خلق الإنسان من عجل ومن طين ومن ماء مهين, وخلق هلوعاً وجزوعاً ومنوعاً وكفوراً, خلق يذنب ويستغفر ويذنب ويستغفر ويذنب ويستغفر, كله ثقوب تشير على ضعفه, ففي دمه شيطان يجري, وحوله دنيا مغرية بمالها وبنينها ونسائها وحرثها, وله نفس أمارة ونفس لوامة ونفس مطمئنة, يحترق بذنوب وتغسلها الصلوات, أكرمه المولى على ضعفه هذا بمكفرات الذنوب, فهو بين فترة وشرّة, وبين إقبال وإدبار, وبين كلل وملل, ما أقساه على نفسه حين يحاكمها بحكم الملائكة, وقد بين ربها إنها إن لم تخط وتتوب سيستبدل غيرها تذنب وتتوب, تعساً ثم تعساً ثم تعساً لمن لم يعامل الإنسان كما خلقه ربه,. وتعساً له ثم تعساً له ذلك الذي يرمي الكلمة ولايلقي لها بال, فتجرح قلباً وتؤذي مسلماً, عجباً له أليس الأولى به أن يبكي على خطيئته وليسعه بيته؟ , هل علم من أحوال النَّاس ماوراء سطورهم, ألا يلتمس عذراً فسينكشف له الأمر أن أخطأ ثم أخطأ وسقط هو في باب أشد من باب يرى النَّاس فيه, وهو قذف الناس ورميهم بالذنب .