أخي العزيز الأستاذ صهيب نبهان المحترم:
لقد شرفني مرورك بالقصيدة، واهتمامك بها، وأشكرك على تخصيص بعض من وقتك الثمين لنقدها.
أما بالنسبة إلى اختلافك معي في الرأي، فهو اختلاف يسعدني لأنني أنا المستفيد منه في النهاية، فهو يصوّب لي أخطائي ويكشف لي عن عيوبي التي لا أراها، ويدفعني إلى تجاوزها وإصلاحها، وصدق عمر بن الخطاب حين قال: رحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي.
أخي العزيز الأستاذ صهيب نبهان ربما تكون حمَّلت موضوع القصيدة أكثر مما يحتمل، فالقصيدة عبارة عن ترجمة فنية لإحساس يشعر به كل إنسان، وهو الشعور بعدم الرضا عن الذات والتوق إلى الحرية المطلقة، وهو إحساس متأصل في الإنسان، ولولاه لما كان في الإنسان دافع قوي يدفعه إلى العمل، وانظر من حولك ستجد القصير يتمنى أن يكون طويلاً، والقبيح يتمنى أن يكون جميلاً، والضعيف يتمنى أن يكون قوياً، والجبان يتمنى أن يكون جريئاً، وهكذا.....، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) لأن الله سبحانه تعالى يتحدث عن الإنسان كنوع أو جنس وليس الإنسان كفرد.
أما بالنسبة إلى لفظ (الهوى) فلا أقصد به المعنى الذي ذمه الله سبحانه وتعالى في كتابه والذي يعني الرأي المستند إلى المزاج بعيداً عن العقل، وإنما أقصد به الإرادة المحكومة بالعقل.
وبالنسبة إلى كلمة (الخطايا) التي وردت في البيت الثاني فلا أقصد بها أنني أرغب في فعل الخطايا، وإنما ممارسة الحرية كما يمارسها الطفل الذي لا يشغله ما إذا كان ما يفعله يعدُ خطأً أم صواباً لأن ضميره أو (الأنا الأعلى) بتعبير علم النفس لم يتشكل بعد. ومن منا لا يتمنى أن يسترجع ذاك الإحساس الجميل بالحرية الذي أحس به في صباه، ومن منا لا يتمنى أن يمتلك من الصفات والقدرات الجسدية والنفسية والعقلية ما يجعله أقرب إلى الله رمز الكمال المطلق؟ إنها أمانٍ ستظل بتقديري ملازمة للإنسان إلى الموت.
على أي حال هذا ما أردت أن أعبر عنه في القصيدة وقد أكون أخطأت في التعبير عما أريد ولم أوفق تماماً وهذا ما أتركه للنقاد والمختصين وأظنك منهم.
أشكرك مرة أخرى وكلي أمل أن لا تبخل علي بآرائك النقدية.
مع خالص تحياتي