لَطالما تلبَّسني الخوفُ والفَزَعُ.. كلما هممتُ في التفكيرِ أني لَمْ أعُدْ طِفلةً لا زالتْ تنتَظِرُ كَفّاً تُمسِكـُ بـِ كَفِّها.. لـِ تسيرَ في السبيلِ القَويم.. ولَطالما أحسستُ بـ رعشةٍ ورَجفةٍ تبدأُ مِنْ رأسي.. لِـ تنتهي إلى أخمصِ قَدَميّ كُلَّما تبادرتْ إلى ذِهني حقيقةُ أني كَبُرت..!!
أتأمَّلُ نفسي في مِرآةِ الواقِعِ التي بَدتْ أعظمَ مما كانَ لِـ يَصِلَ إليهِ خيالي يوماً.. لـ أجدني لَمْ أعُدْ أحمِلُ قَلباً كـ الذي عَهدتُني أحْمِلُه.. ولا روحاً كـ التي حَويتُ مِنْ قَبل.. وإنْ كانت ملامحي بقيتْ تَحمِلُ شَيئاً مِنْ ملامِحي التي كانت.. وعلَّها الشيءُ الوحيدُ الذي بَقي..!
فـ القَلبُ أصبحَ عُرضةً لـ الإنغماسِ في مُستنقعاتٍ تُدَنِّسُ طُهرَهُ.. وتُلوِّثُ نَقاءه.. والروحُ غَدَتْ مُحاطةً بِما يُثقِلُها عن التحليقِ في سماواتِ الطُهرِ.. التي باتتْ ضيِّقَةً بعدَ أنْ ظنَّتها الروحُ واسِعَةً لا تَضيق..
أحاوِلُ التَجَرُّدَ منْ شُعورِ الخَوفِ من الغَرقِ في أوحالٍ تَجُرُّني إليها جَرّاً.. دونَ رَغبةٍ مِنِّي في الإنقياد.. لكن.. عَبَثاً ما أُحاوِل.. فَـ ليسَ التَجَرُّدُ يَسيراً كما كنتُ أحسَبُ مِنْ قَبل..!
أُلَملِمُ بَعضَ ما تبَقَّى فيَّ مِنْ براءةِ الطُفولة.. علَّني أستطيعُ الإحتفاظَ بِهِ.. وأحملُ حَقائِبي.. لِـ أعبُرَ مِرآةَ الواقِعِ التي تأملتُ فيها نَفسي.. فـ أسكنَ الواقِعَ الذي لا مَفرَّ لي مِنهُ ولا مَهرب.. وأُحاوِلُ جاهِدةً التَشبُّثَ بِما لَملَمتهُ في حَقائبي.. لَعلَّ يكونُ فيهِ رَمقاً لِـ بَقاءِ طُهرِ الروحِ ونَقاءِ القلبِ.. بَعدْ أن تَبينتُ حقيقةَ أني.. لَمْ أعُدْ طِفلة..!!
السبت
7/2/2009م
8:55 مساءً