قراءة نقدية لنص الشاعر الضرورة / سند هليّل ..!

[يوسف الحربي]

توطئة ..
يلجأ لي في كثير من الأحيان تلميذي النبيه سند هليل بمقالاته ونصوصه الشعرية لأُعمل فيها مِشرطي بالحلق والتقصير والفتق والترقيع إلى أن نهرته ذات مرّة وقلت له أنت موهوب فاعتمد على نفسك , غاب عني فترة ثم عاد وبين يديه تحفة أدبية لا تُقدّر بثمن وأنموذجاً لمدرسة شعرية وضع أُسسها لتقوم مقام سابقتيها ( الدلاخة ) و ( الحداثة ) .الدلاخة التي سادت حراج الشعر ردحاً من الزمن إلى أن أزاحتها الحداثة التي سرعان ما دب الوهن في أوصالها ولكن الله قيّض عباقرة / سند ليبعثوا الروح في جسد الشعر من جديد ....
هذه قراءة نقدية لنص شعري نزفه ذات جرح الشاعر الذي سأمنحه في هذه اللحظة التاريخية لقبي الذي أعتز به كثيرا وهو ( الشاعر الضرورة )..

النص


احس بحبك مهنية


مليانه شوق وحنية !

امانه معك ياحبيبي ..

تجيني في الصيفية !

*************
الانزواء .. لا!
الالتجاء ... لا !
ايه...
لا ...
yes

no !
..
القراءة
احس بحبك مهنية
بداية غير تقليدية فالشاعر يقفز لمساحات غير منظورة تتباين مع انطلاقات الدلالات غير مباشرة التي تنطلق من مفاهيم تعكس لا إرادية الحدث المبني على رؤية تنبعث من دواخل بُعد اللا انتهاء ..
مليانه شوق وحنية !
ميتافيزيقيا الحرف ترزح هنا تحت مفاهيم النظرة المسبقة لانعتاق البؤر المنزوية قرباً عن أبعاد مرحلة ما بعد تكوين الحرف ..
امانه معك ياحبيبي
هذه نتجاوزها نقدياً لأنها ذات نظرة مستقبلية خصّ بها الشاعر الجيل ما بعد القادم ..
تجيني في الصيفية !
هنا يبلغ الشعر ذروته حين يُفتت الشاعر بقايا الزمن ويلوك فراغ السنين ويملأ بالفراغ فجوات البعد الزمني لكلمات لم تولد بعد واسقاطات تتوزع بين شقوق تطفو على أوعية الأبعاد المسافية لالتواءات التقوقع وتعرجات الانزواء .
الانزواء .. لا!
الالتجاء ... لا !
وهذه هي العلامة الفارقة في وجه شِعر الخباثة , المتلقي يتأرجح بين التسليم بتأصل ارتواء يتبعثر في بوتقة بُعد زمني قادم ورفض لمساحات تشي باسقاطات النص في دوائر تؤصل البقايا الطافية لما وراء خوارزمية الانتماء ..
ايه...
لا ...اللا انتماء المبني على تكلّس الانشطار يشي بهلامية الرواسب المتربعة على محاور انطواء الذات المنشطرة بين تقوقع الشُعب وتشعبات الرؤى المتشكلة عند نقطة الذوبان ..
yes

no !
هنا يكمن الصراع بين التوتر المتحرك خارج إطار الزمن المترع باللا فراغ اللغوي ومفاصل النسيان في ظل زاوية اللا انتهاء الشعوري ..الصراع الذي لا ينتهي بتآكل أطراف التشكّل ولا بتراخي عضلات التخيّل ولكن ينتهي حين القبض على لحظة هروب الزمن من غرارة الذاكرة المتوسدة إنحدار الإرتقاء ...
أخيراً
تلميذي النبيه سند هليل ..أرى فيك شبابي ..
.
سند هليل / صديق صحفي رافقته في شظايا وجسد الثقافة ..خفة دم وروح مرحه .أسعده الله
حقوق الهذي محفوظة للناقد / ابن المدينة ..