من يجلب لي الحمى ؟؟ - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
!!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 166 - )           »          خِبَاءُ اللَّحْظَةِ: سَرَدِيَّاتُ الْوُجُودِ الْخَفِيَّةِ! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          ادعوهم بأسمائهم (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 588 - )           »          ضَوْء فَنِّي .. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 11 - )           »          سطرٌ (تحتَ) المِجهر .. (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : عَلاَمَ - مشاركات : 244 - )           »          عِــنَـــاق ....! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 25 - )           »          فواصل شعرية ( 3 ) العيد (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : فهد ضيف الله البيضاني - مشاركات : 21 - )           »          الانجذاب الأخير "هجين من القصة والشعر والخاطرة" (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          الوقوف مبكراً على الناصية (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-27-2009, 03:09 AM   #1
أصيله المعمري

شاعرة و كاتبة

مؤسس

افتراضي من يجلب لي الحمى ؟؟


رجل يجلب لي الحمى
أصيلة المعمرية

ضغطت على ذلك الزر الأحمر في هاتفها بعد أن سمعته جيداً وهو يبحث فيها عن شعورٍ مفقود ، تنفست زفرة طويلة ثم ابتسمت كـفجر لم ينته في يوم خريفي ، مسحت وجهها المرهق، نظرت إلى نفسها في المرآة استحضرته بالقرب منها ، فتراكمت الأسئلة وماتت الإجابات المؤجلة فجأة ، ثم عادت لذلك الكائن ، تأملت رقم هاتفه المرتب واسمه في قائمتها ، بداية اسمه تجبره على أن يقع في منتصف القائمة ، إلا أنها تود لو كان متقدما ً أكثر، هي من برج الدلو ، وعادة لا تهتم اناث هذه البرج إلا بالأشياء المتقدمة .. لا يهم .. فـرغم أنهم قد تحدثوا عن موضوعات كثيرة تخصهم ولا تخصهم ، ما زال عقلها الباطن يعيد عليها كل الحكايات التي حفظها منه فـيسردها من جديد وعلى مهل .. حتى تتواطأ الأشياء من حولها ، ترك لها كومة من الأسئلة والفرص وحباً كبيراً لن تستحمله من جهة وتخشى أن يكبر من جهة أخرى، وحده هذا الرجل يجعلها تُصاب بالحمى بعد كل مكالمة هاتفية !!
تتقدم إليه ولكنها لا تجده ، تود أن تبوح له عن ذلك الشعور المفقود، يتقدم لها يريد أن يسألها ولكنها تتهرب منه ..
- هل بالفعل سـتحبه رغم أنه يعرف كل نساء هذا البلد،
- هو يستحقني، سـأتوه فيه أكثر من أعدادهن الخيالية ..

رأيتها بعيني تتألم في غيابه، تبحث عنه في كل الأماكن
رأيتها بعيني تضع صورته عندما كان خارج هذا الوطن في محفظتها الثمينة دون أن تهتم بمن سـيسألها عنه وعن الوطن والسر الذي تخفيه عنهم .. تلك المجنونة عندما تحب، لا تأبه لأحدٍ أبداًً وأخشى أن تتورط به ويتورط بها ..

تكتب مذكراتها يومياً، أو الأجدر أن أقول تكتب مذكراته بها ومذكراتها به كل مساء، تدون كل الجمل العابرة التي وقعت بينهم، رسائله، شعوره، حكمه المجنونة، غياهب ذكائه ..
الأنثى العظيمة عندما تحب، تنسى كل شيء كان يربطها بالماضي
والرجل العظيم عندما يحب يتذكر كل الماضي الذي كان يجمعه بها
هي قد أكملت سنة واحدة منذ أن عرفته صدفة، التقت به في وطنه، كان لها أبا ً وأخاً وصديقاً
لم يكن حبيباً في ذلك الوقت
لظروف كثيرة ما زالت تزعجها ..
لم يعد هناك شيء تهتم به
هي تريده كل شيء كل شيء كل شيء وفي كل الأحوال ..

الرجل الأربعيني، مشغول بـ (مسقط ) لأن مسقط في أمانته ..
يعشق السياسة والفلسفة والتاريخ والسينما، يحب وقت الأصيل، يضحك كثيراً رغم أنه يعتقد أن اللحظات السعيدة لم تعد كافية للضحك أو البكاء حتى
يبحث عن بزغة نور، عن خيط يفصل الجزء الأبيض من الجزء الأسود في حياته
لا يهتم بكل الرتابة من حوله، ولا ينوي أن يرتب الأسباب حتى يبلغها ..

التقيت بهما سوياً قبل أيام، وجدته يتحدث كالعادة، بل ويتحدث كثيراً، ووجدتها تنصت له وبكل شغف على غير العادة، اقتربت منهما، رأيته وهو يضع عينه في عينها ثم تهرب،
ذلك الرجل له ابتسامات كثيرة
أذكر منها :
واحدة عندما يرتدي أزهي ملابسه
-وأخرى عندما يرى مشهداً مضحكاً يؤديه الممثل المصري أحمد حلمي
-وواحدة عندما يغني لـ سالم علي سعيد ..
-وأخيرة عندما تقع عينه في عينها ثم يهرب ببصره قريباً

- أحياناً أشعر وكأن قلبه يتسع لكل تضحيات هذا الوطن، يتسع للغربة والسنين العجاف.
يتحمل اتجاه الجنوب القاسي
ونشوة الصباح ..
- في مقلته ستجد كل الأيام والظروف .. ستجد الرحيل المر .. والألوان الباهتة ..
ستتعلم منه أن الحياة كفاح
وأن الحب : لا يحتمل الزفير ..
ستموت الإجابات قبل أن تُطرح الأسئلة ..
لن تحبه كالذنب في سيرة هارون الرشيد
ولكنها ستتوه بـ رجل جنوبي ..
حتى يجمع القدر كتفه الأيمن مع كتفها الأيسر
كل ما أخشاه فعلا ً .. أن ينمو ذلك إلاحساس فيها كـ جنين لا تعرف من أين قد أتى ؟!.
أقسمت لي أنها تحبه، ولكنها لم تكن بوعيها في ذلك الوقت، أطفأت سيجارتها ثم عادت تكمل الدرس الذي ستؤدي اختباره غداً

 

التوقيع

لا يوجد شيء لـ عرضه

أصيله المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:23 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.