قبر فرويد

[خالد العمري]

مدخل1 :

سَقَى العلمُ قَبرَ فرويد كُلَ خير ..
يُروى عن فراشاةٍ هَمَت بعقلَهُ لا قلبه ,,
أَبَى ألاَّ واحدة !
من جيزيلا فلوس ورسائلُهُ الغراميَّة لها مُرُوراً بمارتا زوجتة , أتَعلَم ياصديقي ؟!
كَتَبَ لَها يومَاً يقول :
" سأدَعُكِ تُديرينَ البَيتَ كما يحلو لك وستجازيني على ذلك بعطفِكِ وحُبك وتَعَاليكِ عن السَفَاسِف وزَلاّت
السُلوك التي كَثيراً ماتجعلُ النِساء موضع احتقار "
الى مينا اُخت زوجتة , وسكوليتا ..
واخيراً " اندرياس سالومي " وعشيقها "فيكتور توسك" .
وهذة من اخافُ عَليكَ منها ..
وماسَبقَ مِنهُنّ ومابعدُ ..
اراكَ كحالِه الآن , ألا ترى حالَهُنَّ حين تَعتَلي دمائَك الحمراء اجسادَنا يَنسُجن بُيُوتَهُنَّ على انقاضِ ..
حِبرك .. وأموت ؟!

بأَبي انتَ وأمي ..
ياأخي .. فَلتَسلُك أَجَلَهُنَّ عِلماً اذاً لأوراقِك , حينها سأَمتَهِنَ الصَمتَ عُمُرَاً
وَلَن اموت .
طُوبَى لِكُلِ اُنثَى سِواها
فلَقَد اضمَرتَ لها وِدَّاً هِىَ اهلاً لَهُ فَلا تَدَعها تَحِيكُ شّالَها وحدَها ... وَهُنَّ :
يَسرَحن .. !!




مدخل2 :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود فقالوا : السامُ عليكَ ياأبا القاسم
فقالت عائشة : عليكم السام واللعنه , فقال : ياعائشة ان الله لا يحب الفحش ولا المتفحش , قالت : ألا تسمعهم
يقولون السام ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو ماسمعتني أقول : وعليكم .
ولكُ في ابن مردويه وحال منافقيه العزاء الكثير ..

هوَ حالك مع تلك الشذرات ولكن :
من بيوت العنكبوت مالهُ فضل كبير ان سلكتَ طريق الهجرة من بلاد النور الى اطلال الظلام , اما ان تَوَليتَ قوماً غضبت منهم فلكَ في سورة النساء { مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء }
فقد غلَبَ عليهم واستعلى الشيطان .فلستُ من يحدِّثك عن تقارب معانيهم شيئاً , ونسوا ذكرك
فلا تلتفت الى رهطهم فهم خاسرون
وما مدادُ قلمي هنا سوى هِدنه ليعلموا ان بالديارِ مُتسعٌ لفعل الخير , وانتَ خَيرٌ لبعضِهِم ومهما سقطوا سيعتلون ,
وان سَمَوتَ عنهم فسيدفَنُون ..
وحينها سأحفِرُ القبور مَعَكَ عُنوَةً , وكم اكرهُ حَفرَ القبور !
ومامدادُ قلمي هذا ألاَّ بعدما شعرتُ بقبح الغث حين اختلطَ بالسمين
وماهوَ الاَّ خوف ايضاً , مِن حابلٍ ونابل كَي لا يختَلِطون , فمنَ الرَملِ والحصى تكون ُ الجبال , والجبالُ اوتاد ..
والأرضُ لسيِّدٍ اجزمُ بعدله مثلَ حُبي لكلِ خير . فسفينتُنا واحده لن نأبهَ لِثُقبِ احدهم .. فالبحرُ اولى به ..
والقَشُ كثير !!

