّ أجزائه، لأنه سيقفُ على أنه فردٌ متفرِّدٌ، لا شبيه له في شيءٍ، فما كان للخالقِ أن يخلقَ نُسخاً مكرورة، و إنما إن تكررت في شيءٍ في متفردة في أشياء. و سيقف أيضاً، على أنه ما يجب عليه أنه يكون تابعا لغيره، لأنه وقفَ أصالةً _قبلُ_ على أنه منفردٌ متفرد، و هذا سيجعله متميزا بما هو عليه، و لا يُمكنه ذلك إلا حين يكتشفُ ما لديه، و يؤمن بما نفسُه عليه، فيجد أنه على اكتفاءٍ تامٍّ بذاته، فيُقيم لما فيه من مواهب السماءِ قيمتها و قدرها، فيوظفها على وجهٍ أكمل.
هذا كله لا يكون لمن قلَّد غيره زمام نفسه، سواءً في فكره و عقله، أو في جسده و جسمه، أو في مشاعره و عاطفته، لأنه حينما يتقلَّده أحد فإنه سيكون تحت مظلته، وما كل مظلة تحمي و تقي. و يكون تابعاً و ملتزماً حيث حالُ المظلة، فإن كانت مخروقةً فستدخل عليه أشعة شمسٍ تُبدد بحرارتها جودة عقله، أو يتسرب من خلال شقِّها قطرات مطرٍ تُغرقُ رأيه في وحلِ اللا شيء. و لا يُمكنه أن يُبدي شيئا من تغييرٍ لنفسه، لأنه مرهون بأشد منها خطرا، و حينها سيكون خاسرا.
لا يمكن للإنسان أن يكون منتجا في حياته، و قائما بها على أحسن وجهٍ إلا حين يؤمن بأنه ليس إلا نفسه، فحينها يقينا سيقوم بما تريده نفسه، أما إذا ظن، مجرد ظنٍّ أنه غيره، فسيكون تابعاً حذو القُذةِ، و على غرزِ الإبر، حتى يولج نفسه في سَمِّ سًمِّ الحياةٍ، و لا يُحتفل بها إلا إذا مات، لأن الهامشَ طائش.
شكرا قايد..