يفتحُ باب بيتهم , بعد عودته عشاءاً محمّلاً بالخيبةِ بعد يومٍ شاقٍ ؛ قضاه في البحثِ عن عملٍ يؤمن من خلالِهِ مالاً يكفي يومهم.
أخوهُ ذو العشرِ السنوات يطلُ برأسهِ ونصف صدرهِ من بابِ الغرفةِ القُصيا في المنزلِ , وعيناهُ تنظران ليديه وتطرحان العديد من الأسئلةِ حول ماوعده به !
أخته الصغرى أمامه , تحاولُ ( برْي ) ما تبقّى من اللونِ الأحمرِ لتكمل رسمتها.
يحاولُ الهروب بعينيهِ , يلتفت عن يمينِهِ
والدتهُ المريضة تحاولُ القيام لركعةِ الشفعِ الثانيةِ , وتكادُ تقع ..!
يُفتحُ البابُ من خلفِهِ, ويدخلُ أخوهُ المُراهقُ يُتفأجا بهِ , ويكملُ مسيرهُ إلى الداخلِ قائلاً :
لقد سأل عنك صاحب البيتِ , وقال: سأخرجكم من البيتِ , إذا لم تسددوا الإيجار المتأخر خلال يومين , وقال أيضاً : لقد صبرتُ عليكم كثيراً ...!
ويختفي صوتُ أخاه , يعاودُ النظر إلى أمِهِ , هاهي تجلسُ للتشهدِ .
يقفُ قليلاً!!!
ينظرُ للباب خلفه , ويقرر الخروج مرة أخرى!!!
أحمد الحربي
السبت 25/4/1428هـ