مثلُ صوتِ المدينة

مستعارٌ من جوقة ظلال ٍ

ملهمةٍ ..

**

ينسحب احتضار الصقيع

عن أسطح الفكرةِ ...

فجميع الجهات شروقٌ

غامضٌ ..

أمام احتجاجات الغسقْ ..

(1)

أطلقوني في سجن الورد ِ..

ببضع كلماتٍ يفتتح المتسولون

صوت المدينة ..

مستعاراً ..

أكتب ُ..

قد يحتاج العاشق أميـَّتهُ

ليترجم شغف اللغةِ

في قبلةٍ ..

أو ينتظر المدمن عطف الجمر

ليغسل لفافته الباردة

من بركة أحلام ٍعكرة ..

(2)

سيؤجـِّل الوقتَ شاعرٌ

يحتاج إلى القليل من المكر ِ

ليفتتح القصيدة َ..

ويرتـِّب نهارَ المدينة

نجمة ً نجمة ..

دثــِّروني في جرح الرخام ِ ..

ببضع كلمات ٍ يفتتح الشعراء

صوت المدينة ..

مستعاراً ..

أقرأ ُ..

كسَّر المغني لحن عشيقته

بمطرقة النوم ِ ..

وشرَّده في جفن كمان ..

والزوجة المثابرة من تحفظ

أسرار العطارينَ ..

فلغز الليل هواية فارسها

المظلوم ْ..

(3)

أقدام الملح قروحٌ

في حناجر مأجورةٍ

وسيوف الوقت نظيفةٌ ..

والمهرولون فرحون بطول عطشهم

بين موتين ..

ببضع كلماتٍ يفتتح الضباب

صوت المدينة..

مستعاراً ..

أكتب ُ..

لا يخرج مارد المصباح

إلا بمناديل حرير ..

واللوحة تكتمل تماماً ..

لو ترسم في المنفى ..

(4)

ساقية الإسفلت ضفافٌ شاغرةٌ

أكثر من قمرٍ مستعجلٍ ..

واللافتات تتثاءب أضواءً

مسروقة ً ..

الأولاد بثورٌ ناتئةٌ في وجه

مراهقةٍ ...

والحديقة مقاعد رمَّان ٍ مطعون ٍ

كثيفٌ ..كثيفٌ ..

ببضع كلماتٍ تفتتح الحانات

صوت المدينة

مستعاراً ..

أقرأ ُ..

جديدة ٌ أخبار الطقس

في الجرائد دائماً ...

والعناوين ممطرة ٌ

غالباً ..
ورئيس التحرير يحرس بساتين

النضال مدججاً بالجوع ..

(5)

سقفٌ أبيض ٌ

لمقبرة التجريد ِ..

ويختصرهُ ديك الأنس ِ

مآذنَ محو ٍ..

وأناجيلَ غزيرة ً..

/ولـَعَ الحبُّ بقلبي

والحُشَيْ ..

وسباني ماسبى هنداً

ومَي ../

ببضع كلمات ٍ تفتتح الأضرحة

صوت المدينة

مستعاراً ...

أكتب ُ..

بعد أن قلعت عيناه بكى ..

سألوه فقال متردداً ..

ربما لن أستطيع سماع

الناي بعد الآن ..

***

مستعارٌ من جوقة ظلالٍ ملهمةٍ

قد يكتمل التفسير ..

جزافاً ..

وماذا لو تبقى الظلال

مشغولة ً بسعر الضوء ِ

في سوق الغروبْ ..

وديع الأحمدي ..

لامنافس لبنفسج نقائك ..

مروك يشرفني ..

دمت بخير ..

د.باسم أيها المعطّر بالفرات
ليس بغريب على ابن الرقة هذا السمو والجمال
فالرقة كلها شعر وشاعرية غير أن الشاعر فيها مغيّب.
سعيد بك يا ابن مدينتي وصديق دمت رائعاً