بأبي انتَ وأمي يااخي ..
أوَلَستَ تزعمُ انتَ الصلاح ! فلا تلمني , فحرصي على فسائلِهِم لا يفوقهُ سوى حبي لنخيلٍ أراهُ فيك , قطعُوهُ يوماُ
فأمست ايامي عجاف , واشتدَّ بي الحزن , والأجرُ لعدل ربُّ الدار حفظهُ الله ورعاه .


بأبي انتَ وامي ياأخي :
ان رأيتَ سراياهم مجتمِعه فلا تحسب انَّ قلوبهم شتى وان اختلفوا ! , فلِي في الأرضِ ألفُ سنةٍ مما يعدّون ..
وكتَبتُ عن كلِ خيرٍ وشر , ولم يزدهُم ذلكِ ألاَّ طُغياناً فهذه الأرضُ لا يسكُنها سوى المتجبرون في كلِ فكرٍ عظيم
فااحذر ..! ولا تستبعد حتى .. أننا واهمون ! فمن يكتب بجيوش الصدق كحالي , تهزِمُهُ سرية !؟
لأنها سَمِعت انَّ طبول الحرب قد دُقّت عليها ...
والسرايا كثير ..
ألم اُحدِثكَ عن مدادِ قلمي واختلاط الحابل بالنابل والغث والسمين ؟!
أحبكَ اللهُ بما احببتني به .. لذا
سأحدِثكَ عن امرِيَ شيئاً :
" فكم من مهاجراةٍ خَطَبنَ وِدَّ قلبي وأبيت الا ان امتحنَهُنَّ فَسَقَطنَ جميعاً .. فلم يخطُبنَ سوى وِد فِكرِيَ ..
وانتَ اعلمُ بجموع المتسلقين "
وسأخبِرُكَ بنبأ ارى وجوده في ارضنا امرٌ عظيم , وشرُّهُ مستطير :
" مُهاجراً سَقَطَ من عقلِيَ مرّتين !!؟
وانتَ تعلم ان امتحاني عسير ومن يُرمَى من اوراقيَ مرةً لايعود مرتين ! "
انتهى .. أما بعد :

بأبي انتم وامي جَمِيعاً ..
فلستُ اعني احداً بعينه , فقد هَلَكَ المُتَنَطِعُون ..
فلا بُدَّ من وقفةٍ في هذة الحياة كما يقفُ المسافر من بلدٍ لبلد في محطات الطريق ليتزّود بالراحه ..
فمهما اوتيَ الأنسان من قَلمٍ سَّيال وذِهن ٍ وقّاد فلن يفيَ الموضوع حقَّه ..
وهذا ليس من باب التقصير بل هوَ جُهدُ المُقِل !
ومهما طاب طَعمُ غيريَ في افواهِكم ..
فطعمِيَ ألذُّ وأشهى ..
في عقُولِكم





مخرج2 :

ويُهاجِرون ليفتَرِشُوا اروِِقةَ الزمَان , بلا عِنان !
ويُنكِرُون فَضل السماء ..
ويكفُرُونَ بِبَعضِهِم ان دَنَو , وان اقصَوا مَنَازِِلَهُم آمَنُوا بِغيرِ الجَفاء ..
ولا وِدَّ يَينَهُم لكِنَّهُ الرجَاء !
لِمآرِبِهِم ,, وعاجِلاً أم آجِلاً :
سَتُلقَى اقنِعَتَهُم عَلى اعتَابِ بُعدِهُم حِينَهَا , قَد فاتَهُمُ الرَكبُ , لا اظُنُّهَا غَير رِحلَةَ الغِناءِ والكَيف !!
ويُهاجِروا لِنفتَرِش بَعدَهُمُ الأطلالَ , وارضَنَا هِيَ السَماء !!
وسَمائُهمُ قَبرٌ يَبعَثَهُم لِ قَبر ..
وَقُبُورِهُم
لَيسَت لَنا سوى ارَم وَقد نَبَتَ على نُصُبها العِمَاد حِينَها سَيَعلَمُون أنَّ البِلادَ لَيسَت بلاد .






.