الـ ـروح الـقـ زحـيــة

[فيصل بن فهد]

(16)
مرت الايام
بل أسابيع
بل شهور
وأنا أكتم ذلك الاحساس
وأذبح ذلك الشعور
أصبحت رغبتي برؤيتها
في داخلي !!
رغبة محرمه
صراعها لا يرحم
أتصور كيف مرت بي السنوات
وأنا أعشق من لا صورة له في ذاكرتي
لكن رغبتها ولها أن تحقق !!
يا ويلها من الله
يا ويلها من الله
لقد عذبتني
أحرقتني
لماذا ?
لا أدري
لا أعتقد أن هناك أنثى تعشق بهذا الشكل
لكن !!
رغبتها ولها أن تتحقق
واستمرت المهاتفات
غذائي صوتها الشجي
صوتها الباسم
صوتها الحزين
صوتها الغاضب
لا أدري حينها ماذا كان ذلك الغذاء?
كنت أتوسل وكلي رجاء !!
ان يلطف الله بي
أن يقف معي في محنتي
أحيانا شعوري بذلك التفكير
كنت أعتبره ضرب من الجنون
سممت حالي !!
وما ذنبي الذي اقترفته !
أصبحت لا أصدقها كثيرا
عندما تقول يا عشقي !!
كيف لهذا العشق أن يعيش هكذا
أسئلة قتلت كل الامل
لحظة واحده كنت متعلقا بها
وهي حينما أدعو
ربي أجعل رغبتي التي فيني فيها !!
لا أدري
صدقا لا أدري !!
مرت الأيام
بل الأسابيع
بل الشهور
والحال هو الحال
ليس لي حق من جسدها
إلا صوتها

يتبع..

 

[فيصل بن فهد]

(17)

لاحظت حبيبتي
أنني لم أعد أطلب رؤيتها
حتى أنها في كل مكالمة
وعند نهايتها كانت تسألني
في صدرك كلام تتمنى قوله
تكلم إني أسمعك !!
وأجيبها كاذبا
لا يوجد شيء
قد يعيبني العشاق أن كذبت !!
لكن أأقول الحقيقة ثم تغضب
فيحل غضبها علي
بحرماني من صوتها !!
إنهم لا يعلمون !!
ولكن !!
أصدق القول
حين أقول :
كانت أنثى ولا كل الإناث
إن قلت جملة ردت عليك بعشر جمل أجمل منها
إن ذكرت قضية حاورتك
إن همست بحرف عشق واحد
قالت قصيده
ليست من الإناث اللواتي
لا تسمع منها إلا
(نعم ، سم ، أيوه)
ولوأنني قليل أن أشهد للآخرين
لكن تلك سأشهد لها
ولو أنني كنت أغرف من طوفان الكلمات
ولست مثل البعض من قعر فنجال
إلا أنها كانت التنور الذي فاض منه الطوفان
أنثى ليست ككل الإناث
لا زلت أتمتم في وحدتي مع مخلوقي الجميل
أسأل نفسي متى أراها
لكن من يجيب
تذهب الكلمات
تتبعها الكلمات
وأنا ومخلوقي ننظر إلى بعض
لقد تاهت أبجديات الحروف
ولا زلت أشتاق حتى لسماع صوت
من ثغرها
حتى أقبل عيد الدم الرابع
عيد القرابين
وقبله بأيام رأيت في منامي


يتبع ..

 

[فيصل بن فهد]

(18)

ذلك اليوم كان بالفعل
يوم غمرتني فيه السعادة
لا أدري من أين جاءت
حتى أنني نمت باكرا
فرأيت في منامي
أن روحي خرجت من جسدي !!
وتشكلت على هيئة طائر عظيم
لونه أسود
غرس مخالبه في جسدي
وطار بي عاليا
وكلما أحس أنني أفتح عيناي
زاد من غرس مخالبه
حتى يغفيني
وكنت إذا غفيت
رأيت دما في يدي
قمت فزعا
خائفا
لا أدري ماهذه الرؤيا
هاتفت حبيبتي
فردت علي بصوتها الدافئ
قلت لها أريد أن أخبرك شيئا
قالت أنا الآن مشغولة سأتصل بك لاحقا
جلست تلك الليلة وحيدا لا أدري ماهذا الذي رأيت
قلت إن الموت قد حل بعالمي
لا أدري
ماذا حدث
بحثت في كتب تفسير الأحلام ماذا يعني ذلك ؟
فلم أجد إجابة أو لنقل لم يقنعني الجواب
غشاني النوم بشده فنمت
وعاودتني تلك الرؤيا
بنفس الصورة
قمت فزعا من منامي
ووجدت اتصال لحبيبتي
اتصلت بها
ولكن لم تجاوبني لحظتها
فجلست تلك الليلة
على حافة السرير
أفكر كثيرا
ولا أدري ماذا أفعل

يتبع ..

