خِلتُ الحياةَ كرمشِ عينكِ مترَفَةْ
وكرسمِ وجهكِ بالجمالِ مُزخرَفَةْ
برَّاقةً كالشعرِ فيكِ، بهيةً
كبها رضابُكِ حين ضاءَ على الشَّفَةْ
فأطعتُ حبكِ والحياةَ ومهجةً
ثملت بكأسٍ من هواكِ مؤلفةْ
ما كنتُ أعلمُ أنَّ في رَحِمِ الهَوَى
فقدٌ، وأنَّ جُروحَ فقدِكِ مُكلِفَةْ
كم لي كتابٌ بالدموعِ مُسطَّرٌ
لم تقرأي رغمَ انتحابِي أحرُفَهْ؟
ماذا اعتذاركِ أنَّكِ اخترتِ النَّوَى؟
أرأيتِ قتلي كي تكُونِي مُنصِفَةْ؟
لا تُسبلِي بعدَ استماتَةِ أدمُعِي
في حفظِ وُدِّكِ عبرَةً مُتكلَّفَةْ
وإذا رأيتِ مخاصماتِ ملامِحِي
لا تبسِمي بلباقةٍ مُتعجرفَةْ
جاوزتِ حدَّ الجهلِ في فهمي وفِي
حَبكِ الشكوكِ ملكتِ أعظَمَ فلسَفَةْ
هل كانَ ذا؟ أَوَكانَ ذا؟ أَهَوَيتِني؟!
أم قد هويتِ ظنونَكِ المتعسِّفَةْ؟!
أقصيتِ قلبي بعد أن علقتهِ
بكِ فامتلكتِ سُكونَهُ وتلهُّفَهْ
طيرُ المسرَّةِ مذ ولجتِ حدائِقِي
لا تستبينُ لهُ الأماني حفحفةْ
يرنو إلى زرعِ الوعودِ وينثني
حيرانَ يقتاتُ الظنونَ المتلِفَةْ
فهنا شروعٌ بالغيابِ جريمةٌ
رفضَ الحضورَ وليُّها ليعنِّفَهْ
وهناكَ دفنُ الأمنياتِ وموعدٌ
مع بترِ ساقيْ حلمهِ لن يخلَفَهْ
أوسَعتُ روحَكِ في دهَاليزِ الهَوَى
عِشقًا بأسواطِ الهوى المتلطِّفَةْ
وسبحتُ في فوضَى غرامكِ تائهًا
وأعرتُ صوتَكِ فيَّ أُذْنًا مُرهفَةْ
لا تُعلمينِي، عينُ وجداني رَأَت
ووعَى فُؤادِي ما نويتِ فَأوقَفَهْ
ما عادَ يعنينِي بلوغُكِ ساحلِي
فلتكمِلي نحو الغرورِ مجدِّفَةْ
فرَّ الهوى عبرَ الأزقَّةِ بعدما
أرخى سريعًا من برودِكِ معطَفَهْ
وبذورُ ذِكراكِ المريعِ نماؤها
ماتت كنبتٍ في شقوقِ الأرصِفَةْ
لا تأسَ يا قلبي ويا عيني ارعوي
عن سكبِ باقي أدمُعِي يا مسرِفَةْ
هي قصةٌ مثل الحياةِ: بُكاؤها
في عيشِها، ومن البدايَةِ مُؤسِفَةْ
لكم 