يـــا أول حب ساقط من هام سحابة دمي
لذاتك اقتفاء الطهر في وريد قلبي المدثر بضلع ناطق بـــ اسمكِ
كلما ارتفع صخب البرد في صدري
تتسارع نبضات دمي للإلتفاف حول عنق عطفكِ
أطوقكِ كقلادة ممتلئة برائحة الطفولة
أنتشي مرام العز
و أشاكسكِ بأصابع النسيم و رقة الورد الممتدة في وريدي
أتأملكِ حين اقتسامي لشغب طفولة منعقدة بــ بريق عيناي
أتكوم في صدركِ وكأني أعتكف الدفء لأسدّ ثقب البرد المحتضر على فراش الحنان !
ألا تعلمين يا دمي بأن الشوق إلى أحضانكِ عقيدة تبطل إثم الفقد المنتصب على سجادة الحرمان ؟!
_ البعد عنكِ _
أشبه بــ أن يلتهمني العطش .. و أتوه في صحراء التيه
أستسقي النجاة المعفرة بنتانة الحظ !
أتهاوى على صراط اليأس أخشى السقوط في وادي من هلاك
حتى يغتالني اليأس في الوصول إلى قطرة ماء !
فـ يجتبيني الإله ويأمر سحابه أن تبلل شفاه العطش في قدري
وترطبها بقطرات تعيد إليّ ما أستأصله الحظ ذات فقد!
أنتِ يا أماه
ماء يحميني من الغرق فيّا ..
أطفو فيكِ كلما اقتربتْ مني لواعج تسحبني في قيعانها
تمديني بتعاويذ النجاة
تهتز الأرض تحتي وأستقر بالثبات وحدي !
يــا أماه
ربي أنصفني بكِ
ألفُّ جسدي بثياب بيضاء يملؤها عبق مسك أنفاسك ..
قد أهديتني إياها ذات يوم
طفلتكِ لا تخلو من خلود شكرها لربكِ و ربها و اعتكافها في محراب السجود
أعفرّ جبين جسدي في زحام دموع وخضوع والأرض تغرق شاخصة أبصارها حيث السماء
كوني بقربي لأعشوشب في مروجكِ الخضراء
ألتصق بجدار قلبك
لا يفصلني عنكِ إلا نبضة واحدة أعاود بعدها الإتصال
دعيني يا فؤادي أتنفسكِ وحدي حد الإمتلاء بكل شيء ومن كل شيء
لن أدّعيكِ وأنتِ ترفلين عمراً يحويني
كصدق نبوءة محمد أكتبكِ ها هنا
و سحقاً لإرهاصات المحابر حين يكذب عرافها ومن كهن بها!
يا أماه
هذه المرة أخشى أن أتعلق على جذع ألمي
يموت ربيعي فـ يستبيحني الخريف حد انتفاضة عصافير لواعجي فوق رأسي !
حينها سأسقط وستغرس ريح العمر أنيابها في صدري حين غياب منكِ ويضنيني الألم
ولا عجب إن مشطت جلدي أسلاك البكاء الشائكة
وقد يبتلعني الفقد بحنجرته الهشة حينها ولا يدركني إلا الموت بعدكِ !
لم يبقى لي سواكِ ..
أخاف من قدري حين يخون العهد بيني و بينكِ ,
و ما أظلم الفقد حين يتلبّس جسدي يا حبيبتي
يا أماه
اجعلي لي في دمكِ مستقر يحميني من رعود المضي وحدي بعد الله
أعيديني حيث كنت أول مره وأعاهدكِ أن أقبّل قدميكِ الطهر ليل نهار
أعتنق دستور رضاكِ يا عفيفة
أصنع لكِ من تمائم السكينة آيات بروز لفضيلة الإحتواء
أترك أطفال حبي يركضون في دمك بإقتدار عظيم
أتطوّع كـ بساط من ورد تدوسه أقدامك الطهر حافية وكلي فرح أني حميتك من قسوة الأرض !
ســ أكون لكِ وحدكِ وحدكِ وحدكِ حد الإرتقاء في علياءكِ
و إياكِ أن تدفنيني في مقبرة الرحيل !
إيــاكِ
إيــاكِ
وإن فعلتِ سأتوارى خلف جسدك ولا فكاك ..
يا أماه
أحتاج لأن أدس كلي بكِ
وأخبئكِ في جيب دمي
نـتبادل الإحتواء
نمضي الطريق سواء
أكدس ما تبقى من أيامي لأجلك
أجمعها في كف روحي
أقلبها ذات العطف مره
وذات البِر مرة أخرى
أستدير في جوف ذاكرة
تـتكاثري في صدري
أنسى جميعهم وأتذكر
في جيب دمي أمي !
سأتبعها حباً
بقلم / زهرة زهير
كاتبة تحبو على أحرف عقيمة
3/4/2008