![]() |
من يقتلع ذاكرتي؟
أجاب أبيسيفيتش* "كنّا نعاني كثيرا" بالكاد استطاع أن يعود إلى قارته الأُمْ! ------------------------------ قبل نومي قلتُ لأمّي ماذا رأيت في ذاكرتك؟ قالت: صوت ارتطام الكراسي وتحطّم الزجاج وبلبلة وخطواتٍ موحشة ولاهثة,وصوت نبش الأشياء وكأنّ احدهم ينبش في أحشائنا!,نتألّم قهرا وصوت الضحكات والصرخات يعلو فوق كلّ شيء,وكلمات لم افهمها إلا أنّها توحي بالطغيان والتعطّش لشيءٍ ما!,كانوا يصرخون في وجوهٍ ما لم نكن نريد أن نعرف لمن كانت بقينا مختبئين لفترة طويلة امتلأ المكان بوحشة الصمت بعد رحيل وحشة الضجيج! وكأنّ الوحشة قد ثملت من خوفنا,خرجنا لنرى رجالا وصبيانا مكبّلين وملقين على الأرض البملّلة بالدماء كانت أعينهم ترسم مشهد الرعب الاخير وكانت ملامحهم تسجّل الصرخة الأخيرة في حياتهم دماء تفوح بالمكان, ومن فرط الموت ماعدتُ أفرّق بين الحيّ والميّت حسبت الناس كلّهم من حولي أموات,بكاء ونحيب وأيدي على أفواهٍ كأنّها تخشى على قلوب الأحياء فقد كانت قاب حكايتين أو أدنى من حكايات الموت المخيفة "لزمنا الصمت أقوى شيءٍ كنّا نملكه لنبدأ الحياة" هكذا قالتها أمّي وقالت لم يعودوا بعد أن رأينا تلك الحوّامات والشاحنات وعليها نجمة ناصعة البياض قلت:أمّي لمن كانت تلك الحوّامات قالت:لأمريكا فقلت: ليحمي الله الأمريكان مسحت على رأسي وقالت : بل ليرحمنا الله * ابيسيفيتش:لاعب بوسني أصبح نجما لامعا وقد حكى عن معاناته في وطنه الأُمْ هاجر لأمريكا وبالكاد استطاع أن يعود إلى أوروبّا كلاعبٍ متناسيا آلامه! |
عبد العزيز , و حرفةٌ عاليةٌ في نبشِ خيالِ القارئ و اعادتِهِ إلى ذاكرةٍ سابقةٍ و لاحقة , متعةُ التّصويرِ في الكتابة , و متعةُ الخيالِ في القراءة , و جهانِ لعملةٍ واحدةٍ هي القدرةُ على الإبداع . رائع جدّاً . |
يــ عبد العزيز .. لن أقول إلا سلّم الله هذا الحرف وصاحبه ....! |
عبدالعزيز
حروف متناغمة واحاسيس فائقة صوت إنسان يبوح بمايشعر لك تحياتي |
انا على يقين بأنني سـ اجد كل ماهو مختلف
وهذا مايميز هذا الــ عبدالعزيز التجدد مدهش في كل الزوايا واكثر |
اقتباس:
أختي:منال وحقّ للأحرف أن تمارس خيالها وتتمتّع بذلك لطالما تمتّعت حروفٌ أخرى بأكثر منها وأروع تحيّتي لـ روحك |
,,
, عبدالعزيز ما أجمل ماقرأته هنا والصمت أبلغ |
كُنت أنتظر أختاً جَديدة لـ الحكاية الحكاية :[الموت في أحضان الأمهات] وها هِي بكامل الآسى والذكرى التي لا تكاد تُسمى ذكرى ، إلا وتنتصب امام ناظر القارىء ، لـ تُصبح مَشهداً مريئاً .. يَقرأ نفسه ، بـ نبرات مُختلفه ، وأسى مُستميت في قُعر الذات ،، فـ ليرحمنا الله ، فـ ليرحمنا الله ، فـ ليرحمنا الله ، عبدالعزيز ، أنت [ بارع ] |
الساعة الآن 07:55 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.