..
اليوم ضممتُ عيد مولدي الهجري أشتم رائـحة جذور الحب وأصنع منها مائدة شهية
جذر يحرق الذكرى .. وجذر أمزقه وجذر يتطاير أجزائه من شرفتي الشرقية إلى الداخل ،
وأغني وساقاي تدوي من رقصةٍ رمت بأصابع قدميَّ لبلاط الغرفة ويتسلل العيد بأطرافها
وتدافع عن نفسها ألا يدوسها العيد وهو غائب غائب ، وتصرخ ؛
هانذا ككل عام أهمس لسوط حضورك العملاق بِأعماقي مُتجاهلة أعوامي بك وأمضي كالشقية ، أغترب بك فيك
أجاري صهيل أوجاعي أتجاهل العمر المَاضي مُخالفة الميلاد بيوم حتى أكتبه ،
ألجأ لِلوحدة بشمعةٍ . وأقدم للشمعة كبريت إن أشعلتُ البياض سيحترق حتما ، وإن أبقيته هكذا
سَأكون أنا وهي بخير،
ككل عيد مرَّ بي أترك للحزن غمامة أمل وأمنية لعلها تهطل وتتمنى لي السعادة كما آنستُ الغمامة بنهر وفاء ،
ولكن أعتقد أن هذا العيد مختلف ومُغاير عن السنين الماضية ، ها قد حضر منابت ظلالك في جوانب غرفتي
يلعق من وجهي الحزن ويسند رأسي بالأذرع النورية ويمزق صرخات الغربة في أذني ويضرب بيني وبينها مسافة شارع ،
والجميل الذي يجمل عيدي..، موتي فِي حمم جسدك عشقي فِي سُبات أضلعك
ضياعي فِي سراديب لامُبالاتك .
أحلامي الرملية التي غشيت عينيّ و جعلتك واليا وجعلتني ملاكا ، جعلتك حقيقة ورسمتني ظلا
كفيفا تتبعه أضلعك .
هذا العيد مُختلف .. أكتب بالأحمر ويتناغى موسيقاك فِي ظلمة تأوهاتي التي تعول بريحٍ يمتطي معطفي ويهتف بإسمي
يمتطي هدبي ويهتف بإسمك .. يتدفق اسمك ويتركني ملهوفة ويُخيل لي أنها بعثتك من جديد أفتشك سريعا بين أشيائي
وأتحقق منها أعيد النظر إليها من جديد !
هذا الصباح مُختلف جعلني أتباهى بعيدي وأن أقيده حقلا وأجمع منه لوز وكرز وأضعه في كنفي
أسقط في كل يوم كرزه .. لوزه .. لوزه .. كرزه .. وأعد حضورك مَتى تأتي!
بحثتُ فِي تِلك السنابل التي أجترتك سنينا ضياعا
وتشبث بك الموج وأخذك إلى حيث تكون!
-أينك عن عيدي أيا اغترابي!