صحراء راودها الرذاذ . . . - الصفحة 3 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
(( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 40 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 75373 - )           »          ( رسائل خاصة لبعض الأعضاء.. بالاسم ) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 47 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 4485 - )           »          فواصل شعرية ( 3 ) العيد (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 24 - )           »          لماذا يمنحك الصمت هيبة و تأثيرا ؟! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 242 - )           »          لأنتم أشد رهبة (الكاتـب : عمرو مصطفى - مشاركات : 0 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 589 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 166 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-11-2009, 11:21 PM   #1
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي أخاااااااااااااااااااف



....
...
..
.


يا عالِـــــــــم..

كم أخافُ أن أفقِدَك.. أعلَمُ أنّ أيّامي أقْسى ممّا أتَخيّلَها، وأنّها تُقْصي من أحِبُّهم دائمًا عنّي.. أخافُ أنْ تُصبِحَ عليّ الشّمسُ يومًا دونَ أنْ أسمَعَك، أو أنْ ينطَفِئَ المَساءُ في عينيّ دونَ أنْ أراك، أخافُ أنْ ترتَعشَ السماءُ بين أصابعي وأنا أفتش عنك، أخافُ أن يلْمِسَني الحزن بعدَك، وأن أضيعَ إلى حيثُ لا أعرِفُ كيفَ أُديرُ نَفسي، أخافُ حينَ أُخطِئُ في حقّكَ أن تُباغِتَكَ لحظةَ الفِراقِ فيَركُلَني الوقتُ خارجَك، أو أنّني لا أُرضيكَ فيَهونُ عليكَ قلبي وأجِدَني وسْطَ دوّامَةِ الانْسلاخ.. أقسَمْتُ عليكَ أن تُحيطَني عِلمًا بما أنْتَ فاعِلُه، أقسمتُ على فُؤادِكَ الذائبِ في صدري أنْ يُقنِعَ خوفي بعدمِ وجودِ فكرةِ الرحيل.. ألا تعلَم يا قلبَ روحي.. أنّني توحّدتُ بك؟ فخُروجُك منّي يعني أنْ أقْضي .. أقسم بحبكَ أنني لا أثقُ في رحْلةِ الوقت.. عيناكَ تُخبراني دائِما أنّ الدّهْرَ عاهِر.. لذا فَهو يستطيعُ أنْ يفعلَ أيّ شيءٍ دونَ أنْ يستَحي.. دخيييييييييييييييييييييييييييييييلك.. طمني بس، ها هي أنامِلي ترتَعِدُ بحثًا عن وجهك.. ودمعةٌ احتُبِسَتْ في عينيكَ تقتُلني.. لمَ الدمووووووع؟ .. أخافُ أنْ يمُد الناسُ أيديَهم على حبِّنا وتَعبثُ في أيامِنا يدُ القدَرِ القذرة.. أخافُ حينَ أبتَعِدُ عنْكَ ألاّ أراك، فعِدني أنْ نكونَ معًا في الحياةِ والممات.. أعِدُكَ أنْ أقتُلَ نَفسي فيكَ إن اختارَ جسدُكَ النّومَ بينَ حبّاتِ التّراب، وعِدني ألاّ ترافِقَ الدّنيا الشمْطاءَ إنْ استَجابَ جَسَدي للعودَةِ إلى أصْلِهِ يومًا ما.. كم احتاااجُكَ هذه الأثناء، هدّئ من روْعي.. وشُدَّ من أزْري.. ها هي الرّوحُ تسيلُ خوفًا من الغَدِ المُبهَم.. أنتَ قُلتَ لي أنّ الخَوفَ علامةً على التّعقُّل.. ولكنَّ جُنوني فيكَ يبْعثُني على الخوفِ منْ كلِّ شيء.. ما عُدتُ أرى أمامي إلاكَ.. ولا أسمع سواكَ.. ولا أصلّي غيرَكَ.. ولا أحيا دونَك.. المِسْ يديّ كيْ تنْبُت فيها غُصونُ النّعناع .. أشعُرُ أنّ شبحَ الموتِ يقتَرِبُ .. يُحاوِلُ أنْ يسلِبَني حُرّيتي.. طلبتِكْ لا تروووووووووووووح.. فإن كَرِهتَني يومًا ما.. اخبِرْني ماذا كَرهْتَ فأقتَلعَهُ من جُذورِه، أنتَ تعلمُ أنّني أسعى لرِضاكَ في كلِّ تفاصيلِ الحياة.. فلا يَهُنْ عليكَ وجَعي... لأنني حينَ وجدتُكَ.. كنتَ رذاذي الهالِك.. وأنا رملُك الحالِك.. توحّدْنا.. ولا تَقلْ أنّك لم تَبحَثْ عنّي.. كما أنّي تشبّثْتُ بأدَقّ تفاصِيلِكَ... عِدْني... عِدْني.. عِدْني.. عِدْني.......

.
..
...
....

زينب......

.

 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com


التعديل الأخير تم بواسطة زينب عامر ; 04-11-2009 الساعة 11:43 PM.

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-12-2009, 08:27 PM   #2
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 5 ابريل 2009.



....
...
..
.

