مسرحية عبثية أو مجرد ثرثرة مسرحية
إلى روح. المسرحي الكويتي المبدع صقر الرشود
والرائع المسرحي العربي سعدالله ونوس
مع الرحمة
سينوغرافيا طرقات تجريبية على بوابة المسرح
تقرأ العرض المسرحي العالمي بـ رؤية أخرى
جماليات مسرح العبث تكمن في المفارقة التي يقع فيها الإنسان
والحيرة والإحباط..التي تخلفها هذه المفارقة كـ نتيجة للامعقولية العالم
وكذلك اللغة التي وظفت في مسرح العبث ( الطليعي )
لـ تكون مجرد أصوات مختلفة فاقدة لـ دلالتها وفارغة من المعاني الواضحة
الشخصيات هنا لاتصل إلى غاية وهدف محددين ولا تملك شيئا في خطابها المسرحي
فهي لاتقول شيء في لاشيء مخلفة ورائها كثير من الأسئلة
التي تطرح معنى الوجود بـ شكل مغاير
رواد المسرح الطليعي( جورج شحاده ، بيكيت ، جان جينيه ، يونسكو ، آداموف )
بذروا رؤاهم لـ العالم بـ نصوص مختلفة في تقنياتها ومفارقاتها في الخمسينيات
حينما دمرت الحرب العالمية الثانية الثوابت من القيم السياسية والدينية والإجتماعية
وطرحت قيم بديلة في المجتمع الأوروبي أدت إلى تغيير وجه العلاقات الإنسانية
فـ تأثرت بنية الأدب والفن ومن ثم تغير شكل ومضمون المسرح
في إنتظار جودو
مسرحية عبثية أو مجرد ثرثرة مسرحية من تأليف " صموئيل بيكيت "
كتبها في عام 1948 بعدما ترك الكتابة الروائية
ومسرح بيكيت مسرح اللامكان واللازمان مسرح الإختزال
( إختزال الزمن والمكان والجسد )
في مكان ضيق وزمن ضيق وكلام أضيق وأضيق
حتى يفضي إلى الصمت والعزلة.والوحدة
( في فعل الإنتظار نجرب مرور الزمن في شكله الأنقى )
كما يقول بيكيت ونتيجة لهذه الفلسفة كان جودو لا يأتي أبداً
يرفع الستار عن الفصل الأول لـ المسرحية
طريق ريفية شجرة - مساء -
يدخل " استرجون فلاديمير " بـ ملابسها الغريبة
نعرف من حوارهما أنهما ينتظران شخصا. يدعى جودو
وينضم لهما " بوزو ولاركي " يأتي صبي يبلغهم
بـ أن جودو ولم يتمكن من المجيء
هذا المساء ولكنه سيأتي غداً
تدخل شخصيات المسرحية في حوارات متشبعة دون أن يحدث شيء
الفصل الثاني يبرز الإنتظار إلى اللاشيء بين " أسترجون فلاديمير "
عند شجرة عارية من الأوراق ثم ينضم لهما " بوزو ولاكي "
بعدما تغيرت علاقتهما ببعض
ثم يأتي الظلام لـ يخبرهم بـ أن جودو لن يأتي اليوم لكنه سيأتي غداً
يحاول استرجون وفلاديمير الإنتحار
لكن الحبل كان أقصر من أن ينفذا العملية به وتنتهي
المسرحية ولا أحد يأتي
من خلال أحداث المسرحية نجد لا شيء يتغير في عمق الأحداث
هناك صمت يتغلغل في الحوارات وتكرار لـ الحديث
وكأن ما حدث في الفصل الأول حدث في الفصل الثاني
وهناك تفاصيل غير واضحة بـ شخصية جودو
وهناك زمن غير محدد زمن منفي ومكان ضيق
( طريق ريفية - شجرة عارية الأوراق )
وكما قلت بـ أن مسرح العبث له جماليات
فـ الجمال في ( إنتظار جودو) في رصد الإنتظار
كـ فعل مشترك تعيشه شخصيات المسرحية والزمن المستقطع
في إنتظار شيء ما أو لا شيء
.وشخصية لاكي كـ خادم مطيع ينفذ الأوامر بـ حرفنة
وكأنه آله صامت مسكين مكسور
.يحمل السله والحقيبة والكرسي والمعطف
يجره سيده وسوطه بيده لايطيع احماله أبداً
لاكي شخصية مفعمة بـ الفلسفة حتى عندما يتحول فجأة
إلى شخص متكلم وينطق بـ الثقافة والحكمة
(في إنتظار جودو) كلام غير مترابط يعبأ فراغ
يتخلله صمت وعزلة
والمسرح العبثي يكرس المفارقات اليومية
التي هي جزء من الوجود في عدمية
ولا معقولية الكلام \ الحوار