كاتب
مؤسس
معدل تقييم المستوى: 244
كيبوردية [ حوارية ] بانفعالٍ قال لي : اكتب ما سأقوله لك عن [ الأفعى ] و بدهشةٍ قلت : و ما شأن الأفعى بك ؟ قال و الغيظ يتفجر من فمه : لأني من هذا اليوم أعلنت كرهي لها .. و لموقفٍ حدث لي .. قلت و القناعةُ تملؤني : إذن سأكتبها في [ الكيبورديات ] .. قال بعفوية : اكتب لا يهم المهم أن تعلم حجم كرهي للأفعى و تعلم كم هي آكلةٌ لحقوقها في بلدنا كاملة ... باقتناعٍ قلت : ربما في موقفك هي آكلة لحقوقها .. لكنها في مأكولةٌ في حقوق أخرى كثيرة ... بتجهمٍ قال : لا يهم المهم أن تكتب ما حدث لي ... قلت : هل تود كتابته بعاميته أم بتفصيحه ؟ قال و الغضب يتشظى لكلامه : كأنك يهود موسى .. ضحكت و قلت : سأكتبها لك و لا تغضب ... قلتُ و قوله الصدق - لأني أعرفه - : ذهبت صبح اليوم عند التاسعة صباحاً لمكتب خطوط طيران الإمارات الواقع على شارع التخصصي .. و أخذت رقماً و جلست منتظراً دوري .. عددٌ ليس بالكثير هي قيم الحاضرين ... توقعت أن أنهي حجوزاتي بعد ساعة كحدٍ أقصى ... لكني لم أتوقع أن يؤذن لصلاة الظهر و لم يتحرك من الأرقام سوى خمسة أرقام ... صليت الظهر في المكتب خوفاً من ان يفوتني رقمي ... في هذه الأثناء ستعلم سبب كرهي للأفعى ... يقول جاءت أفعى تتكسر ... عطرها تتصدع له الكراسي قبل الجلوس .... و مشيتها تهتز لوقعه الأرض من تحتنا .. أخذت رقمها و جلست كأحدنا ... الموظف أشفق عليها من دقائق الانتظار ... و أراد أن يصنع معروفاً لها على حساب أوقاتنا ... استدعاها و أمام الحضور .. جاءت وجلست أمام الموظف و نحن تملؤنا الدهشة .. أين النظام و أين التنظيم الذي به يتشدقون حين تذمرنا و تأففنا ؟؟؟ قلنا : أفعى عرفت كيف تقفز على الحجارة ... و تتخطاها ... و انتظرنا ... و الساعات تمضي ... و جاءت أفعى أخرى كأنها ريقٌ مذابٌ من حمرة جهنم ... لم تتكسر كسابقتها ... بل كسرت رقابنا في تأملها ... و الموظف الكريم - زير النساء كما يصفه صاحبي - استدعاها هي الأخرى و نحن شارفنا على الساعة الثانية ظهراً و جلست جلسة الأبد ... جلست على الكرسي قرابة الساعة الكاملة و نحن نحتضر حرقة ... تقدمنا لمدير المكتب بالشكوى قرابة الخمسة أشخاص و المدير لا يحرك ساكناً ... و جاءت الطامة الكبرى ... أفعى أخرى أكملت ما كان ينقصنا من قهر ... و الموظف الكريم .. كريمٌ جداً مع النساء الابتسامة تتشقق من وجهه جافٌ كريهٌ مع الرجال ... و أنهى كل مالها و نحن ننتظر تحرك أرقامنا ... قلت لصاحبي : ربما لديه تعليمات بصيانة حقوق المرأة أو أنه من أنصار حقوقهن ... قال و السخرية تملأ وجه صاحبي : هناك ثلاث نساء كبارٍ في السن لم يفعل معهن ما فعله مع هذه الأفاعي .. امرأة فلبينية ممرضة كما يبدو ... و أخرى من جنسية عربية ... و ثالثة افريقية سمراء ... قلت إذن الأفعى ليس لها ذنب ... الذنب ذنب صاحبكم الموظف ... قال بتفلسف : قال هن سبب أغوائه و إغرائه ... قلت : ربما لديه تعليمات بإغلاق منافذ الشر و إثارة الغرائز بتصريف الأفاعي بسرعة ألم يقولوا بسد الذرائع ؟؟ قال و التهكم يفيض من روحه الجميلة : سد ذرائع ههههه [ إلا سد أرواحنا الله يسد أرواحهم ] .. قلت له : وماذا فعلت أنت ؟ قال بروحه الخفيفة المرحة : صدقاً تمنيت أني أنثى هذه اللحظة فقط قلت له : [ النقاب ] سيبدو عليك رائعاً بلا شك قال : البرقع لو سمحت إغراء اكثر و استدرك قائلاً ... تصدق .... لم أنه شغلي إلا بعد صلاة العصر بعد تفاقم الوضع و ارتفاع أصواتنا تذمراً و استدرك أيضاً : رجاءً اكتبها في أي مكانٍ كان ... قلت و قبل أن أودعه : سأكتب ... قال و قبل أن يودعني : اقرأ ..