مضى الأول من ابريل دونَ أن يخطِفَ منّا حُبّنا كَـ كِذبةٍ من كذْباتِهِ، وخرَجْنا سويًّا في تلك السيّارةِ (المربعة) غريبةِ التّصميم، كانتْ الأجواءُ مثيرةً للبَطنْ ! شعرتُ أنّ (رجرجة الطريق) تُثيرُ مِعدتي، ولكنّي آثرتُ الصمتَ على أنْ أُفسِد ليلةَ (بحرِ البطين) الهادئةِ.. هذا الماء المستوحش المُتَمدّد على يمينِ طريقِ (الخليج العربي).. كانتْ النّخلاتُ تُمشّطُ مساءَنا بأهدابِ الرعاية والصون، وتلكَ الأضواءُ المُتعاليَةُ تحرسُ دفئَنا وتحفُّ أحضانَنا بالوفاءِ السرمدي، وفتَحنا في أجمَلِ اللّحظاتِ حقائِبَ السّفَرِ المَليئَةِ بالأحلام، وفكرةَ الهجرةِ إلى بلادٍ لا تعيبُ الحبَّ ولا تَطرُدُ الطيورَ من كتِفِ الطّريق، وقُرصُ الأغنياتِ يدورُ في مُسجّل السيارة.. آهِ كمْ تُذكّرني أغاني الرحيلِ بحقائِبِ أحلامِنا المُنتشَِيَةِ نحوَ السّفر.. هناكَ لقّمنا البحرَ أجملَ الأمْنيات، وقاسَمنا القمرَ الوحيدَ أحلى تباشيرِ الواقِعِ المُقبِلِ علينا بكلِّ عُنفوان، ونحنُ ما زلنا نَحلُم.. "أريد أتحرر من البلاد العربية، شو رايج نسافر برا بعيد.. ونشوف لنا طريق حياة جديد مختلف عن حياة العلب اللي نعيشها هني.." .. " آهْ دِست على العوق، نفسي أجرب حياة غير حياتنا" يقطعُ حديثَنا شعورٌ كريهٌ كـ فورةٍ البطن ، أشعر أنّها مازالتْ تعلبُ بكبدي.. ها هيَ أمعائي تنقلبُ رأسًا على عقب، وظهْرًا على قلب.. أشعرُ أنّ الأضواءَ تدورُ حولي.. وأنتَ تمُدّ يديكَ لي وتفتَحُ الأبوابَ راكضًا حولَ السيارة.. لتنهالَ مُحتوياتِ معدتي على رِمالِ ذلك الشاطئ، لستُ أدري ما الذي يثيرُ غثياني، ربما ذلك الشّاي الذي أكثرتُ من شُربهِ اليوم، ربّما كعكة الفواكه.. لستُ أدري.. ها هي مِعدتي عاوَدتْ الاعتِصارَ لأتلوّى على نفسي باحثةً لها عن مَخرَجٍ من هذا الألم، وأنتَ يا حبّة الفؤاد تتلوّى معي.. أعلم ذلك.. أعتذرُ أنني أفسدتُ ليلتَنا بعدم تماسكي.. آسفة يا قمَري.. لكنّ الكرَّة عاوَدتْ لُعبتها معي.. لم تَكُنْ الأجواءَ ساخِنةً أو رطبة، فقدْ كانتْ تحفُّنا بنَسائِمها الرّقراقَةِ ولكنْ ثمةَ ما يُفسِدُ روحي.. أشمُّ رائحَةَ عفَنٍ غريب.. ليسَ عفَن، رُبّما رائِحةُ المَطَرِ التي تخلخَلتْ إلى فَرْشِ السّيارة أحدَثَ لي هذا الانقلابَ الداخلي.. ها قَدْ عرفتُ السبب.. لذا أعِدُكَ أنّني سأتَخلّص من كل ما يمْنَعُني من أنْ أعيشَ أجملَ ساعاتِ عُمري مَعَك.. عُدْ إلى قلبي.. واتْرُكْ لي مسألةَ التّخلصِ منْ كلِّ شيءٍ يُنَغّصُ فرحَتنا...
.
..
...
....

زينب.....



 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-16-2009, 11:06 AM   #3
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 10ابريل 2009.




....
...
..
.


تعـــااااااااااااااااااال
وكل شيٍّ صار
في بعدك يذكرني
دروبك/ ضحكتك/ طاريك/ وريح العطر بثيابك..



في مفرق الطرقِ لم يكنْ للكلامِ مكان.. خمسةُ أيامٍ تكفّلتْ بابتلاعِ كلِّ أبجدياتِ الألسُنِ بينَنا، وتعاظَمَتْ لغَةُ الأحضانِ والعيون.. كأنّه انفجارٌ كونيّ أنْبَأ عنْ ولودِ مجرةٍ جديدةٍ في حُبّنا..

".....
ويلتَقي في ظِلّهِ الحَنونِ عاشِقانِ
تَلتَقي مَجَرتانِ...
يَعْصِفُ المَدى بِهدْبِ نَخْلَةٍ فَيهْطِلِ الثّمَرْ
ثَمَرْ
ثَمَرْ
ثَ مَ رْ
"



كانَ رحيلي فيك مليئاً بالفراشاتِ والأزهارِ المُتطايِرَةِ منْ روحي تبثُّ نفسَها إليكَ، وتنْغمِسُ في عشقِكَ إلى أقصى قُرى الرّوح.. انبجْلتُ آلافَ المرّاتِ بينَ يديكَ، وأنتَ تبعَثُ فيّ أعظمَ معاني الولاءِ والانْسجام، ارتجفتْ أرواحُنا، وانتفضَتْ أصابِعُنا في حالةِ الانْصِهار، خمسةُ أيّامٍ كفيلةٌ أنْ تُولَدَ فيها بِحارٌ وتطْفَحُ جُزُرٌ وتُدفَنُ مدنٌ وتغرقُ سفنٌ وتولَدُ أمَم، وأنا في خَمسَةِ أيامٍ مَنَحْتُ روحي للرّيح.. وظلْتُ أتيهُ في مربعاتِ أبوظبي أردّدُّ ما قالَه خميس قلم:

