واصلتُ عيشيَ فاستعديتُ آهاتي
ويتمَ اليأسُ آمالي الرضيعاتِ
وجففَ الوجدُ آماقي وفي وطني
وجدٌ يجففُ آماقَ المجراتِ
دنيا المنافي أمن فكيكِ لي هربٌ
يومًا إلى وطنٍ قيدِ الحماقاتِ
قد كانَ أطعمني خوفًا وأشربني
صيفًا وخلفني طيفًا بلا ذاتِ
ما في فؤادي سوى أناتِ مذبحةٍ
ولا بعيني سوى أشلاءِ أمواتِ
ما زلتُ أبحثُ في بلواهُ عن أملٍ
حتى تلاقت على اللاشيءِ خطواتي
عددتُ ما فاتَ من دهري وأرقني
أني أعدُّ بما فاتَ انكساراتي
صبري ترحَّلَ عني السعدُ من زمنٍ
فلا تكوننَّ أنت الراحل الآتي
سأبذرُ الشعرَ للنيرانِ تحصدهُ
وألبسُ الحزنَ سربالَ الوشاياتِ
وأنتِ يا زهرةَ الدنيا وزخرفَها
أُعيذُ قلبكِ من شرِّ احتراقاتي
أكلما غصتُ في حزنٍ بليتُ بهِ
رأيتُ وجهكَ في مرآةِ أوقاتي
عيناكِ أوقدتا ناراً بأوردتي
وطلسمَ السحرُ في جفنيكِ أبياتي
جاري البكاء أجيري أدمعًا نزحت
وأمِّني مرةً من رِيعَ مراتِ
حبيبتي الشوق لا الأقلام تكتبهُ
ولا الدفاتر تروي بعضَ آهاتي
ضعي يديكِ على قلبي فربتما
داوت يداكِ تعالي صوتِ نبضاتي
وسائلي الدمعَ عن شوقي إليكِ فقد
خبَّا لكِ الدمعُ من شوقي حكاياتِ
أيا عذابًا وقلبي باتَ يعشقهُ
ما زالَ روحكِ ينسيني جراحاتي
فديتُ ثغرًا بريئًا وابتسامتَه
إن لاحَ بانت على وجهي خطيئاتي
أيا نسيمًا يبثُّ السحرَ في عمُري
ولذةً قد جرت في كلِّ لذَّاتي