و بينما كنتُ واقفةً على شفةِ الهدوء , أقبَلَ ساعي المغيبِ القادرِ على اجتثاثِ الشّوكِ من صدورنا برسالةٍ من الشّمسِ مفادُها : أنَّ القلبَ لم يكُ أجوفاً , إذ أنَّ الحبَّ ينبضُ بهِ و لهُ .
و مُذ تلكَ الرّسالةِ و انا أراقبُ الأصيلَ بتوحّدِ العصافيرِ المنعزلةِ عن هجرةِ الشّتاء ,
و أنا أدركُ أنَّ الانتظارَ جاحدٌ بالأمل ,
فكلّما كبرَ تناقصَ شُعاعُ الأملِ و ازدادَ هو تجويفاً ,
حتّى إذا ما بلغَ مبلغَ الحممِ الملتهبةِ في جوفِ النّفس ,
اشتعلَ القلبُ ثورةً على الغياب و هرولَ نحوَ اللقاءِ لهفةً , غيرَ مُبالٍ حتّى لو كانَت سراباً أرسلتهُ الشّمسُ محبّةً و نورا ..
أستاذ عبد الله
الغارقِ في تفاصيلِ الطّبيعة , تصنعُ منها لوحاتٍ قادرةٍ على الكلام و استنظاقِ الرّوح ,
حرفكَ حقولٌ من القمحِ تنبتُ في الصّدورِ و تُعطي في كلِّ عامٍ ألفَ سنبلة .
دُمتَ بخير !