" يا نادلُ إنّي أحلِفُ بالحُبِّ العُذْري
بأنّي أكْفُرُ بالعُرْفِ القَبَلي
وأُسْلِم روحي للرّيح"


ها قدْ أسلمْتُ كلَّ (أناي) إلى تلكَ الرّيحِ المَبعوثَةِ إليك، ملييييييييييييييييييييـئَةٌ بكَ حدَّ التّحليقِ إلى أبعدِ فضاءاتِ الكون، تلك التي لا يزورُها اللهُ في صلواتٍ خمس، ولا ترتَهِنُ أنفاسي أمامَ عُرفٍ قبَلي، ولا تلمسني إشاراتُ المرورِ بحرقةِ الانْتظار، ولا تكتِمني نَظَراتُ الشَّوق شمسًا تفَتّحتْ تحتَ جَفنيّ.. ولا يُسَوّرني قصرُ ابنُ الفلاني، ولا تَتَلبّسني عباءَةُ السّواد المُزيّنة بـ (شوارفيسكي) التقاليدِ وعادات (الأولين) هناكَ حيثُ دغدَغتْـنا لحظاتُ الحُبّ، ضحِكْنا كثيرًا بصَخَبٍ طُفوليّ مرِح، وجرتْ بيننا أنهارُ الفكْرِ والعِلم كالأنبياء، هناكَ حيثُ أبحرتْ بِنا أمواجُ الذّكرياتِ واللّقاءاتِ الحميمة، وصلنا بأحاديثنا إلى عالمِ النّجوم تنْقُلُنا بينَ مجرّاتِها كوكبةً كوكبة.. وعُدْنا إلى حيثـنا.. عُدنا إلى كُرسِي الحب، ودخانُ السلام يَخيّطُ أحلامنا في هواءِ المكان.. تختلطُ خيوطُك بخيوطي حتى تَتلاشى ملامِحُ الدّخانِ المتبعثِرَِة منّا، نتَـقلّبُ بين المَحطّاتِ الفَضائية.. حيثُ رسَت بنا عوالِمُ الجنون مع بدر بن عبدالمحسن.. كلُّ الدقائقِ مرهونَةً بأنفاسِنا.. كلُّ تعابيرِ الله في الإنسانِ تعبّدت في محرابنا القدسي.. وابتهلتْ رمانَ التعاويذِ وتفاحةَ حواء وآدم وامتلأتْ أحواضها بكوثرِنا المُطهّر..


فقط نَمْ على ذراعي.. كي تُولدَ شجرةَ الجنة بين أعيننا...

..
...
....

زينب.....



 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-16-2009, 11:22 AM   #4
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 12 ابريل 2009.





تمنّـــى


تمنى .. والله واحلف لك لخلي الاماني ..
ياشوق تركض لك وخلك في مكانك لا تعاني
انا المسؤول عن كل الاماني

يا راااااحتي ارتااااااااااااح واكفيك التعب
لأجلك ترا بيهون كل شي صعب
وش عندي غير عيونك
وش دنيتي من دونك

تمنى .. والله واحلف لك لخلي الاماني ..
ياشوق تركض لك وخلك في مكانك لا تعاني
انا المسؤول عن كل الاماني

ابي تدري ولا تدري كثر اشواقي حياتك
اه اسخر عمري كل عمري عشان اقضيها حاجاتك

انا فرحتي لما اعطيك ما عندي
تشرق البسمه في ثغرك الوردي

تمنى .. والله واحلف لك لخلي الاماني ..
ياشوق تركض لك وخلك في مكانك لا تعاني
انا المسؤول عن كل الاماني

 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-16-2009, 12:27 PM   #5
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو
 
0 وجوه...
0 الأحقاف
0 طريق . . . . . .
0 لولا الضباب .....!

معدل تقييم المستوى: 17

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي الاثنين 13 ابريل 2009.




....
...
..
.


"
عيّشني الدنيا
غرقني حنية
خلاني أرمي الهم
ورا ظهري مولية
!
"




