![]() |
[رحيل بلا مقدمات]
لحظةُ الفِراقِ صعبةٌ جداً، خاصةً إن رافقها وداعٌ بِلا رجعةٍ كوداع العمر، كتجرُعِ السُمِ القاتِلِ قطرة قطرة... نُمضي ما تَبقى من أوراقِ حياتنا دونهم، ونلغي جميعَ أدوارهَم التي قد حَلُمنا يوماً ما أنهم بها وأنهم أبطالهُا.. ونضطرُ مرغمينَ على كتابةِ قصةِ حياةٍ جديدةٍ لنا دون ذكرهم، فما عادوا لنا، وما عادوا هنا. وداعُ الموتى، لم يكن ليحظى بكلِ ذلك الكمِ الهائِلِ من القلق والتفكير.. كنتُ أخالُهُ محنةً ما تلبث أن تهدأ، فلغاية هذهِ اللحظةِ لا أزالُ أملكُ قناعةً عمياءَ بأن ملائكةَ الموتِ تحومُ فقط حولَ الأخرينَ من أصدقائِنا والأخرين من جيراننا، الأخرين أيضاً من أصدقاء جيراننا وأصداقاء أصدقائنا، محنة تصيب الكل عدانا، لم أكن أعلمُ بأنَهُ شأننا وقضائنا جميعاً، لم أكن لأتخيلَ يوماً أن ملائكةَ الموتِ ستزورنا لتصحبَ أحبابَنَا في رحلةٍ طويلة جداً، تكاد تكون بلا نهاية، تأخدهم جميعا فتبقي لنا فقط أرواحُهم وأجسادهُم الغير مرئية. أتدرون!! رحيلهم فجأة قاتل نوعاً ما، لا يمهدوا لنا ولا يمنحونا فرصة التأقلم، بل يتركونا دون أي مقدمات وتمهيدات، فيأتي نبأهم كصفعة قوية يوجهها لنا القدر دون أدنى درجة من الرحمة، لا يمنحونا فرصة وداعهم بحفاوةٍ وعلى مهل، بل نودعهم بخيبةِ مواصلة حياتنا دونهم مع إلغاء كافة الأدوار التي قد كنا كتبناها لهم، نلغي كل الأدوار التي قد خلقناها ليعيشوها، سنعيش بدون تأثيرهم بنا، يلغى دورهم تماماً. أتدرون أيضاً!! أجد الحديث معهم وهم داخل بيوتهم الأبدية مريح، وأنت كلك ثقة بخبرتهم وحكمتهم، يستمعون لك دون لوم ولا مقاطعه ودون شماته، تتحدث معهم وكلك ثقة أن سرك لن يفضح، تتحدث معهم دون أن يجبروك على الكذب والمرواغة وأيضاً دون أن يشعروك يوماً ما بالندم لأنك سمحت لهم بتملك سكن داخلك...... معهم فقط يجدر بك إلتزام الصدق. *: بعد رحيلك سأقلد عاداتك المفضلة واجلس كما كنا نجلس . ... وماذا بعد البكاء؟! سأبكي .. لأنه لا حيلة على البكاء غير البكاء سألبس السواد .. سأنحني وأعلن الانكسار ... |
اقتباس:
" |
.
. . هَكذا يَجيء المَوتُ .. كَ إغماضة فجيعة ..كَ مُفاجأة صوتٍ عظيم ..كَ ارتطامٍ من أقصى السماء نحو الأرضِ مُباشرةً . يَكسر كُل شيءٍ ولا يَجبره أبداً ..وَرُبما يحييّه ..لَكن بَعد ذرّ الأنفاسٍ ..بعيداً جِداً ..بِمسافاتٍ من اختناق , حُروفك ..صاعدة يا أحمد والعُشب ينحني ..مع تحركاتِ أصابعك المطر ! http://www.aylol.com/vb/images/smilies/rflow.gif . . . |
فلسفة الموت تتعبني أهرب منها كلما حاولت التفكير بها لأني أخاف أن أموت وأنا أفكر فيهم في ذهابهم ال بلا عودة في حنيني لهم ياأحمد الأحمد معك أجدني افلسف الموت كـ حياة جديدة سنزورها كلنا وإن طال بنا العمر حرفك مذهل جداً وفلسفته راقت لي ممنونةٌ جداً لهذا النور أُمسية |
: أنتَ تَستعير الْموت لـ لُغتك ، يَا أحمد ، نَحتاج لـِ السَكينة .. ، لـِ إبقاء الأشياء مِنْ حَولنا فِيْ حَوزتنا ، دون فراغ يَمد رجليه .. فـ يعرقل المَمهور مِنّا لـِ الحياة ، ثُم إنه .. ، ثَمة أشياء يَا أحمد .. فِيْ غيرِ استطاعتنا ، وَ إنْ صلّينا ! |
اقتباس:
الفاضلة/ قَيْدٌ مِنْ وَرْد.. شكراً لحضورك الرائع ومرورك الكريم على صفحتي المتواضعة. وطيب كلامك وحسن مداخلتك. تقبلي خالص الود والتقدير000 |
اقتباس:
شنطته المهترئة التي أنهكها الإنتظار للرحلة القادمة. تبحث عن وريث يشبع رغبتها في السفر. تتنكر جميع متعلقاته له. ستخونه جواربه وسترحل مع أول أقدام مناسبة لها. هكذا الموت دائماً يكشف عن معادن البشر والأشياء. شكراً لك يا عطر |
مَصْلَوبين نَحنُ يا أَحمدْ عَند جَهةِ الْفقدِ الْعَرْجاءْ .., نُحَاول أَنْ نُنَمِق حَياتنا | نُلَمْلِم أَخْشابنا | نَأي الْنَتوئة الْشاحبة وَ إِيابنا نحو طيفهُمْ. يجَيّء الْسَحاب الْأسودْ لَيلتهِمْ سَطْوتِنا , عَناقِنا , رَخامنا الضَعِيفْ .., يَجيء دُون فَواصِل حيثُ يكمْلُ الْجَملةْ وَ يسْقطُ بِنقطة تَنْقرُ الْطَاغوت الخفي بدواخلنا . يُزَمْلنا هذا المُوت يا أحمدْ حَتى تَبكي الْملَائكة وَ الشياطين معنا. |
الساعة الآن 12:00 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.