إليــــكَ : أبي !

[عبدالله بن عبود]

على يمين باب المنزل ً يفتقد الفاصل الحجري والدي
كان يجلس قبيل الغروب من كل يوم يرقب
الحياة من حوله في ارجاء الحارة
سباق الصغار في الساحة الترابية
ايذانا بإنتهاء حلقات تحفيظ القران
تعلو بعد ذلك اصواتهم معلنة بدء وقت
ممارسة كرة القدم
فيما تبقى من وقت قبل الأذان
يسنُد ظهره على جدار المنزل
مستقبلا اياي بابتسامة مريحة
وسؤال معتاد ، ماذا حفظت اليوم ؟!
حفظت بأن أمن العالم بأسره ابعد ما يكون عن الأمن
منذ أن غابت ابتسامتك ، حفظت أن الحياة بلا مرشد
ليست على ما يرام ،
عرفت أن الحزن لا يعدو كونه : فقدك
وأن التفاصيل السعيدة لم تعد كما كانت
العيد الأول في غيابك ، كان بطول المسافة ما بين صلاة العيد
وقبلة على جبين أمي ، ثم انتهى و انتحي ،
و كان طعم الرمضان الأول
يكمن في قهوة تذوقتها في
فنجانك المصنوع من الفخار
عرفت ان حقيقة الألم ، ان تهدر ذكراك العطرة ،
دموع غصت بها وجنة أمي ، سرقتني من لذة المنام ،
وصحوت على لحن شهيقها المر ،
بسبب مكالمة اتت على ذكرك فبعثرت أوراق الوجع
لا شيء يواسيني في هذة الحياة
اكثر من ذاك العطاء الذي تعلمته منك
ولا شيء يجعلني اتشبث به اكثر من أنني افعله لأجلك
كثيرة هي الاشياء التي جاءت من بعدك
اهمها احفادك الذين لم يعرفو عنك
سوا اسمك و ابتسامتك المبهجة
في صورتك الاخيرة
ألم أخبرك أني حفظت الكثير ؟
حفظت بأني أحبك اكثر ،وأني اجلك اكثر و اكثر
حفظت وإن جاء ذكرك افخر
وإن غص قلبي لذلك اصبر ، و ان السعادة دونك أقصر