..
كَانَ يُحَدِّثُنِي بِمِلْءِ نُورِهِ
وَكُنْتُ أُصْغِي لَهُ
لَمْ تَكُنِ المَرَّةَ الأولَى التِي يُسَامِرُنِي فِيهَا
وَلَنْ تَكُونَ الأَخِيرَةَ
..
حَزِينٌ لِأَجْلِكَ أَنْتَ ..
وَأَنْتَ كَمَا قَدْ عَهِدْتُكَ ..
دَوْماً حَزِينْ
وَحِيدٌ ..
أَطُوفُ اللَّيَالِي وَحِيداً ..
وَأُشْعِلُ بِالبُعْدِ مَهْمَا الْتَقَيْنَا ..
صِرَاعَ الحَنِينْ
لَكَ اللهُ ..
كَمْ ذَا انْتَظَرْتَ لِقَائِي ..
وَحُلْكَةُ سِتْرِ المَآسِي ..
تُصِرُّ عَلَى ..
أَنْ تَبُثَّ انْطِفَائِي ..
بِتِلْكَ العُيُونْ
فَمَاذَا أَكُونُ ..
وَمَاذَا تَكُونْ ؟
وَأَعْلَمَ أَنَّكَ ..
شَيْءٌ ثَمِينْ
وَأَنَكَ مَهْمَا تَقَادَمْتَ ..
طِفْلٌ ..
تُبَلْسِمُ جُرْحَ اغْتِرَابِ السِّنِينْ !
وَأَنَّكَ أَنْقَى ..
وَأَصْفَى ..
وَأَزْكَى ..
مِنَ المَاءِ ..
وَالشَّهْدِ ..
وَاليَاسَمِينْ !
أَيَا وَطَناً ..
ضَاقَ عَنْكَ أَجِبْنِي ..
إِلَى أَيْنَ يَأْوِي ..
فُؤَادٌ سَجِينْ ؟
وَلَمْ يَتَغَيَّرْ ..
صَدَى المُتْعَبِينْ
فَنَبْضٌ بِنَبْضٍ ..
وَلَيْلٌ بِدَمْعٍ ..
وَقَلْبٌ بِشَكْوَاهُ ..
أَضْحَى ضَنِينْ
وَآهٌ تُزَلْزِلُ ذَاكَ الزّقَاقَ ..
وَتَعْصِرُ فِيَّ انْتِفَاضَ الوَتِينْ
أَيَا بَدْرُ ..
إِنِّي ..
تَلَحَّفْتُ نُورَكَ ..
قُلْ لِي ..
أَيُظْلِمُ نُورٌ مُبِينْ ؟
تَعِبْتُ ..
أُفَتِّشُ عَنْ مُسْتَقَرٍّ ..
وَدِفْءٍ ..
يَضُمُّ ارْتِعَاشَ الجَبِينْ
أُيَمِّمُ ..
نَحْوَ السَّمَاءِ احْتِرَاقِي ..
فَتَبْكِي نُجُوماً ..
وَتَحْمِلُ حُلْمَ لِقَاءِ السَّفينْ
..
صُهَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ آلُ نَبْهانٍ