في فترة الظهيرة تجاذبتُ و الممرضة الفلبينية أطراف الحديث ,
و إذ بها تقول:
متى العيد ؟
رددت:
العاشر من هذا الشهر ، تحديدا الثلاثاء القادم بإذنه
ابتسمَتْ وهي تقول :
عيد مبارك بعربية مكسورة
بادلتُها ابتسامةَ الفرحين ، و إذ بي أمسك بالبلاك بيري و أكتب :

لا عِيدَ لِي !
وَ الأُمْسِياتُ كَسِيرةٌ مُتَمَلْمِلَهْ
سَاعَاتُها حُزْنٌ وَ دَمْعٌ وَ الأَسى يَرْوِي جُمُوحَ الأَسْئِلَهْ
ليل ٌ وَ هَمٌّ و النّوى كَالرّيحِ تَعْصِفُ فِي رُبَى الماضِي و تَحْنِي السُّنْبُلَهْ
وَ الزّمْهَرِيرُ يَطُوفُ فِي الأَجْواءِ
يَجْتَثُّ اصْطِباراً قَابِعاً
أَوْ أَنَّهُ الجَلاّدُ أَدْنَى المِقْصَلَهْ!
!
لا عِيدَ لِي !
قَلْبي تَلَقَّفَهُ انْكِسارٌ ساحِقٌ
وَ الذّكْرَياتُ كَعــابِرٍ
لا بَيْتَ يَسْكُنُهُ
لا روحَ تَحْضنُهُ
لا خِلَّ يُسْعِدُهُ
وَ الأُمْنِياتُ كَأَخْيِلَهْ
!
لا عِيدَ لِي !
وَ العَابِرُونَ يُلَمْلِمونَ جِراحَهُمْ
وَ يُعَبِّئُونَ حَقائِبَ النِّسْيانِ إِنْ
أَلْفَوا شُجُوناً فَاخِرَهْ!
وَحَقِيبَتِي مِنْ ذِي المَواجِــعِ مُثْقَلَهْ !
!
لا عِيدَ لِي !
وَالعَاشِقُونَ سَيَقْطِفونَ وُرودَهُمْ ،
يُهْدُونَها لِحَبِيبِ رُوحٍ آيِبٍ ،
وَسُرُورُهُمْ مِثْلَ الجِبالِ أَوِ الدُّنى
وَكَذا شُجونِي فِي المَدى مُتَناثِرَهْ!
!
!
لا عِيدَ لِي !
وَأَنا التَّي مِثْلَ الصّحارَى دَهْرُها ،
نَأْيٌ وَظَعْن ٌ وَالهَنا آلٌ وَذي الأَشْواقُ نَارٌ ثَائِرَهْ !
!
لا عِيدَ لِي !
وَلَظَى الحَنِينِ يَسُومُني سُوءَ العَذابِ ، كَأَنَّنِي فِي الغَابِرينَ كَرِيشَةٍ تَسْرِي بِها رِيحُ الشّمـالِ إلى الجَنُوبِ وَما اسْتَقَرّتْ حَائِرَهْ !
!
لا عِيدَ لِي !
وَحْدِي أَنا مِثْلَ الضّياعِ أَوِ الشّتاتِ ، وَلَمْ أَزَلْ فِي عُزْلَتِي /
فِي غُرْبَتِي /
فِي ذا الأَنِينِ مُسافِرَهْ !
لا عِيدَ لِي !