رذاذُ هذا المساء يملأُ الأنفاس.. الواجهةُ البحريةُ الخلفية لقصرِ الإمارات، تأسِرُ العيونَ بالنّظرِ إليها، الأمواجُ تُمَشّطُ السّاحلَ بدلالٍ مُفرَطْ، والدراجاتُ المائيةُ تقطعُ خلوةَ الأمواجِ بمَساراتٍ سُرعانَ ما تَتَقلّصُ إلى أعماقِ البحر.. والصّخورُ تَعالَتْ على رصيفِ هذه الجِهةِ واتّخذتْ منْ القُضبانِ الدّائريّةِ البَيضاء تاجًا على جَبينها، ونحنُ هناك وقفْنا على ضِفّةِ الغُروبِ المقابلة.. ووقَفَتْ بجانِبنا فَوانيسُ الحشيشِ تستضيء بكوكبنا ، ورشّاشاتُ المياه تآزِرُ رُطوبةَ الجوّ في إمعانِ الماءِ بالطقس.. وقفْنا نتَبادَلُ الأصابعَ والتّنَهّدات.. وسرنا نَتَلّمََسُ الوَفاءَ في صدورنا،
- تعالْ ننط تحت؟
- وين ننط الله يهداج.. الرصيف أطول مننا
- عادي.. بحملك وتحملني
- هاهاها.. لا حلوة انا بحملج بس انت شو بتسوين؟
- انا بسحبك..
- يلا حبي نمشي لما يقصر الشاطي بننزل.....
سرنا نبحثُ عن رصيفٍ غيرِ مُبلل يستقبلُ خطواتنا .. لنذهبَ إلى مساربِ السّياراتِ فنعودَ أدراجَنا إلى حيثُ أولِّ حبةِ رذاذٍ سقَطَتْ على وجوهِنا هذا المساء، افترشْنا بسِاطَ الحَشيش المُتمايِلِ مع النّسائم، وثمةَ آخرونَ يطوفونَ حولَ المكان، كلٌّ ملأتْهُ دنياه وتفاصيله، وأصواتُنا تَعلو بالضّحك على تِلكَ الفَتاةِ التي رأتْ القطة تستجديها العطفْ.. كانتْ القطّةُ مليئةٌ بالوحشةِ والحزن، تبحَثُ عن يدٍ تمْسحُ يُتْمها.. فكنّا نحن كذلك، (شكشكشكشكشك) ناديتَها، فجاءتْ كأن لم تلتقِ بحياتها من يناديها، وبصوتٍ ناعم مليء بالاغتراب ( مياو مياو مياو) كانتْ يدكَ قدْ سبَقتْني للتّحنانِ عليها، ثمَّ أخذتُها بين يديّ، في حينِ ذهبتَ أنتَ تبحثُ لها عن طعامٍ يسُدُّ جوَعها.. في هذهِ الأثْناءِ انْقضّتْ على يديّ بكلِّ وحشية وعضّتْها عضّةً مسعورَة، ارتعشتُ وارتختْ يدِي في تنْميلَةٍ غريبة، وحرارةٍ تسري إلى دمي.. أناديكَ بألَمٍ، لم يكنْ ألمَ الجُرح، بلْ ألمَ قلبي الذي مدَّ يديْهِ للتّحنان عليها، فجازتهما بعضّةٍ لعينة.. انحفرتْ بقلبي حزازةُ عتابٍ عليها.. أيُعقلُ أنْ يَعض الحيوان يدًا امتدْت له بالرّفق، تمامًا كالبَشَرِ الجاحدين؟ أخذتْني إلى أقْرَبِ عيادةٍ لنتمكّنَ من السّيطرةِ على ذلك الانْتفاخِ الظّاهِرِ حولَ حُمرةِ الجرح.. كانَتْ عيناكَ تمنَحُني الأمان، والحرص، والاهتمامَ البالغَ الحُبّ.. وقبضةُ يدِكَ تُزيحُ همّي..كنتُ سعيدةً لحظتها بألمي، لأنه أوصَلني إلى خوفك عليّ كأنْ لمْ أشقى بحياتي.. غمرتَني يا قلبَ الله في الأرضِ بحبّكَ الشّاسع، حتّى أنّ الممرضة غارَتْ من عطْفِك..
.. She is not baby.. why u afraid?!!!!.. she can come alone to the doctor…
وأنتَ تعبثُ بسَمّاعَةِ الطّبيبِ المُعلّقَةِ هُناك وتُحاوِلُ سَماعَ دَقّاتِ قلبِكَ من ( رزغك)....
- طلع ما عندي قلب ! ما اسمع شي..
وتقفُ على الميزانِ ومقياسِ الطّول، وأنا أضحَكُ بابتسامٍ على طُفولتِكَ الواضِحَةِ في تلك اللحظة.. كأنّكَ تَقْضي وقتَكَ ريْثَما تُنْهي الطّبيبةُ وصْفاتِها التّي (زادت عن حدها)..
خَرجْنا من هُناك ويداكَ تحتويني.. وصوتُكَ الرّخيم يزيدَني انْسجامًا بهذِهِ الحياة الكبيرة..
- ديري بالج.. ديري بالج عدل حياتي..
- حاضر يا عمري.. عشان قلبك بس.. بـدير بالي..



..
...
....

زينب.....




 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com


التعديل الأخير تم بواسطة زينب عامر ; 04-16-2009 الساعة 12:48 PM.

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-19-2009, 01:15 AM   #6
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 17 ابريل 2009.




....
...
..
.