 

[فيصل بن فهد]

(19)

أشرقت شمس صباح يوم آخر
يسجل مأسآة عاشق
للتاريخ فقط ليس الا
هاتفتها في ساعة
شعور الخوف
قد تلبس فؤادي من رؤياي
قالت عذرا سيد العشاق
كان وقتي بالامس ليس ملكا لي
لم تفارق روحي ابدا
فقد كنت بين الحضور
جسد لاحياة فيه
تسألني أين ذهبت ؟
قلت لها ما رأيت !!
قالت أضغاث أحلام
فلا تبتئس
قلت في نفسي لا ليست كما تدعين !!
عدنا لصراع الصوت
وعذابه!!
في نهاية المكالمة قالت
لا زال لدي إحساس أن هناك ما تضمره عني
قلت وما ذاك؟
لا يوجد شيء الا أنني سعيد بسماع صوتك !!
بعدها غفيت مرهقا لا مستمتعا بنوم
محتمل شعور الصراع
مر ذلك الاسبوع وشعور الخوف يلازمني
في يوم عيد القرابين
وبعد الانتهاء من الاستمتاع بالدم
يكون ذلك اليوم
هو عيدناالعربي الرابع
ذهبت الى غرفتي
فإذا بها متصله أربع مرات !!
هاتفتها
قالت أتسمح لي بالحديث
قلت وهل من مثلك يستأذن في حضرتي؟ !!
قالت أريدأن أقول لك شيئا
دب الخوف فيني
فقالت :


يتبع..

 

[فيصل بن فهد]

(20)

يا سيد العالمين !!
كنت أعيشك عشق
ملأ الكون بأكمله
ولا تظن انك فقط من عاش !!
بدأت شراييني تتدفق
وقلبي يتسارع النبضات
ثم أردفت قائلة
شربتك حتى أصبحت جزءا مني
كل شيء كل شيء
لم أكن أعلم
ان الحال سيصل بي الى هذا الحال
لم أكن أعلم أن هناك شلالا ينهمر هكذا !!
أتعرف كم ونحن على هذا الحال ؟
قلت وهل من مثلي يسأل هذا السؤال ؟
قالت أعلم !!
ولكن أردت أن أقول لك شيئا قد تصدم فيه !!
يالله لو يعلم العالم كيف كانت تلك اللحظات !!
شعور لا يمكن وصفه بكلمات !!
قالت أتعلم
أتخيلك في كل مكان
في الزوايا
في الأفق الذي لا حدود له
لقد سديت الأفق في وجهي
سكنت بصري
ملكتني من كل مكان
حتى أنني أخشى أن أنام
فيضيع من وقتي دون أن أفكرفيك
يا من أسعدت كل الثواني
هل لي بإسعادك ؟!!
قلت لها وكيف يكون ذلك؟
قالت أريد أن أراك ؟
ضربت وتر الموت فيني
فقلت في نفسي بصوت
لاتسمعه حتى نفسي
خانك التعبير !!
هل سعادتي فقط هي المنشودة !!
يا لقسوة النساء على الفيصل

يتبع..

 

[فيصل بن فهد]

(21)

صمت كثيرا
عندما قالت أريد رؤياك
وكأنني لم أمت كثيرا في انتظار ذلك الطلب !!
حست بصمتي
ثم قالت :
أعلم أنك تعيش في فضاء من التعجبات
نعم اشتقت لك يا سيد العالمين
ولكن لا تلم قلبي
فوالله كنت في كل لحظة لا أراك فيها
أموت واحيا مرتين
كنت أسمع تلك الكلمات
وكأنني أرى نفسي فيها
وأقول في نفسي
لم أكن أنا وحدي !!
ولكن هل ذاقت عذابا عشته في تلك السنوات؟
لا أظن عذابا يعيشه الآخرين يشبه عذابي !!
فعذابي لحظة صمت
تقتل همسه
ثم تنفخ فيها لتصبح صوت
فيصير الصوت طفلا
ثم شابا
ثم يرشد
حتى يصرخ في واسع الكون
فيملاء أجزاءه بآهاتي
فقالت :
لماذا الصمت
قلت لها بالفعل
ملأتي فضائي بالتعجبات
أعادت قولها
أريد رؤياك؟
قلت لها متى يا ملك
قالت الاسبوع القادم
يوم الخميس
الساعة العاشرة والنصف تماما
فقلت وشعور الفرح لايسعني


يتبع..

