منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   (] صِلَةُ القِراءة [) (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=11281)

عبد الله العُتَيِّق 05-31-2008 05:01 AM

(] صِلَةُ القِراءة [)
 
6/2/2008
29/1/1429

(( صِلَةُ القراءة ))

‘‘ في كل كتاب نقرأه ننسى حذاءً ، يظل يربطنا بعالم القراءة البديع ’’
محمد الإمام ماء العينين

للكتابِ زِنَتُه عند الشغوْفين بالقراءة ، و العاشقين لمغازلة الأحرفِ ، لكونها تُنمي ثقافةً ، و تزيدُ معرفةً ، و تفتحُ آفاقاً و طرائقَ عدداً ، و هذه لوازمُ وظيفة العقلِ البشري ليكون مُكْتمِلاً تامَّاً ، فملازمتهم القراءةَ و مصاحبتهم الكتابَ غيرَ مُستغرَبٍ ، و في زمنِ غيابِ القُراءِ يكون القاريءُ شاذاً ، و الشاذُ مُعابٌ ، و قد يكونُ العيبُ في مفهوم الشذوذ ، و مفهوم مختلفٌ بقدر الفهوم ، و تفاوتُ الفهومِ بتفاوتِ مقدار العلوم ، فالنافرُ من القراءةِ يَعيبُ القاريءَ النَّهِمَ ليسلَمَ صفُّه عند أشباهه ، و الطيور على أشباهها تقعُ ، و الكاملُ دوماً مُرتفعٌ .
تلك ، جعلت القاريءَ أشبَه بالمجنون حينَ يقرأ ، لتدفُّقِ ما يجد من معلوماتٍ و معارف ، فتنادي أولاها أخراها ، فتكون مترابطة كحلقاتٍ لا ينفصل بعضها عن بعضٍ ، ذلك حينَ عاشَ في عالَم القراءةِ و أدركَ ما فيها ، و قبلُ كان راغباً رغبةً جَمحتْ به نحو التنقيبِ عَن إيجاد ما يُشبع تلك الرغبة العقلية ، فلم يقف على بابٍ و غادرَه ، بل طافَ في أحياءِ الفكرِ ليجد أبوباً تفتحُ له ما يُحقِّقُ رغبتَه ، فولَجَ صِغار الأبوابِ و كبارَها ، ضيِّقَها و واسعها ، و اتَّصَلَ بأسبابِ ذلك ، فلم يُراعِ جُهداً لا كمَّاً و لا كيفاً ، فأدركَ من ذلك بقدرِ ما بذلَ ، و ما بقيَ كثيرٌ لا يُدركه بمسيرة عُمُرِه .
تلك القراءةُ التي يُتعَبُ في تحصيلها لا تكون إلا عن تلك الرغبة الجموح ، و الشوقِ الكبيرِ ، فيكون بالتزامه جِلْدةَ كتابِه في نُقلَةٍ من عالمِ حالِه إلى أعماقِ الكتابِ ، و في دهاليز المعرفة ، فيربطُه الكتابُ بجودةِ ما فيه ، و حُسْنِ صَنعةِ الكاتبِ بعوالِم خارجَ عالمِه ، فيُحصِّل أشياء لم يجدها في عالمِه الواقعي ، لأنَّ الكتابَ عُقولٌ منشورة ، و العقولُ صانعةُ الفهومِ ، فتعدَّدَتْ العوالم .
يَعيشُ حينها في سعادةٍ و لذةٍ لا تُعادلها عنده لذة ، و يتذوَّق بلسانِه حلاوةَ المعاني ، و يَشْتَمُّ روائحَ الحِبْرِ و الورقِ ، مُصْغياً بسمعهِ إلى وَحْي الكلامِ ، فأعمل كيانَه كلَّه في تحقيقِ سعادته في حالٍ مِن الأُنْسِ ، و طرَبُ باطنِ القارئِ بقدرِ إطرابِ باطن الكتاب ، و لا يَلْتَذُّ بالقراءة مَن وَصَلَ ظاهرَ الكتابِ و المكتوب ، و التي جاءتْ إليه باستمتاعِه بصِلَتِهِ بالقراءةِ ، فتجعله تلك السعادة يَهيمُ في أودية الكتاب ، فكلُّ سطرٍ يَحملُ معرفة ، و كلُّ حرفٍ له مَغْزى ، و القارئُ بين علائم تعجُّبٍ بادية ، أو استفهاماتٍ واردة ، و ربما في غَمرة الغَوصِ تأمُّلاتٍ متينة .
في تلك الغَمْة المُسْعِدَةِ يَسْتحضرُ القارئُ آوِنَةَ إفلاتِ الكتابِ من يَدِه ، و انتقالِه إلى غيره ، و خروجَِ القارئِ من أكوانِ الكتابِ إلى أكوامِ الغِياب ، فيبتهلُ أن يَهتَبِلَ فُرَصَاً تتوالى ، ليطولَ بقاؤه في تلك العوالِم ، و زمنُ اللذةِ قصيرٌ فلا يكادُ أن يبدأَ إلا و تلوحُ النهايةُ .
عِند لحظةِ مغادرةِ الكتابِ يُخيِّمُ الحُزْنُ على القارئِ النَّهِمِ ، فمغادرةُ الكتاب و توديعه ضرورةٌ عند القارئِ ، لأنَّ الكتابَ يُنادي إخوةً و يُناغي أصحاباً ، تكرِمةً للقارئِ ، و لا بُدَّ للقارئِ أنْ يوجِدَ ما يُبقي صِلتَه بالكتابِ ، و صِلة الكتابِ قراءته ، و بالقراءةِ يتعلَّقُ شيءٌ في عقليةِ القارئ يَربطُه بعالمِ الكتابِ ، فكلُّ كتابٍ عالَمٌ لوحدِهِ ، و العوالِم تختلفُ و لا تتفقُ .
عَوْدُ الصِلةِ القرائية بالكتابِ استدراكٌ و تثبيتٌ ، و صِلةُ كتابٍ مرَّاتٍ خيرٌ من صِلَةِ كُتُبٍ ، بشرْطِ عينية الكتابِ لا حشويته و هامشيته ، فرُبَّ كتابٍ أغنى عن ألفِ كتابٍ ، فصِلَتُه منقبةٌ و منفعة .
ستُبقي الصِلَةُ من أساسها إشارةً للكتابِ في ذهنِ قارئه ، و لا تكونُ إلا بمدى جودةِ صِلته بالكتابِ حين قراءته ، و عمليةُ التواصُلِ تكون في أعلى حالاتها حينَ تُعْمَلُ حواسُّ القارئِ و مشاعرُه تفاعلياً مع معارفِ الكتابِ ، و العيْشِ في أسرارِ عوالمه ، فإنْ غابَتْ الصلةُ في بعضٍّ يُذكِّرُ الآخرُ بها .
هذه الصِلةُ بالكتابِ قراءةً و عَيْشاً تمنحُ القارئَ دَفقاً من المعارفِ لا يرضى إلا بالخروجِ من عالمِ الذهنية المُخزِّنَة إلى عالَم ذهنيةٍ تستقبلُه بشَوقٍ ، فتكون عملية التوارُثِ بين الأفكارِ عن طريقِ الإرسالِ لفظياً فتستقبلها حاسَّةُ السمعِ ، أو كتابياً فتحتويه العينُ مُلتهمَةً مخزوناتِه ، فكانت الكتابةُ لمُحصَّلَةِ الكتابِ من خلالِ القراءةِ المتميِّزة بجودة التواصلِ .
أُبِيْنَ بأنَّ صِلةَ القارئِ بالقراءة ناتجة عن قُوة صِلَتِه بالكتابِ ، و صِلةُ الكتابِ في كونه مُلازماً القارئَ في أحواله كلِّها فيكون قريباً منه قُرْبَ محبةٍ و أُلْفةٍ ، و في إبعادِ الكتابِ عن القارئِ إبعادٌ لرغبة القراءة ، و حينئذٍ يموتُ شَوقُ القراءةِ بانقطاعِ الصِلة بها ، و في تحقيقِ الأُلفةِ بين القارئِ و الكتابِ تحصيلٌ لتلك الصِلة .

عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق

سليمان العنزي 05-31-2008 05:08 AM

الاستاذ عبدالله

بلا مجامله لأول مره استرسل وانا اقرأ

ولكن الست معي ان الكتب بدات بالاندثار؟؟؟
او هو فهم خاطئ مني؟؟

عبد الله العُتَيِّق 05-31-2008 05:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان العنزي (المشاركة 286548)
الاستاذ عبدالله

بلا مجامله لأول مره استرسل وانا اقرأ

ولكن الست معي ان الكتب بدات بالاندثار؟؟؟
او هو فهم خاطئ مني؟؟

الراقي / سُليمان العَنَزي ..
سِلْمٌ من السوءِ بحضورك يُنالٌ ..
استرسالُكَ فخرٌ أخضع له ، فتحيةً بالشكرِ مُجلَّلَةً إليك ..
الكُتُبُ لم ، و لا ، تندثرُ ، فسُوقها قائمة على سَاقٍ و قدمٍ ..
و لكن المُنْدَثِر : جوهرُ الكتابِ ، و عقل القاريءِ ، و قبلُ : فِكرُ الكاتب ..
و ليس فهماً خاطئاً منك سيدي ..
تحية لك مجددةً ..
عبد الله

قايـد الحربي 05-31-2008 05:12 PM

عبدالله العتيق
ــــــــــــــ
* * *



يحقّ لنا شكرك حدّ الغمام
لما تتحفنا به من حروفٍ مُطرّزة بالفكر و السحر .