لم تكنْ مواقفُ أبوظبي مول مليئةً كما ظنَنْتُها، أمامَ ذلك المِصعَدِ الفضّي وقفتُ انتظرُ قدومَه، مُلتصقٌ بمحل باريس غاليري وعطورِ ياس.. أتخيلُ لحظةَ لقائِكَ .. حملتْني ذراتُ العُطور المنتشرةِ في أجواءِ المركز.. شباكُ التّذاكرِ امتلأتْ مساراتُهُ في ذلكَ الوقت، بعدَ أنْ حصلتَ لنا على تذكرتين في الفيلم fast & furious ، لم نَحتَجْ إلى الكثيرِ للوصولِ إلى ( البار) المليءِ بالمأكولاتِ التي اشتُهرتْ بها جميعُ السينمات.. الحلويات والفشار والعصائر والبطاطس .....الخ
- شو تبين تاكلين حبي
- مممممم.. ناشوز ؟!
- شو هذا بعد.. انا باخذ فشار بالكاراميل
- ماحبه انا..
- بالعكس لذيذ.. يلا سينما رقم (2)
هناكَ على الطّرفِ الأيسرِ المتوسط.. اجتزنا ( الرُّكب) لنصل إلى أرقامنا المخصصة D17. D18
وهناكَ أخذَنا الحماسُ للفيلم بالتصفيقِ بعدَما برَدَ مِرارًا أثناءَ فترةِ الإعلانات
- شو هذا طوّلت اعلاناتهم
- لا حبيبي نحن اللي دخلنا بدري قبل وقت الفيلم
- بسألك حبيبي.. في وحدة سمرة تحاول تتقرب منك أو تحبك أو معجبة بك وانت ماتعرف؟
- سمرة؟ ما حيد .. بس ما أنفي ها الشي لكن الحين ما يحضرني أي اسم..
- ممممم تعرف ليش؟
- .....؟
- لأني حلمت البارحة بشخص نعرفه انا وانت أسمر هو، يلاحقني ويبا يتقرب بطريقة وايد مندفعة، فقلت يمكن انت وراك وحدة تلاحقك.. بس ابا اعرفها عشان اقضى عليها
- خخخخخ هذا عقلج الباطن يلاحق هذا الشخص ولا انا ما ظني عندي حد يباني..
- انا ما عندي عقل باطن.. كل عقلي صار حاضر معاك.. و...
بدأتْ مُطاردةُ السّياراتِ في مُحاولةٍ لسرَقةِ حمولَةٍ ضخمة من البترول.. لم يكن حضنُكَ مكانًا لإسنادِ رأسي فقط، إنّما هو ملاذٌ أنْغمسُ فيهِ ليهَدأَ العُمر، تجمدتْ أعيُننا على الشّاشةِ وتسمّرتْ يدي على وعاءِ (الناشوز) حتّى انتهتْ اللقطة الأولى المثيرة جدا.. صفّقنا منَ الفَرحَةِ وتعالتْ ضحِكاتُنا على مقاطعِ الفيلم، وانحدرتْ دُموعي كثيرًا في المواقِفِ العاطِفيّة، ويدُكَ تمسَحُ تأثّري بها، ورحمتُك الرّبانيَة تحتويني كعادتها.. وها هي يدُكَ تمدّ ( الفشار) إلى فمي..
- ذوقيه
- ممممم.. الله يمي يمي
- قلت لج لذيذ.. لأنج ما ذقتيه من قبل.. بس حكمت عليه
- عطني بيبسي معاك..
- على فكرة حبي الكراسي اللي نحن يالسين عليها رقمها D17.D18
- ليش؟
- عشان مذكراتج حياتي...
تُطوقني ذِراعُكَ أكثَر.. ولقَطاتُ الفيلم تزيدُنا انْدماجًا وفرحةً وضَحِكًا من كل شيء ربّما لا يُسمَعُ في السينما غير أصواتنا، أو أننا لا نشعر إلا بنا، رُعونَتُـنا تستفيضُ عندَما تتصاعدُ حركات الفيلم (الأكشن) وربّما كانَ خيالك يعانِقُ خيالي هناكَ حيثُ أحداثُ الفيلم.. لأتّخذَ لنَفسي دورَ الفتاةِ الحنون، وأنتَ ذلكَ البَطلْ الذي لا يَخشى الموتَ حين يُداهمهُ في كلِّ نَقْلاتِ حياته اليوميّة..
انقضى الفيلم ونحنُ نُصفّقُ كالأطفالِ بفَرحةِ الانْتصار.. وكفُّكَ تحمِلُني إلى خارجِ أفواجِ المُتوجّهينَ نحوَ المَخرج.. أمامَ ذلكَ الحاجِز الزّجاجيّ خارجَ نطاقِ السينما.. انطلقْنا إلى البعيد البعيد..
البعيدُ الذي دائِمًا نغورُ من خلالِهِ إلينا.. وقفتْ سيارتُنا أمامَ ذلكَ المبْنى الأبيض القديم، ونافورةُ الكورنيش التي تَرسِمُ بذراتِ مياهِها مبْنى (دار الأوبرا الاسترالية)، لم نُعرْ العالم أيَّ حضور، فقطْ كانَتْ حركةُ الهواء المتجددةُ هناك هي جوازَ سفرنا، كنتُ بحاجةٍ للبَوحِ العميق.. والبُكاءِ العميق، ولأنّك صاحِبُ الحُب العظيم، تركتَني أبكي في حُضنِكَ حتّى انْتهى وقتُ البُكاء، وتجلّتْ لحظةُ التّفهّم والنقاشِ حولَ كلّ ما دارَ بينَنا من حديثٍ واعترافات، لمْ أكنْ مُضطرّةٌ لذلكَ البوح لولا أنّ حُبّي كانَ يدُلّني على طريقِ البحثِ عنّي فيك.. حالةُ التّشبّثِ الزّلزاليةِ التي أنا عليها، ألهمَتْني بالتّحدثٍ إليكَ عبرَ منافِذِ الماضي الذي رحلَ ولنْ يعودَ إليّ، هي فقطْ مَمرّاتٌ حتْميّةٌ أوصلتْني إلى كونِكَ ، مساربُ انصرفتُ داخِلَها بحكمِ الأيّامِ لأصِلَ إليْكَ، تجاربُ صقلتْ (غبائي) وحمقَ تجاربي لأكونَكَ في كلِّ تجليّاتِ صدْقي وأمانَتي معَك.. أحُبّكَ وأؤمِنُ بكَ في كلِّ شيء، أؤمنُ بي مَعك، ولا شيءَ سوانا، لم أكنْ إلا طفْلةً مذْعورَةً توزّعُ إلْهامَها على منْ حولِها حتّى لم تَكدْ تعلمُ أهي.. هِي؟.. أم أنّها لم تكنْ بعْد، حتّى وجَدْتُ عينيكَ المُبحِرتينِ في برونْزيّتِها العظيمة، اكتشفتُـني من خِلاك، واكتشفتُ فيكَ نورسًا عظيمًا لا يبحثُ عنْ وطنٍ بقدَرِ ما يبْحثُ عن سَمكةٍ يعشقُها ويخلِصُ لها الإخلاصَ الأبدي، ولا يخذِلْهُ حِيالَها أي مُستحيل، حتّى وإنْ عاشَتْ تحتَ الماءِ وحلّقَ حولَها، المُهم أنّه الأزَلِيّ الأبديّ الذي حطّمَ قيودَ الماءِ والهواء، ووصلَ إلى فؤادِ هذه المُرتعِشَةِ تحتَ أعماقِ المياهِ الضّحلةِ..
هناكَ يا صديقي الأزليّ تقشّرتُ عن كل شيءٍ حتّى عن خوفي من الخوف، فقطْ كل ما فكَرتُ فيه هو التشبثُّ بكَ حتى آخر قطرةٍ في الروح، وكنتَ وأنتَ تمسِكُ بيدي وتحضُنُ بُؤسي.. تملأُني منْكَ حدّ الانبجاس..
أنتَ تعلمُ أنّ لحظةَ التَيْم بكَ هي من جعلتْني كذلكَ بين يديك.. لذا أنْتَ تُقسمُ دائِمًا أنّكَ لنْ تَخذِلني، وأنا أعلم أنّك لمْ تكنْ لتَخذُلَني يومًا.. لأنّكَ الرّجلَ المُجرّدَ الوحيدَ الذي تهجّيْتُ على أحضانِهِ معاني الرّجولةِ الحقيقية بعدما خِلتُها ضربًا من الخيال بينَ وجوهنا..
سأغْفو أحْضُنُ سعادتي بك.. وظَفَري بك.. وسأردّدُ دائِمًا كما هَمَستُ بها في أذُنِكَ
"