 

[فيصل بن فهد]

(22)

هل أنت متأكدة
إنني لا أصدق نفسي
قالت :
نعم وأنا من يطلب منك ذلك الآن
فهل ستردني خائبة ؟
مثل ما فعلت بك كل تلك السنوات
قلت لها ليس أنا من يفعل ذلك ؟
مرت بقية أيام الأسبوع
بشكل سريع
كنا أنا وهي لم نفارق بعض طوال هذه الأيام
كل دقيقة اتصال
كل دقيقة كلام
كل دقيقة حرف
أصبح صوتنا يعانق بعضا بشغف
كلانا الفرحة تملأ جوانبه
ماذا سنفعل حين نلتقي؟
ماذا سنقول ؟
أيعقل أن هذا الصراع والعذاب الذي عشته
سينتهي !!
جاءاليوم المنشود
صحوت باكرا
اتصلت على صديق لي
قلت له أريد اليوم ان تذهب معي
فأنا الليلة عريس
قال بالله
حتى أنا عندي مناسبة !!
قلت إذا
أريد أن أذهب أعمل حمام مغربي
ثم نذهب للحلاق معا
قال متى أكون بين يديك ؟
قلت له بعد صلاة الظهر !!
خرجنا أنا وإياه
وكانت هي معي بالهاتف في كل دقيقة
وبدأت أقص على صديقي أحداث قصتي تلك
من ذاك اليوم الذي كان رقمها على (البيجر)
إلى يومنا هذا
كل شيء بالتفصيل الممل
كل شيء دقه وجله
لم تكن الفرحة تسعني أبدا
رجعنا إلى البيت الساعة السابعة مساءا
قال أتريد مني شيئا
قلت نعم
أريدك أن تقوم بإيصالي لمنزلها
ثم اذهب لمناسبتك !!
قال اتفقنا !!
قلت لا تنسى الساعة العاشرة
قال لي
أتعلم !!
قلت ماذا ؟
قال سأذهب للمناسبة
سأسلم عليهم وسأعود لك
قلت اتفقنا
دخلت إلى المنزل
إذا بأمي تجلس مع أحد الإخوان
سلمت عليهم
وقلت أريدكم أن توقضوني الساعة التاسعة بالضبط
قالت الوالدة لماذا لا تكمل حتى تنام مرةً واحده ..
قلت أنا مرهق وعندي شيء ضروري لا بد أن أقضيه
وعندما دخلت إلى فراشي
وغالبني النعاس
عاد لي الحلم المشئوم
تلك الروح التي على هيئة طائر
وذلك الجسد المتعلق بمخالبه
فدب الخوف فيني
لكن !!
هذه المرة كان شديدا علي أن أتحمله
فتقلبت على فراشي
ونزلت دمعة من عيني
أحرقت كل الذكريات


يتبع..

 

[فيصل بن فهد]

(23)

الساعة التاسعة
دخلت الوالده وقالت بصوتها الحنون
( قمت الله يصلحك ياوليدي)
نهضت من فراشي
وانا لست بحالي التي كنت عليها
قبل ان ألج فراشي
استحميت
جهزت نفسي
واذا بصاحبي عند الباب
هاتفتني حبيبتي
قالت هل انت مستعد
قلت لها نعم
فوصفت لي المكان
ركبت مع صاحبي
واذا هو بحلته
وانا بحلتي
حتى وصلنا للمكان
فهاتفتها قالت :
اذا كان المصباح الذي فوق الباب مشتعل فلا تقف
قلت لها اتفقنا
عند باب سيدة نساء الكون وماحوى
كان المصباح غير مشتعل!!
هاتفتها قلت أين أنت ؟
قالت: انا خلف الباب
قلت: انا قادم اليك
قالت: أهلا بمن ملك فؤاد الحسناء
فتذكرت رؤياي
فقلت لصاحبي
اذهب بدلا عني
قد وهبك الفيصل جسده
فكن جسدا عظيما
وسأكون الروح لهذا الجسد
فقال ماذا ؟
قلت اذهب لها بدلا عني
فقدوهبتك جسدي
وانا سأكتفي بالروح
فاذهب لها بدلا عني !!