صباحُ الخيرِ يا نفسي!
صباحٌ باردٌ باهت، أُحييكِ بلا شغفٍ تحيةَ عابرٍ يلقاكِ في الطُرقات!
يلقيها و لا ينظر، إليكِ، و يمضي شارداً صامتْ، فلا عيناك تتبعهُ و لا عيناه تكترثُ
صباحٌ النور يا نفسي
نورٌ يمحي الظلمات من أمسي، يُبدد وحشتي مِنهُ
يضيء التيهَ في دربي فاعثرُ في رُكام الذكرياتِ على أملٍ يطمئنني
على سبب يخولني
إلقاءَ تحيةٍ حرّى عليكِ أنتِ يا نفسي
تحيةَ حُبٍ و احترامٍ و إكتراث
تحية صاحبٍ مُشتاق لكِ يعرُفكِ و يذكرُكِ
صباح فيّـهِ بكِ أسعد
صباحٌ تسعدين بهِ بلا عزلة!. و لا غربة!.
و نمضي نقطعُ الطرقات
نبددُ ما علا الدربَ الجميلَ من ركام الهمِّ و الخيبات
نقول لبعضنا أنّا صدقنا خطوةً خطوة
و لم نسرق أماني الغير
و لم نسفك دم الأحلام
و لم نقسو
و لم نُرِهق
و لم نجني على الأيام
و نغفر ما جنت أيامنا منّا.
صباحُكِ ورد، يا نفسي
تعالي ندفن الماضي
نصلي الفجر في خشية
سأجعلكِ تأميني
و قولي بعد أن نفرغ :
ليغفر لي و يغفر لك، ربُنا الرحمن
و نجلسُ بعدها ندعو و نبتهلُ
و نذكرُ ما مضى منّا
فنسأل ربنا، أخرى
ليغفر لي، و يغفر لكِ ما بدا منّا
و نخبرُهُ بأنّا يا جزيل العفو قد تُبنا
صباحُكِ بنكهة القهوة
تعالي نأبِّنُ المغدور من أحلامنا
نهيل على شهيدِ أمانينا من ثرى النسيان
لم نخنقُ لنا حلماً، هي الأيام من فعلت.
صباح الخير يا نفسي