[POEM="font="Tahoma,4,deeppink,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]لي جناح ولك جناح = ولا نطير الا سوى

اسقني عذب القراح = لي زمان اشرب هوا[/POEM]


.
..
...
....


زينب......



"

 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-20-2009, 12:48 PM   #7
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 18 ابريل 2009.




....
...
..
.


فندق شنغريلا على ضفة بين الجسرين.. قراءةُ الكفّ ..التحليقُ في عالم الوئام.. شغبُ (الأولاد) الشرابُ وعصيرُ البرتقالِ ..التّركِشْ كوفي ..شيشةُ النّعناعِ ..مياهُ المسبَحِ النقية المنصتة إلينا، فوانيسُ الماء الغائرةُ تُضيءُ مساءَنا بأعذبِ نسائِمِ الهواءِ المُتزحلقَةِ بينَ خصلات شعورنا.. الله ما أجملَ هذا المكانَ الحالم.. شواطئُ أبوظبي دائمًا تثيرُ فيّ بحيْرَةَ الهدوءِ التي لا تَتَجرأُ حصاةٌ واحدةٌ لإفسادِ خُلوتِها.. كُنّا هناكَ أجملَ ثلاثةٍ التقينا.. بحثْنا في تفاصيلِ الطاّقةِ واستِقراءِ المُستقبلِ.. واستقراءِ الماضي المتَجدّد ، أو الباعِثِ إلى النّضوجِ الوقتي..
التقيْنا ثلاثةَ أحبّةِ.. عيونُنا مليئَةٌ بدخان السلام!، ودُخانُ السجائِرِ أثرى الحديثَ مع صوتِ نعناعٍ يُنكّهُ الجو الخيالي.. فِعلاً هذا المكان حالم، لا يحتاجُ لمسكرات أبدًا، فكلُّ ما فيهِ مُسكِر حدَّ النشوة.. نَشوةُ التجلّي التي نَصلُ فيها إلى أعماقِنا الغائرةِ وسطَ زحامِ الوقتِ والأهلِ والعاداتِ والأعرافِ والخُزعْبَلاتِ المُجتمعيّةِ الكثيرة.. مليئةٌ أفكارُنا بكلِّ شيءٍ حتىّ تكادُ لا تصلُ إلى أي شيء، طموحاتُنا عالية، محاولاتُنا في اجتِثاثِ أنفسِنا من أنفسِنا لغَرسِها في تربةٍ نظيفةٍ وبيئَةٍ نخْتارُها..
يجبُ أن نُخلِصَ لأمانينا كي نجدَها يا رِفاق.. لذا أنا أبْحثُ عنْ وطَنٍ لا أرضَ فيهِ ولا سماء، وطني شخصٌ أسكنُهُ ويسكنني، ولو تشرّدْنا في كل بقاعِ الكونِ نكونُ في وطنٍ لا يتغير، جميلونَ كُنا في كل شيء، حتى محاولاتِ الشّغَبِ المُدويّة، كانتْ تُخمَدُ برشَّةِ ماءٍ على الوجهِ وفَرقعَةِ ضحكٍ حميييييييييييييييم جدا، ما أدفأَ تلكَ السّاعات، التي كانتْ تقطَعُها مسجاتُ التلفونات ومكالماتُ المنزلِ.. وصوتُ النّادِل ..

- بدّلْ لي الفحم لو سمحت..
- تركش كوفي لو سمحت سكر خفيف..
- انا ابا أشرب ( رد واين) ..
- يلا خل عنك الحركات هذي......!
- أنا عندك وتقول رد واين؟ هذي اهانه ^_^
- يلا خلاص عصير برتقال.. انا عندي برتقالتين وأشرب برتقال؟ ما عندي سالفة
- هاااهاهاهاهاهاا.. خل عنك الخرابيط يلا عاد *_^


