" ليتَ أنّهمْ أقاموا عليّكَ الحدَ فإن للموتِ لـبهجة "
لمَ إذنْ ؟
ثمّةَ أشياءٌ أكثرُ إيلاماً من كلّ حديثكْ
والكلامُ الكثيرِ على درجةِ عاليةٍ من التطابقِ مع الصمتْ
وكلاهما - في وقتٍ ما - توأمانِ للألمْ
الوجعُ المعمّرُ ليسَ مشكلتيْ معكْ ، كأنْ ترفعَ رأسكَ منتظراً رؤيته يسقطْ . . !
كنتُ رغمَ الوجعِ أحاولْ ، كـ الطيرِ كلّما كثرت وقعاته ، زادت قدرته على الطيرانْ
والطير وقعَ بأيدٍعمياء قصَّت أجنحته خطئاً وعدوانا .
علّكَ تسألُ نفسكْ / لمَ - في الأصلِ - كلّ هذا التخبطْ
آلحبُ هوْ . ؟
أمْ سيرةً تريدها غنيّة الكلماتِ ، هشّة المعاني ؟
وهي - إن كان يهمها هذا الأمر - هل ما زالتْ تتذكرُ شكلكْ ؟
البكّاءُ المسوّدُ بفعلِ يديها ، المطرودُ كسربِ جرادٍ أحمرْ
الممدودُ الساكنِ كـ واوٍ تنتصف ميماً والتاءْ
وجهكَ - أنا - نابضٌ بالوجعْ ، الهلعْ
وقلبكَ مثلَ سنينِ المحلِ فقيرْ
لا شيءَ يا صديقُ سيبقى ، غيرَ وجهكَ والفؤادْ
كلّ حروفكَ عرجاءْ
ما دامتْ خاليةً من أحلى أوجاعكْ
أنا لا أصدّق أننا - بعد الموتِ مراتٍ - نُبعثُ مراتٍ - نعاودُ تجربة َ الموتِ
كأنّا ما جربناه قبيلَ دقائقْ
ويأتي - قائلٌ يخبرني وجعَــ ي ، كإلـهٍ أو مرسلٍ بألمْ
يفسّر الأمر لي قطعاً فأرفضه ، وأرفضهُ
يقلبُ ميزانَ التفكيرِ برأسي فأوازنه وأعدله
حتى تنقلب النفسُ ويرفضني الامرُ . . !
يا سخريةً باتت وجعاً
يا خسرانكِ يا روحي ، مني
بشراكَ يا منْ خسرتَ حبيباً ، لكنْ يا ويحك - أنا - تخسرُ نفسكْ
هنئياً لكَ الموتُ صديقْـ ،
الموتُ سعدَ بلقياكْ ، و
" ليتَ أنهم وضعوكَ سُمّاً في حلقكَ قبلاً "
أمّـا بعـدْ
" لملمْ شظاياكَ وقمْ "
\
أنا مقعدُ القلبِ ومكسورَ الشجنْ
واثقُ الخوفِ وموجوعَ الزمنْ
أنا بعضُ وردٍ مُفسَدٍ بالزهوِ
بلْ كأسٌ به سكرُ الفتنْ
/
ولا عزاءْ
إن كانَ كلُّ الكونِ ميتاً
كيفَ يسعدني البقاءْ ؟
فالأرض إن صارتْ تقوّضني
لا الشمسُ تعدلِني ولا تُنجي السماء
والحبَ يا - أنتِ - لئيمٌ غدرهُ
عامانِ توّهني ، لأصبحَ في شقاءْ