أزجيت ُ في بحر المُحال مراكبي
وَرَمَيْتُ بوصَلتي لأتبَعَ خافِقي
فوجدت أشرعتي تحثّ لك الخطى
والقلب يجري كالجوادِ الواثقِ
أنت المنى والحلم يغـري لهفتي
بِسَماءِ نَبضِيَ أنتَ وحدَكَ طارِقي
فإذا بَعُـدتَ تساقطت مني الرؤى
وانهار لي حلمٌ كطودٍ شاهقِ
الحبُّ عاصفةٌ تباركَ سُخطُها
تُهدي الحياةَ وسِحرَها للغارِقِ
وَتُميطُ عن رِئتيهِ أغبِرَةَ الجَفا
وتُريه جنّاتِ النعيم ببارقِ
يُلقي نَسيّاً كلَّ همٍّ قد خلا
ويهدّ صخرًا أرتَئيهِ كَعائِقِ
ويمدّ لي يَدَهُ إذا ما خانَني
عَزمي ويدفعُ مَوْجَهُ بِتلاحُقِ
فإلى متى يا قلب يعـصفك النّوى
وتظلّ تختلسُ الخُطى كالسّارِقِ
أوَلَيسَ عَهدُ الحبِّ أوّلَ مَنهجٍ
يجري لهُ نبضٌ كنهرٍ دافقِ
يروي ظما زهرٍ ذوى مترنِّحًا
فـيـفـوح ريّــانًا بــعطرٍ عـابـقِ
يُشقي ويُسعدنا الهوى متحكِّمًا
وَيُحيلُ دُنيانا لُغِصنٍ وارِقِ
فَبِدونِهِ لا نَرتَضي عَيْشًا لَنا
هو جنةٌ، أنعم بنبضٍ سابقِ
والحبُّ لا يحلو إذا كدرًا حوى
يستَبدِلُ السّلوى بِسُمٍّ حارِقِ
يُسجي خَلايانا بأوشحةِ الجوى
ويُـزيــحُ عـــنّـا كــلَّ هـــمٍّ خـانـقِ
لله درّ الـعـاشقين فإنّهم
يبنون كونًا في فراغٍ ساحقِ
ويلونون سماءه بورودهم
ويصففون نجومه بتناسقِ
طوبى لمن ساد الغـرامُ فؤادَه
وغَـدا كَنَهرٍ مُستَديمٍ غابقِ
تشدو جوارحُه ويجمحُ نبضُه
ويشعُّ نورًا حَولَهُ كالشّارِقِ
مَنْ قالَ أنّ العِشقَ فاجِعةُ الوَرى