ومضَتْ تمرُّ الدّقائِقُ وصوتُ العرّافاتِ يمْلأُ الجَو، محاولةُ اقتباسِ الغيبِ وعدَمِ الإيمانِ به، وأرقامُ الحظِّ المُخفقةِ في كثيرٍ منَ الأحيان.. ومقولةُ ( كذب المنجمون ولو صدقوا) ! طيّب كيفْ كذَبوا وهم صدَقوا.. أنا أؤمن بما أقولُ فقط، وإن لم أكنْ مُنجَماً حقيقيًا، ولكنّي أستقْرِئُ الشخص أمامي.. قراءةُ فنجانِ التّركش كوفي الذي لا يَظهرُ فيه سِوى خُطوطِ بقايا السّكرِ والبُن، وخُرافاتٌ وترهات كثيرة.. عبثيّةُ المساءِ كانتْ رائعة، خرجْنا منها برضًى وفرحَةٍ عميقة، وإحساسٍ بتغييرِ الجو وتغييرِ النفسية و(رفرش) كانتْ أضواءُ مدينةُ أبوظبي في أقصى بُعدِها عنّا لولا تلكَ الهالاتِ الخافتةِ المطلةِ من خلفِ سرابِ البَحرِ تصلُنا عبرَ لمحَةٍ بعيدةٍ كأنّها نافذَةٌ من خارج الزمانِ على هذا العالم.. ومسجدُ الشيخ زايد رحمه الله، كأنّهُ ماردٌ عظيمٌ يحرِسُ البِحارَ ويَنْقُل إلينا حفْظَهُ وصونَهُ بمناراتِهِ العِملاقَةِ وقُبَبِهِ الضّخمَةِ المُتعالِيَةِ على سماءِ ذلك الماءِ الهادئ...

عند باب اللّوبي .. بطاقاتُ السّيارات في أيدينا.. من يسبق من؟،

- انتِ ما تعرفين أصلا من هذي من بالنسبة لي..!
- ..... ( نظرة فضول وبحث عن الكلمات)
- هذي إنسانة مقدسة بالنسبة لي حتى التراب اللي تمشى عليه تراب مقدس
- يااااااااااااااااااااااااااااي – استحيييييييييييت
- نشوفكم على خير.. شكرا شكرا على الوقت الحلو، استمتعنا وايد عسا ما نخلا بيوم يارب..


لوّحَتْ الأيادي.. تأصّلتْ الصّداقة.. تمدّدَتْ السماء في صُدورِنا.. نامَ المساءُ.. واستيْقَظ الحبُّ ليرعانا...

.
..
...
....


زينب......

 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-23-2009, 02:44 PM   #8
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 19 ابريل 2009




....
...
..
.

