
وكأن لشكل خريطتها علاقة بكرتها وأناقتها!

ايطاليا خالفت الجميع,في الوقت الذي كان فيه االانجليز يطلقون على احدى بارجاتهم باسم "نيلسون" الذي ملأ البحر بدماء أعدائه ويطلقون على الأخرى "رودني" مرعب السفن الاسبانيّة وناهب ذهبا وكذلك كانوا الفرنسين يسمّون بكلّ فخر بارجتهم "جان بار" القرصان الذي ملأ قلوب الانجليز رعبا عبر البحار ويطلقون على الأخرى "ريشيليو" باسم سياسيّها الفذّ مشعل الحروب الدامية نجد ايطاليا تطلق على احدى بارجاتها الفولاذيّة المرعبة والتي تزن أكثر من 3500طن في عهد موسوليني باسم "دانتي أليجاري"! - نعم ايطاليا فضّلت تكريم شعرائها قبل قادتها
الانجليز سنّوا قوانين الكرة وجنوا تدين لهم بالفضل لأنّهم من أدخلوا الكرة الحديثة إلى ايطاليا لكن الانجليز لم يكونوا يعاملوا الكرة كما كان الايطاليين _الرومانسيين_ يعاملونها!,بالبريميرليج لن تتفاجأ عندما تجد واين روني يركض ويغيض جمهور ايفرتون محتفلا بهدفه ضدّهم وهو ابن سابق لهم!,وكذلك قد تجد جو كول ينطلق فرحا بهدفٍ يحرزه في وستهام قد لانستطيع الحكم بالخطأ لمايفعلوه فهذه هي كرة القدم بظروفها لكنّني لن أنسى تلك المشاعر التي منعت فوجيا هذا الموسم من الاحتفال بهدفه ضد كالياري لأن الحبر لم يجفّ من العقد بعد العقد الذي أخرجه من كالياري إلى لاتسيو وبنفس الوقت لم يستغرب أحد هذا الموقف فهذا الأمر مألوف جدّا في جنّة الكرة ايطاليا وكذلك لم يفاجأ أحد عندما صفّق جمهور مدينة ليتشي لـ فوزينيتش في مباراة بين مونتنيغرو وايطاليا وأجزم بأن فوزينيتش لن يتجرأ ويحتفل بهدفٍ يحرزه أمام ليتشي وفعلا أحرز هدفا ولم يحتفل - انّها الاخلاق الطليانيّة والتي تخلّق بها لاعبوها الأجانب حتّى لذلك هنالك من استنكر احتفال كريسبو ضد الميلان واحتفال رونالدو _بالذات_ضدّ الإنتر حبيب الأمس .. آه من منكم يتذكّر ذلك الهدف الذي أحرزه بايتيستوتا على محبوبته فيورنتينا بقميص روما؟؟ هل تذكرون كيف بكى؟؟؟ كيف ولا وهو مع حبيبته الأخرى روما وفيورنتينا تنظر إليه!! وهي التي شيّدت تمثالا يزيّن مدينتها المزدانة بفنون عصر النهضة فلورنسا
الكرة في ايطاليا تمارس ولاتُلعب لأنّها داخلة بعمق في مجتمعهم وحياتهم الخاصة حتّى رئيس الوزراء مشجّع متعصّب للميلان وحتّى مجرموا المافيا متعصّبون لباليرمو وكذلك احدى أكبر عائلاتها آنيللي منتمية لليوفي واحدى العائلات العريقة من بولونيا لاتزال تمسك بناديها الحبيب والجمهور في الملاعب الايطاليّه رغم أنّه قد لايكون بكثافة جمهور البريميرليج ولايملك منشآت اجمل من هناك ولايلهب جوّ المباراة أكثر لكنّه جمهور كما قال رونالدو يبقى إلى آخر دقيقة بخلاف الجماهير الأخرى تستطيع أن تلمس حوارا بين الـ لاعبين والجمهور في الملاعب الايطاليّه لكنّك لن تستطيع سماع أيّ شيء في انجلترا عدى الصراخ وصيحات التشجيع والاستهجان كما قال روني"الصافرات أمرٌ اطبيعيّ فعندما يحبّك الجمهور يصفّر ضدّك!!" توتي وقبل أن يركل الركنيّة لم يحتج سوى رفعة بسيطة من يده ليحثّ جمهور الجالوروسو على اشعال ملعب الاوليمبكو ليعيش لاتسيو جحيما من هتاف
رأيتم كيف منع الحُبّ كاكا من الخروج وكيف منع الجمهور نفسه رئيس النادي من بيع كاكا وكيف محى تأثير الملايين الـ 130 وأنسى العالم المال في خطوة فاجأت العالم أجمع الكلّ قال"حتما كاكا سيخرج" وفي أذهانهم صفقات عديدة رمى اللاعبون بها حبّ جماهيرهم بعرض الحائط ووقّعوا بقلم لايساوي ولا ولا01,% من قيمة العقد!! ومضى بعيدا عن أحبابه لم يستطع أحدٌ ان يلومهم لكن لن يستطيع أحدٌ نسيان بعض المواقف كصمود توتي في وجه كلّ العروض وفاءً لمدينته روما فاستحقّ تجاهل روما لسقف الرواتب لأجل عينيه كيف لا وهو رفض الجميع لاجل عيني روما! - قصّة توتي تعتبر احدى أساطير الكالتشيو في الحبّ والوفاء بالأمس القريب سجّلت قصّة ربّما أكثر روعة قصّة من نوعٍ آخر ليست من ايطاليّ لكنّها من برازيلي بـ روحٍ ايطاليّه وهي قصّة كاكا الـ لانهائيّه من الحبّ والوفاء للقلوب
*
خرج كاكا للجمهور معبّرا عن امتنانه من النادر أن يخرج الجمهور مطالبا ببقاء لاعبٍ ما -ذُكر أنّ جمهور الجينرز خرج وأحاط بمنزل فابريغاس يطالبه بعدم الرحيل إلى الريال لكنّ الصحف هناك لم تجد صورة تستحقّ أن تحتلّ أحد صفحاتها بعكس الصحف الايطاليّة التي وجدت الكثيير من الصور والتي تستحقّ الاحتفاء بهذا الجمهور الذي قال بالصوت الواحد:
"آسفون ولكن .. عودوا بملايينكم فالعزيز كاكا قد وقّع عقدا مدى الحياة مع ملايين قلوبنا"
فعلا رفض كاكا للعقد خدم كرة القدم كثيرا أكثر من أيّ وقتٍ مضى فلا للرأس ماليّة في عالم المحبوبة كرة القدم ..
.. وأخيرا
ممتن لوجودي بينكم (":