سيمفونية الإنحدار .

[عبدالله مصالحة]

إلى الأعلى قليلا ً أيَّتها الرّوح المختبئة في الجوار , إلى الأسفل يقينا ً أيَّتها الأشياء .


اضرب على الوَتر الموجع تماما ً
على المساحة الكاملة في نوتة البكاء
على الصوت الآخر الذي لا تدركه أفواه الأرض
وقل وَجعي حنين وأمل
وحكاياي شِرعة خائبة !


ظلّنا يا صديقتي واحد ,
نبتعد فتكسره الشمس
نقترب فيثمل الحنين
وتثمل الذّاكرة
وينفعل الكون
ويكأن رأس الأرض يدور
يأخذ الحب إلى الفراغ
إلى السطوة المُثلى !




طيري بلا جناح إليّ
حلّقي في المغيب
ادخلي في عينيّ
واستقيلي من الابتعاد
فكذا يكتمل الصَّحو
يكتمل الغناء


إلى الأسفل قليلا ً أيّها اللَّيل
إلى الزّاوية الصعبة في عين الرّحيل
فمي ملتصق في الهواء
والأبجدية نوارس
ووحدها الكلمات تتقن الرقص الطّويل .



خِلدي ينزوي في جناح بعضكِ
يتثائب المساء صمتنا
يغرس النَّدى انفتاح ورودنا
فنعلن أنّ الوقت كسير
ووحدنا الوُجهة !



انشد يا بحر دم الكلام
قل للموج اسحب الدّمعات
اسحبني إلى داخل الجنون
علني أحترز النّوح العتيد
علّني اتنازل عن الأمنيات
وأعيد شكلي الأصيل ,


إلى الأسفل قليلا ً يا هذيان
هناك حبيبتي في أخاديد القمر
ترسم الحكاية فراشات
تقاتل الهواء رسائل
وأرضي واسعة للعودة والرّحيل .