مذكرات يومية تُرسّخ ذاكرةَ الماءِ بينَ أرواحنا، لم أعتَدْ كتابَتي في كلِّ يوم، مَضتْ منّي عشراتُ الأعوامِ دونَ أنْ أشعُرَ بأهمّيتِها، أو حتّى أهمية أيَّ يومٍ مُميّز، وحينَ أشرقْتَ على حياتي، أصبحتْ كلَّ أيامي مميزة، ترْتَصُّ جميعها واحدةً تلوَ الأخرى بأحداثِها، وما يَزيدني احتفاءً بمذكراتي، عيناكَ اللّتانِ تبحثانِ عنْها في كلِّ مرّةٍ تزورُ خُلوتي.. أنت هنا دائِمًا.. أعلمُ ذلك، ويزيدني فرحًا أنّكَ هُنا.. في مُربّعاتيَ الخضراء.. خضراءُ بك، وبوجودِك، يا أرقَى صُدفَةً صَدَمَتْ حياتي بِنَفحاتِ الرّذاذ.. لم تكنْ صحرائِي مُجرّدَ رمالٍ ناشفة.. بل هي مهبطٌ شاسعٌ لكلِّ ألَمٍ ومحطةٌ لكلِّ حزنٍ مُغتَربٍ في أعصابِ الروح.. لم تكنْ فُجاءَتُك الأولى سوى دهشةٌ عظيمةٌ افتَقدتُها في مساراتِ حياتي كلّها، حتّى فقدتُ طعمَ الحياة، نحنُ دائِمًا نبحثُ عمّا يُدهِشُنا لنشعرَ بلذّةِ العيشِ، وقبلَكَ لم تكنْ لي دهشةٌ أحياها غيرَ ما يستَجِدُّ فيّ كلِ يومٍ من الألوانِ الباهِتَةِ والطّيورِ الجائِعَةِ والفئرانِ المُتطفّلةِ على شُقوقِ روحي.. أقسمُ أنّكَ الرّذاذُ الذي طالَما حلَقْتُ معَهُ في أحلامي.. حتّى غدوتَ سحابةً ملائِكيّة مَنحوتَةً بعنايةٍ ربّانية تمنَحُني العَطاءَ بكلّ أشكالِهِ.. حتّى هذا اليوم.. أشعرُ أنّني لمْ أمْنَحْكَ أيّ شيءٍ غيرَ روحي، أريدُ أنْ أصنَعَ من الهواءِ بحرًا تتقزم أمامه قفزاتنا وإرهاصاتنا، وأكونُ المرسى الحقيقيَ الذي تجدُ فيهِ دفئَكَ وراحتك.. أبحثُ عن أكبرِ معاني العطاءِ لأمنحَكَ إياها، هاتِ وجهَكَ.. هذا الصّدر له معبد، اترُكْ دموعَكَ تُصلّي فيه وتبتهل حتّى تُشجِرَ مَمراتُ الرّوح الموحشة.. صدّقني حتى هذا اليوم أشعرُ أنّني لم أعطكَ ذرّةً مِمّا أعطيْتَني.. يكفي احتِواؤُكَ لبُكائي في كل مَرّةٍ أنْهالُ عليكَ به، بعدَما افْتقدتُ خُصلَةَ البُكاءِ لسَنواتٍ طويلة، بَدى غزيرًا حينَ وجَدتُك.. حُلُمي العظيمُ بكَ تحقق، وصرتَ أنتَ الذي امْتَزَجَ بمساماتِ روحي حَدَّ الالْتِحام، التوحُّدُ الذي طالما افتقدتُه في حياتي، حتّى منْ أقربِ أقربائي، إخوَتي وعشيرتِي الغَبراء.. كلُّهم كانوا مَرصَدًا لهَفواتي وتَقهْقُراتي الكثيرة، إلا أنتَ حينَ انبعثتَ إليَّ بينَ أروقَةِ ذلِكَ المَعرض، ولازمْتَ شَغَبي و(دِفاشتي) في كلِّ تَصرُّفاتي، كنتَ تسْتَقرِئُ ما وَراءَ كلِّ ذلكَ ممّا يَخفَى على الجميع، أو بالأحْرى ممّا أُخفيهِ عنِ العالمين، أنا صاحِبةُ الشّعار المجيد.. ( لا أمنح حقيقتي إلا لرجل واحد) فكنتَ أنتَ هذا الرّجُلَ المجيد.. مارستُ حياتي مثلَ عابِرَ سبيلٍ لا يَهِمُّهُ رأي النّاسِ فيه، لأنّهُ يعبُرُ السّبُلََ ليَصِلَ إلى وَطَنٍ لا تُمثّلُهُ أرضٌ ولا سماءٌ ولا كوكبٌ ولا حدودٌ سياسيةٌ ولا امريكا ولا أفريقيا.. أنا فقطْ أبحثُ عنْ وطَنٍ بشَري يستوعبُ كلَّ عقَدي وتفاصيلي البسيطة حدَّ التعجيز، صدّقني أنّني أبسطُ من خيالِ السهولة نفسها، وأعقدُ من عقدِ النّفّاثاتِ في العقد.. أنا تلكَ العاشقةُ لكلِّ ألوانِ الحياة حتّى الرمادي، لأنهُ حين يتَنسّقُ مع الأحمرِ أو الزّهري أو الأصفرِ، يصبحُ رونقًا جديدًا تمامًا، كنتُ أنظُرُ للحياةِ ببُهْت.. بالرُّغم من ابتسامَتي التي لا تُفارِقُ عيني، ويدي اللتان تمتَدُّ لكلِّ من يحتاجُها، ولكِنّي أعيشُ في أدغالِ روحي وحيدةً أقطَعُ أشجارَها وأحْطُبُ وِحدَتي ولا أجِدُ ما أشْعلُ به الفرحَ..
"
تعال اجمع حطب حزني على ظهر الفرح
وصب القهوة في اضلوعي
ودوزن لحظة ارجوعي
ترى والله نسيت بغربتي صوت الفناجيل
ونسى وقتي يشب الضوْ.. فـ صْخورِ الوله
وإذا لاحت بشاير طلتي
صحّـِ القناديل
وابرق لي قدح..
**
تعال ودندن دموعي
أبتوضى خشوعي
وافتح المنفى.. وارد لغربتي
واحرق بسيجار الوجع نخوة دلال الهيل
واليامال..
ولا بقي غير السؤال
دهشة فناجيل ..
وقدح ..
يوم انحطب ظهري صبرْ
وما شب الفرح
بكيَت مناديل وعبر
وطار أبعد من جناحه
طار به :
نورس جمحْ........

أنت يا صديقي صاحبُ المليونِ معجزة، التزامُكَ في جناحي في ذلكَ المَعرِض أثارَ شوْقي إليكَ ولكنّي كنتُ أكبُتُه وأقابلُكَ (بدفاشتي) المعتادة، حتىّ التحَمَتْ أقدارُنا ، تلكَ الأقدار التي لم يبْعثْها الله ولا الشيطان، تلكَ الأقدارُ التّي اتَفقنا عليها سويا، حينَ لمسْتَ يديّ عندَ أولِ نافُورةِ لقاء، وأقسمُ أنني لمْ أكُنْ لحظتَها على سطْحِ الأرض، أنا تجَرّدْتُ تمامًا من عالَمِ المَخلوقاتِ المرئيّة، إلى تلكَ الجنّةِ التّي خصفْنا فيها جُروحَنا بوَرَقٍ من رَذاذ، كنتُ أداويكَ وتُداويني، أحتويكَ وتَحتويني، أثرْتَ فيّ رعْشَةَ الانْفِصام.. وانسخلتُ من نَفسي آلافَ المَراتِ وأنا أُحدّقُ فيكَ عبرَ إغْماضَةِ عيْني، أيُعقَلُ أن يُولدَ قلبي على يديْه؟، ها أنا أتمخّضُ مخاضًا عنيفًا، أبْتلِعُ الحُزْنَ وأتَجرّعُ نواقصَ الدُّنيا وأثيرُ حوليَ عاصفَةً من حضور.. كتِلكَ الجنيّةُ العذراءُ ذات الجبروتِ والسلطة، حينَ تلتَقي نديمِ قلبها.. تنسَلُّ من بينِ فستانِها أرقَّ مخلوقةٍ من بينِ العوالِمِ كلّها.. كنتُ أبحَثُ عنْكَ بحثًا مُضنِيًا.. حتّى تجليّتَ في صُدفَةٍ اخْتَلقْناها سويّا.. باندِفاعِكَ ورِضايْ.. أمسَكْنا الهواءِ وطرْنااااااا.. ولمْ نجدْ في السّماءِ سماءً تحدُّنا.. فانبعثنا كآخرِ سلالةٍ للأنبياء...


....
...
..
.



زينب........


 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:53 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.