:


الحديث عن فوائد القراءة حديثُ يُعادُ و لا يتكرّر
لأنّ المتحدّث عن ذلك يبيّن الفائدة من جهةٍ تهمّه من جهاتٍ
كثيرة لتلك الفوائد .. وفي ذلك الحديث جمالٌ و روعة .

عنّي :

إنْ لم أستفد من الكتاب السابق في التعليق وانتقاد الكتاب
اللاحق فإنّني أجزمُ بخطأ في قراءتي السابقة و هذا الخطأ
سيُحلني لأخطاءٍ في القراءات اللاحقة .

:


عبدالله العتيق :
يُعتقنا حرفك من العتمة إلى النور ،
فشكراً تُشرق بك / لك .

أصيله المعمري 06-01-2008 01:41 AM

عند هذا الفكر المختلف

يجب علينا أن ننصت فقط

ونتعلم
:)

عبد الله العُتَيِّق 06-01-2008 06:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي (المشاركة 286774)
عبدالله العتيق
ــــــــــــــ
* * *



يحقّ لنا شكرك حدّ الغمام
لما تتحفنا به من حروفٍ مُطرّزة بالفكر و السحر .

:


الحديث عن فوائد القراءة حديثُ يُعادُ و لا يتكرّر
لأنّ المتحدّث عن ذلك يبيّن الفائدة من جهةٍ تهمّه من جهاتٍ
كثيرة لتلك الفوائد .. وفي ذلك الحديث جمالٌ و روعة .

عنّي :

إنْ لم أستفد من الكتاب السابق في التعليق وانتقاد الكتاب
اللاحق فإنّني أجزمُ بخطأ في قراءتي السابقة و هذا الخطأ
سيُحلني لأخطاءٍ في القراءات اللاحقة .

:


عبدالله العتيق :
يُعتقنا حرفك من العتمة إلى النور ،
فشكراً تُشرق بك / لك .

الراقي : قايد الحربي .
" صِلَةُ القراءة " غَدتْ صِلَةً بحضورك ..
إمعان النظرِ في الكتابِ مهمٌّ لسَبْرِهِ ، و كذا نقدُه _ إيجابياً أو سلبياً _ ..
لكن حينَ يكون ارتكازُ القراءةِ التاليةِ على القراءة السابقةِ يأتي تعطيلُ الطاقاتِ ، و اعتناءُ المعرفيِّيْن بذلك في القراءةِ المُؤَسِّسَةِ ، و التي رَسْمُ سَيرها : متنٌ ، فَشَرْحٌ ، ثُم حاشيةٌ ، ثم تقريرٌ ، و هي سلسلةٌ تفكيكيةٌ من التالي للسابقِ ، فلا يُدرَك فَهم المتنِ إلا بالشرحِ لها ، و كشفْ مُغْلَقُ الشرحِ يكون بالحاشية ، و تجليةُ الحاشية بالتقريرِ ..
و تُعجبني في إلماعتكَ عن قراءتك أنها قراءةٌ بنائية ، و هي نُدرَةٌ بين القُرَّاءِ ..
سيدي الراقي ...
أجمل تحية لك مني ..
لتكون وَصْلاً لروح قراءة الفكرِ ...

عبد الله

عبد الله العُتَيِّق 06-01-2008 06:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أصيله المعمري (المشاركة 287151)
عند هذا الفكر المختلف

يجب علينا أن ننصت فقط

ونتعلم
:)

الراقية : أصيلة المعمري ..
حيثُ أصالتك منحتي بمروركِ شرفاً أفتخرُ به ..
فحُقَّ لي أن ألقي تحيةَ التقديرِ مع الشكر ..

عبد الله

م.عبدالله الملحم 06-01-2008 09:34 AM




الكتاب
رغم أنه مر ب حالة من الجلوس على رفوف الأغنياء في الفترة السابقة
إلا أنني أجد عودة له في هذه الـــ أيام
بعد أن إكتشف الناس أن الكتاب الــ إلكتروني : ليس ممتعاً

طريقة القراءة
هي الوحيدة التي تجعلك تحلق في أرجاء فكر و فكرة الكاتب
و لكن قبل كل شيء
يجب أن تضع تصورك عن المؤلف و أحاديث البشر : جانِباً


مشكلة الكثير الآن : يبني فكرته و تصوره عن المتاب قبل قرأته
من أحاديث الناس و أقوالهم

القلم الرصاص و تلك الوريقات الصفراء الــ لاصقة : رفيقان
دائمين عندما أقرأ ... لأني مضطر لـــ أن أعود لها كثيراً


سؤال:
هل من يقرأ كثيراً : يستطيع الكتابة كثيراً .؟؟


كل التقدير لــ هكذا فكر نير ... تقديري


:
:


الساعة الآن 09:40 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.